| حسناء تبغينَ الزهور، فأيَّ زهرٍ تبتغين؟ |
| الفُلَّ أم زهرَ البنفسجِ أم قرنفلنا الثمين |
| أم تبتغين نباتَ ظلٍ في مراكنِه رهين؟ |
| أم دوحة كالقدِّ فارعة تكونُ لك القرين |
| تمدُّ أغصاناً كشَعركِ تحتها تتفيَّأين |
| وتكمُنُ الأحلامُ تحتَ ظلالها نعم الكمين |
| * * * |
| قولي فديتُك أيَّما شجر لدينا تطلبين؟ |
| تفاح وادي الشام أم أشجارَ زيتونٍ وتين؟ |
| حسناءُ قد ملأ السنا خدّيكِ وافترش الجبين |
| وانثال دفقُ النور من عينيك كالصُبح المبين |
| قد هزَّ خطوُكِ كلَّ قلبٍ يا لذا الخطوِ الرزين |
| هفَتْ له الأسماكُ في أحواضِها إذ تخطرين |
| وهبَّ من أقفاصِهِ يشدو لك الطيرُ الحزين |
| وشفَّني وجدٌ عميق الغورِ يحفَلُ بالحنين |
| * * * |
| حسناءُ حسنُك والصبا سبحَانَ ربّ العالمين! |
| كُلٌّ لصاحبهِ خدينٌ جلَّ ذو العرش المكين |
| أكانَ حُلماً ما رأت عيناي أم عينَ اليقين |
| أكلُّ هذا الحسنِ يا حسناءُ من ماءٍ وطين؟ |
| * * * |
| للهِ أيَّ جوىً أثرتِ بخافقي لو تعلمين |
| فخُذيهِ مغلولاً بحسرتِه وبالشوقِ الدفين |
| بالشِعرِ ينبضُ بالهوى والباقيات من السنين |
| أوقفتُها كلاً لأمركِ فاطلبي ما تشتهين |
| * * * |
| حسناءُ قد فاحَ الشذى وغزا قلوب الناظرين |
| وتعطَّرتْ أجواءُ (معرضِنَا) بما تتعطرين |
| فَلِمَ الزهورُ وأنت يا حسناءُ زهرةُ ياسمين |