ساءَلتُ نفسي إذ سمعتُ الناعيا |
هل يجرفُ السيل العتيُّ رواسيا
(1)
|
وذُهلتُ إذ هتفَ النعيُّ وهزّني |
نبأ تسرّب في الجوانح داويا |
قد كنتُ أعـرف فضلـه ومقامـه |
سمْعاَ ولم أكُ شاهداً أو رائيا |
رجـلٌ لو أن الجود نودي باسمه |
لبّى النداء شهامة وتساميا |
قد كان طوداً في المكارم شامخاً |
ولواء مجد للمروؤة عاليا |
عجباً أكان السيلُ يعرف أنه |
يطوي به الخُلق الرضيَّ الراضيا |
وعمود بيتٍ تستظلُّ بسقفه |
هممُ الرجال مطامحاً ومساعيا |
* * * |
مجداً ( أبا عبد العزيز) وجَنَّة |
ومُقام خُلدٍ تلتقيه دانيا |
إني لأسألُ لو تطيقُ إجابة |
والله أعلم بالسرائر قاضياً |
هل كنتَ يا ابن الجودِ إذ حكمَ الردى |
والسيل زمجرَ يستحثُّ دواهيا |
هل كنت تبحثُ عن يتيم بائس |
أم معوز، أو كنت تطلبُ طاويا |
حتى يلذَّ لك الطعام بأُلفةْ |
منه ويغدو الزادُ حلواً هانيا |