ملء العيون وأنت مغترب |
ناء و (دجلة) منك تقترب |
وتكاد شطئان (الفرات) إذا |
ذكروك عند ضفافها تثب |
(الرافدان) وأنت صوتهما |
وإليهما بالحبِّ تنتسب |
يتفاخران بما وَهبتَهما |
من خير ما تعطي وما تَهَب |
غُرَر القصيد مزجتَ أشطره |
ذَوْبَ الحشا والروحَ تلتهب |
لله دَرُّك أيُّ مغترب |
شتَّى القلوب إليه تنجذب |
(فردٌ) وحولك من عواطفنا |
بحر بحبِّكَ مائج صخب |
(فرد) ويخشاكَ الأولى أكلوا |
أعمارنا ودماءنا شربوا |
ملكوا الرِقابَ فإن ذُكرتَ لهم |
أو أسمعوا ( آياتك) ارتعبوا |
(شيخ) وعندك خافِقٌ مرحٌ |
بين الضلوع يهزّهُ الطَرَبُ |
ما زال يهفو كلما خطرت |
حسناءٌ يرمُقُها فيضطرب |
الحبُّ شِرعتُه التي أخذت |
( ما لم يجب منه وما يَجبْ)
(1)
|
* * * |
يا كوكباً ما زال تحسِدُهُ |
إذ لا تطاوِلُ بُرجَهُ الشُهُبُ |
يا أيها النَسْرُ الذي خفضت |
لجناحه علياءَها السحب |
يا شامخاً كالطودِ لا عُجِمَتْ |
منه القناةُ ولا التوى العَصب |
يا حاملاً للشعب رايته |
إذ تستبدُّ بغيره الريب |
يتصدَّرُ الغمراتِ يقحمها |
وعلى الرصيفِ سواهُ يرتقب |
* * * |
يا ثائراً لم تغره الرتب |
لا الجوع يوهنُه ولا التَعب |
تمضي العقود وما يزالُ به |
روح ُالشبابِ وعزمُه الصَلِبُ
(2)
|
تقسو عليه الحادثاتُ ولا |
شكوى ولا خورٌ ولا نَصت |
لله درّكَ أيُّ مدَّرعٍ |
بالصبر لا بَرَمٌ ولا عتب |
أكبرتُ فيكَ الفكرَ متقداً |
والروحَ كالبركان تلتهب |
أقسمت بالفكر الذي رويتا |
بدمائه الأزمان والحَقَب |
والناذرين له نفوسهم |
قُتلوا بدرب الحق أو صُلبوا |
تالله إنك آيةٌ عجَب |
تدوي العصور بها وتصطخب
(3)
|
* * * |
(شيخ القريضِ) سلمتَ من عَنتٍ |
وانزاح عنكَ الهمُّ والكربُ |
يا بُؤس (دار) منك خاليةٍ |
كالقفر، لا ماءٌ ولا عُشبُ |
الفجر فيها لم يَعدْ أَلِقاً |
والصبح محزونٌ ومكتئبُ |
رحل الفم الغِرّيدُ (وانبعثت) |
من بعده (الغربان) تنتعِبُ |
وجرت بها ( الأسقاط ) إذ خَليتْ |
ساحاتها وتغرَّبَ الأدبُ |
* * * |
يا ويحها من أمة لعبت |
حتى استقل بجدِّها اللَّعِب |
يا ويحها مما تُدَوِّنهُ |
عنها الغداة وتذكر الكتب |
بالأمس (معروف) بها شقيت
(4)
|
أيامه وانتابه الغضب |
حتى قضى فإذا بها زيفاً |
تبكيه نادمةً وتنتحب |
إن البكاء على عباقرةٍ |
بعد الرحيل تزلفٌ كَذِبُ |