يممتُ شطرَ الواحدِ الأحدِ |
الخالقِ المتفرّدِالصمد |
وحزمت أمري لا أمدُّ يداً |
إلا لمن هو فوق كل يد |
إني غدوت أسيرَ فاجعةٍ |
فاشددْ لدرءِ سهامِها عضدي |
وامننْ علي فإنني رجل |
عن شرعة شرّعت لم يحد |
عصف الزمان به فأبدله |
عيش الأسير بعيشه الرَغِدِ |
واستبدل الأيامَ ضاحكةً |
بالهم والتسهيد والنكد |
* * * |
بَرِمَ الفؤاد بما أكابده |
واحتار ما بين الرؤى رَشَدي |
وعييت هل أبكي على أمل |
أودعته في مقلتَيْ ولدي |
أم أشتكي المأساة في بلد |
يشكو الأسى أوّاهُ يا بلدي |
فنَى الشبابُ ولم تزلْ ضرماً |
حرب ضحاياها بلا عددِ
(1)
|
طالت بها الأيام واختلطت |
فيها الشهور وليس من أمد |
ذهب الشباب لخوض جاحمة |
عمياء من زوج ومن ولد |
والأمهات تصيح من جزع |
يا ويلتا بيتٌ بلا عَمَدِ |
ليت الأمومة لم تكن أملاً |
حلواً ولم نحبلْ ولم نلد |
أَلمثلِ هذا اليوم قد شقيتْ |
أمٌ تدقُّ يداً بظهر يد |
قالت: يعود غداً وما حسبتْ |
أن الحبيب مضى إلى الأبد |
وبأن خداً ناعماً لدناً |
فوقَ الترابِ هوى بلا لحد |
* * * |
وهنا يؤرقني فتى نضر |
فوق السرير ممدّد الجسد |
هو بهجة الدنيا ورونقها |
بالأمس وهو ذخيرتي لغدي |
هو لي من العينين بؤبؤُها |
ومن الحشاشة فِلذةُ الكبد |
عجزَ الطبيب وليس لي أملٌ |
إلاَّكَ يا ربّي فكن سندي |
* * * |
يمّمتُ أرض الوحي أقصدها |
لست الغريب فإنها بلدي
(2)
|
يا ربُّ فاجعل ماء زمزمها |
يرتدُّ عافية على ولدي |
واجعلْ مرابعَها مباركةً |
غنّاء زاهية إلى الأبد |