| مرحى لمجدك إذ يروح ويَغْتَدي |
| في الناس فوَّاحاً كريمَ المحتد |
| في كل جيدٍ من نداكَ قلادةٌ |
| رصَّعتهما شعراً بحسنٍ مفرد |
| تتعاقب الدنيا وشعرُك شامخ |
| أبداً بزهو ردائِه المتجدد |
| وتمرُّ أجيال وفي محرابه |
| عبَقُ الخلود لراهب متعبد |
| وهبَ القريض حياته فتفتحت |
| أكمامُها الخضراءُ كالزهر الندي |
| وأَنارَ بالأدَبِ الرَّفيعِ مسالِكَ الـ |
| ليلِ البَهيمِ فَشَعَّ مِثْلَ الفَرقَدِ |
| * * * |
| (شيخَ القريض) وما يزال شبابُه |
| بيديك يبتدر الحياةَ ويبتدي |
| أضرمَته ناراً فشبّ أوارُها |
| بين الضلوع كجاحمٍ متوقدِ |
| وسرى يهزُ من الجموع صفوفَها |
| ويُذيبُ صمتَ شتائها المتجلِّد |
| يدوي الرصاص ممزقاً أضلاعَها |
| وتمورُ كالسيلِ الخضم المزبد |
| ويعانق الشهداءَ شعرُك هاتفاً |
| يدعو الجموع لُعنتِ إن لم تصمدي |
| وتقحمي ليل الطغاة فإنه |
| لا بدّ من فجر بهيّ المولْدِ |
| * * * |
| شكوى إليك "أبا فراتٍ" إن لي |
| فهما عييت به وليسق بمنجدي |
| ماذا دها تلكَ الجموعَ تطامنتْ |
| للذلّ أم ألِفَتْ سياطَ السيد؟ |
| حتى كأن ظهورَها قد أصبحتْ |
| تشكو إلى الجلاد إن لم تُجلَدِ |
| أعَمىً دهاها أم تَعامٍ لم تَعُدْ |
| لتميزَ فيه ضحيةً عن معتدي |
| أم أنها تاهت فليسق أمامها |
| حاد تسيرُ على خطاهُ فتهتدي |
| بالأمس كانت إذ يمرُّ ببابها |
| جورٌ تهبُّ كعاصف متمرّدِ |
| واليوم يُنحرُ كالجَزور شبابُها |
| وتقرُّ واجمةً إزاء المشهد |
| نَصبو لها "هُبلاً" بكل ثنيّةٍ |
| هو ذا إلهُكِ فاعبديه واسجدي |
| وتسابقتْ هُجُنُ الولاء تبثّهُ |
| آي المديح بحسّها المتبلّدِ |
| حتى لقد بلغ النفاقُ مداه إذ |
| وصلوا له نسباً بآل "محمد"
(2)
|
| * * * |
| لله والتاريخ أيُّ بَليَّةٍ |
| دهتِ العراق وأيُّ ليلٍ أسود |
| أشكو إليك وأنت مثلي عارفٌ |
| أن الدجى، ما طالَ ليسَ بسرمد |
| وبأن شمسَ العدلِ دائمةُ السُرى |
| حتى يحين طلوعُها في الموعد |
| فلئن بدا حكمُ الطغاة مخلّداً |
| فالويلُ من يوم سيطلعُ في غد |