| شاعرُ بين الحسان |
| شبَّ من غير دُخان |
| طلبَ القربَ فعانى |
| فوق ما كان يعاني |
| واستقرَّ الوجدُ منه |
| في سويداء الجِنان |
| خشي السحر الذي تنــــفثُـه الغيـدُ الغـواني |
| فانثنى يطلب أمنَ الروحِ في "الركن اليماني" |
| حيث كانت ظبية حوراءُ من حور الجنان |
| ذات عشرين ربيعاً تزدهي بين (ثمان) |
| تحضنُ العودَ تبثُ الشوقَ فيه والأماني |
| تنطق الأوتار سحراً إن دعتها بالبنان |
| نَحرتْ في شفتيها زهرةً كالأرجوان |
| وعلى مبسمهـا لاحَ نضيدٌ من جُمان |
| وعلى مفرقِها فاحَ عبير الأقحوان |
| يضحك البدرُ بكلتي وجنتيها في حنان |
| ويغنّي الشعر في منــــطقها أحلى الأغاني |
| * * * |
| قرُبَ الشاعر يحدوه شعورٌ بالأمان |
| يتملَّى سحر عينيها بشوقٍ وافتتان |
| فإذا العينان ترميه بسهم في ثوان |
| وإذا الشاعِرُ مجنيٍّ عليه وهي جاني |
| * * * |
| يا لهذا الرشأ الحلوِ بعينيه رماني |
| ظنَّني أغزوه فاحتاطَ لغزوي وغزاني |
| واستباحَ القلب لم يطــــعنْ برمحٍ أو سنان |
| إنما سلَّطَ جفنيه سلاحاً إذ رآني |
| وأنا الأعزل إلا من بديعات المعاني |
| أستمدُّ العونَ من شعري إذا خطبٌ دهاني |
| أحتمي بالشعر من نفسي ومن غدر الزمان |
| قد هممتُ القول لكنْ أخــــرسَ السحرُ لساني |