شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تداعى الأمس
وجيبُ القلبِ ليسَ له بديل
وصفوُ دمائه دفقاً يسيلُ
ونور في العيون إذا تراءى
يقوم على الحياة به الدليلُ
وفجرُ ليسَ تنكره الليالي
وشمسٌ لا يُشامُ لها أفولُ
وميقات الكواكب في سُراها
تحوّلتِ الدهور ولا يحولُ
كذلك حُبنا -لولا المنايا-
تزول الراسيات ولا يزولُ
* * *
سرى ما بين روحينا وصالاً
شرايين القلوب لها رسولُ
يعيش على مدى العمرين فينا
وما طال المدى بهما يطولُ
نديّاً لا تجفُّ له غصون
إذا اختلفت بروضته الفصولُ
ولا تظمأ له أبداً جذورٌ
رواها من عيونِكِ سلسبيلُ
ولا تلوي بها ريحٌ عصوفٌ
لوى عُنُقاً لها الشجر الهزيلُ
* * *
ربيع حبنا ما زال يذكو
شذاه والقلوب له مقيلُ
تفجر في حنايانا عيوناً
بها يبرا من الظمأ الغليلُ
تجديد حبنا مهما تناءت
بنا الأيام وانقطع السبيلُ
وطالت غربةٌ ودجتْ ليالٍ
وعزَّ إلى مرابعكِ الوصولُ
لقد أسكنْتُهُ قلباً وفياً
لغيرِك لا يقارب أو يميلُ
يعيش بخاطري ويمدُّ روحي
بأسبابِ الرضا منه قليلُ
* * *
تمادى ظلم هذا الدهر فينا
"وإن الظلم مرتعُهُ وبيلُ"
نأى غدراً عما عشقنا
فلا أرض العراق ولا النخيلُ
ولا أهلٌ تشاركنا هموماً
وكل همومنا عبءٌ ثقيلُ
* * *
تداعى الأمسُ لي من ذكرياتي
وأينَ الذكرياتُ وما تقولُ؟
فلا "الغرّاف" مهد صباي فيه
ولا صفصافُه الخَضِلُ الأثيلُ (1)
ولا قيلولة الشاطي يقينا
ضراوةَ شمسها ظلٌّ ظليلُ
وأشرعة المراكب وهي تجري
تُغذُّ مسيرَها الريحُ الشَمولُ
تسابقها خيوطُ الشمسِ فجراً
ويُسلِمُها إلى الليل الأصيلُ
وتغفو في صواريها الليالي
وليل الساهرين بها طويلُ
يشُحُّ الماء في مجراه صيفاً
فيؤنسنا به الرمل المهيلُ
ونحفُرُ في قرارتِه فيبدو
كماءِ العينِ رقراقاً نَشيلُ
ونهفو للشواطى عامرات
بساتيناً تحيطُ بها الحقولُ
نُغالبُ سورَها حتى نوافي
كنوزاً لا يعادلها عديلُ
نهزُّ بها جذوع النخل حتى
إذا ما اسّاقَطَ الرُطَبُ الخضيلُ
جمعناه وقد أغفى بعيداً
عن الأنظار ناطورٌ كسولُ
* * *
هفا قلبي، فهل عَوْدٌ رفيق
على بدء وذاك المستحيلُ
فلا الراعي ولا خُضْرُ المراعي
ولا أمٌ يداعبها الفصيلُ
ولا الطََرْفاءُ تَحطِبُها العذارى
فيوخزَها من الشوك القطيلُ
يحاولن الفؤوس به فتعيا
ويستعصي عليهن النجيلُ
تميل شعورهن إليه شوقاً
فيعلق في مصائده النسيلُ
فيجمعن الحصيل وقد تلوّى
وشد وثاقَهُ حبلٌ وثيلُ
* * *
نأتْ عني الديار فلا نَقيلُُ
ولا بُرُدٌ تجيءُ ولا رَسولُ
ولا (بغداد) حيث (أبو نؤاس)
ودجلة والهوى والزنجبيلُ
"ومسقوفٌ" من السمك المنقّى
يُشَبُّ له من الحَطبِ الجَزولُ
تَجَمَّعَ حولَهُ رهطٌ نشاوى
على لهبٍ رؤوسهم تميل
ولا سجع الحمام على قباب
المساجدِ يستظلُّ ولا الهديلُ
و(صحن الكاظمية) إذ عقدنا
رباطَ العُمرِ شاهِدُنا قبيلُ
* * *
تباعَدَ عهدُنا عمّا عَهِدْنا
ولا ندري أيقصرُ أم يطولُ
وشَذَّبَ من مطامحنا – فجفت
رياض غصونها – داءٌ وبيلُ (2)
أصاب قلوبنا فإذا كلانا
-وإن عِشنا- بطعنته قتيلُ
تحيّرتِ الأساةُ فليس إلا
احتمال الكربِ والصبرُ الجميلُ
فوا لهفي إذا الميعاد وافى
بأيامي وأن أزف الرحيلُ
واغمضت الجفون فلا وجيب
يُحَسُّ ولا إلى الدنيا سبيلُ
وصوّحتِ الشموع فلا فتيلُ
وأُرخيَتِ الغلائلُ والسُدولُ
ولم أتنشّقِ العِطرَ المُندّى
لدجلةَ أو تطالعني النخيلُ
وإن لم يروني منها نميرٌ
وعزَّ إلى شواطئها الوصولُ
[جدة، في 15/12/1986م]
• • •
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :412  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج