| مرحى لشاطيكِ إذ تزهو لياليهِ |
| والنورُ يمرحُ جذلاناً يُناجيهِ |
| ويحسِدُ القمرُ الساري مفاتنهِ |
| والشعرُ يمنحُه أسمى معانيهِ |
| تَجمَّعَ الحُسنُ فيه والشبابُ معاً |
| وماؤُه مازجَ الصهباءَ صافيهِ |
| العاشقونَ السُكارى في مرابعهِ |
| والفاتنات العذارى في مغانيهِ |
| جُنَّ (ابنُ هاني) به حتى استطابَ له
(1)
|
| أن يستوي (نصباً) ما بين أهليهِ |
| يهفو لأقداحهم كأس براحتهِ |
| كانت (بدور الليالي) من سواقيهِ |
| * * * |
| يا (دجلة الخير) ما أحلاكِ مُنتجعاً |
| يهفو النسيم عليلاً عند شاطيهِ |
| مرحى لموجك مالَ النجم يلثُمه |
| في هدأةِ الليل مفتوناً يناغيه |
| وعجَّلَ الشوقُ مسراه كأن له |
| في (الملتقى) عاشقا صبأ يوافيه
(2)
|
| * * * |
| يا (دجلة الخير) قد غناك مغتربأ |
| (جواهر الشعر ) أحلى ما يغنيه |
| ناجاك من خافق شب الحنين به |
| واستوطن الشوق دارأ من مآقيه |
| يا (دجلة الخير) إن (المشرقين) فناً
(3)
|
| حلا بجمع مهيب جاء يجزيه |
| (القارتان) ببغداد لقاؤهما |
| بابن الفراتين إكبار لأهليه |
| يا (زهرة اللوتس) ما أحلافي زاهية |
| بصدره فاستضيفي القلب واسقيه |
| حب الملايين تسقيها قصائده |
| صفو الحقيقة يجري في قوافيه |
| يا (دجلة الخير) هذا كنزُ مفخرةٍ |
| هيهات واجِدةٌ كنزاً يدانيهِ |
| تحر تعذَّرَ غوصٌ في مجاهلهِ |
| إذ تبهر العينَ ألواناً لآليهِ |
| هذا الذي يُبدعُ الآيات آيتهِ |
| فِكرٌ يُجدِّدُ مشدوداً بماضيهِ |
| (البحتريُّ) و (بشار) ومرحلةٌ |
| عن مجدهم ألفُ عامٍ وهو يُحييهِ |
| * * * |
| يا (دجلة الخير) لم تنصَبْ قوادمُهِ |
| ولا تسرَّب يأسٌ في خوافيهِ |
| ما زال نَسْراً وإن ضمَّ الجناح على |
| قلب يؤَّرقُه وجداً ويُشقيهِ |
| (عانى لظى الحب بشار وزمرتُه)
(4)
|
| و (ابنُ الفراتين) مشغوفٌ بواديهِ |
| مثل الفراشة مجذوبٌ إلى لهبٍ |
| في خدِّ حسناءَ تدري حتفها فيهِ |
| ما (غادةُ الجيكِ) إلا بعض مطمعهِ
(5)
|
| و (بنتُ) إلاَّ من مراميهِ |
| إني سألتُ (أم عوفٍ) ثم قلتُ لها
(6)
|
| يا أمَّ (عوف) عجيباتٌ لياليهِ |