شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سهرتَ الليالي
هو العلمُ موفورٌ بك اليوم جانبُهْ
كفى العلم زهواً أنَّ مثلكَ طالبُه
أراك له أهلاً، فأنعمْ بنَيْلِه
لك العلمُ مخطوبٌ وأنكَ خاطِبهْ
سهرت الليالي ناصباً غير عابىءٍ
وأسرفتَ فيما تقتضيك مطالبُه
وكنتَ جديراً إذ وفيت بنَذْرِه
فَضمَّت جناحيها عليكَ محاربُه
ومن يبتغي خيراً ويسعى لنيلِهِ
يجدْهُ جنى شهدٍ تهون متاعبُه
ومن يبذلِ الجهدَ الجهيدَ لغايةٍ
ينَلْها، وإن كانتْ زعافاً مشاربُه
* * *
سلامٌ ( لعبد المحسن) اليومَ إنه
تجلّى كما ليل تجلّتْ كواكبُه
وفاضتْ بنفسي، إذ أفاض بيانُه
مشاعر حبٍّ قد تأجّجَ لاهبُه
على غَرّةٍ مما أحسُّ رايتُه
تفجّر يُنبوعاً وفاضت مساربُه
أهنّيكَ من قلبٍ هو الصدق ناطقاً
وإن قيل إنّ الشعر أحلاهُ كاذبُه
أرى العلم درباً للحياة وغايةً
لنيل العُلا تطوي الدروب مواكبُه
وليس سواه للمَواطنِ رفعةً
وللحق مسلوباً، يُقاتَلُ سالبُه
على أنه قد يدّعي العلمَ جاهلٌ
فيُزري به حتى تسوء عواقِبُه
وللعلم آفاتٌ، ومنها رجالُهْ
فبعضٌ يداجيه وبعضٌ يحاربُه
وبعض يرى فيه ثراء ومغنماً
إلى جيبه تجري سِراعأ مكاسبه
وآخر لمْ يغنمْ من العلم ميزةً
سوى رئّةِ الألقاب زُلفى تُخاطبة
ونهازةٍ للعلم يرقاهُ سلَماً
سلالِمُه تنزو عليها رغائبُه
إلى منصبٍ عال وعيش منعَّمٍ
وجاهٍ به تخفى علينا مثالبه
* * *
أُعيذكَ من هذي وتلكَ فإنها
وحقِكَ داءٌ ليس يبرؤُ صاحبه
وإني على عِلمٍ بأنك ذو نُهىً
تراهُ شديد الوَطءِ شتّى وجائبه
وأولُها أن التواضع شيمةٌ
لذي العلمِ موصوفٌ بها لا تُجانبه
ومنها التزامُ الحقِ فيما يقولُه
وإن كان جبارٌ عليه يُغالِبه
وللصدق نبضٌ دافقٌ في عروقه
يعيشُ الضميرُ الحيُّ فيه يحاسبه
* * *
وإني وربُّ البيتِ ما كنتُ قائلاً
مقالي لو أني لم أجدْكَ تُناسبه
فمرحى لأهلِ العلمِ إن عشيرَهم
بكَ اليوم مزهوٌّ تعززَ جانبه
ومرحى لراعٍ كنتَ غرسَ أكفه
ليهنا به (سعدٌ) أبوه وواهبُه (1)
ويزهو (أخٌ) برُّ يفاخرُ باسمه
و(أمٌّ) غذَتْه فاستقامتْ مواهبُه
• • •
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :641  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.