| سلاماً أيها الأحباب أُزجيه على بُعد |
| سلاماً كيفَ حالُ الدار والأولاد من بعدي |
| سلاماً إنّ لي قلباً يناجيكم بلا حد |
| وروحاً لا تفارقكم ولا تهدا من الوَجد |
| سلاماً يا شظايا الروح يا أُغنيةُ الخُلد |
| تطير على جناحيها وتبني عُشَّها عندي |
| سلاماً إذ يجُنُّ الليل أقضيه على سُهد |
| بلا صدرٍ يناجيني ولا رأسٍ على زَندي |
| ولا ثغرٍ يشاركني مذاق المُرِّ والشهد |
| * * * |
| ويا محزونة العينين حيث الحزن لا يُجدي |
| يَشتُّ اللُبُّ من فزع وأنسى هالة الرُشْد |
| إذا ما دمعةٌ هتكتْ حجابَ الخالِ في الخدِّ |
| فيجذبني له شعر ذكي النشر كالنَدِّ |
| أُنثّرُهُ على الكتفين، أُطلقُهُ من القيد |
| وأطويه على صفّين حول الجيد كالعقد |
| أشاغِبُهُ وقد أقسو على الخصُلات في عمد |
| لأسمع صوتك المحتجَّ يحلو وقعُهُ عندي |
| * * * |
| وإنْ ضاقت بي الدنيا ونُؤتُ بعبئِها وحدي |
| تراءى وجهُكِ الوضّاح طلقاً صادقَ الود |
| وشعَّت بالسنا عينانِ غير الحب لا تُبدي |
| ورَفَّ لنصرتي قلب تنزَّه عن صدا الحقد |
| * * * |
| رعاك الله يا ذُخراً حرزتُ لساعة الجد |
| تولت أمرنا الأيام في نحسٍ وفي سعد |
| وكنا اثنين جُمِّعنا وقُسِّمنا على فرد |
| وكانت قسمةً ضيزى لما أعطيتِ من جَهد |
| * * * |
| ملكنا الخير لم نعمد إلى جمع ولا عد |
| وحُزنا كِسرَة الخُبزِ اقتسمناها على وُدِّ |
| وردنا ماءنا صفواً وذُقنا عاكر الوِردِ |
| فما شَتَّت نوايانا ولا افترقت بنا الأيدي |
| وشَد قلوبنا حب رواهُ النبع في رفد |
| كأن هواك لي قدرٌ قضاهُ الله في مهدي |
| أعيش على حلاوتِه وأحملُهُ إلى لحدي |
| * * * |
| فصبراً يا ابنة النُعمى على الأيامِ والعَهد |
| إذا حَلُكتْ ليالينا على ظُلماتها اشتدّي |
| وبالصبر المتين على فجيعة عُمرنا رُدّي |
| مَشيتِ على دروبِ الشوكِ في عَنَتٍ وفي كَدِّ |
| وصارعت الرياح الهوجَ عاصفةً على طود |
| فصبراً إن بَعدَ الشوكِ إكليلاً من الورد |
| ستظفِرُهُ يد الله القدير الصادق الوعد |
| جزاء الصبر والإيمان والتسبيح والحمد |