يا شاعرَ الحزن دريئةَ القدر |
وساهر الليلِ مقارب السحرْ |
وسامر الصمت يحدّثُ الصدى |
بهدأة الليل وقد عزَّ السمرْ |
وباسط الخدّين للدموع جرى |
مستعراً كجاحمٍ إذا استعرْ |
وسائحاً بين خيالاتِ الرؤى |
يبحثُ في أعماقها عن مستقرْ |
مسافراً لا زادَ إلاَّ حزنه |
ولا رفيق عنده إلا الكدرْ |
يطارد السرابَ في رأد الضحى |
ويسأل الجهامَ هل يأتي المطرْ؟ |
* * * |
يا شاعرَ البأساءِ قد تحطمت |
قيثارةُ الشعر وأُخرسَ الوترْ |
وضجَّت الأعماقُ مما تشتكي |
وقاربَ الطوفانُ شطئانَ الخطرْ |
أقصر من الهم فقد طال السُرى |
ومَلّك النحمُ وجافاك القمرْ |
أقصر من الحزن فقد حملت من |
أعبائه ما لا يطيقه بشرْ |
دروبك امتدت إلى غير مدى |
فانفض عن الجبين وعثاء السفرْ |
وأسلم الأمر إلى الله الذي |
يقصر عن إدراكه منك البصرْ |
لعل مما تقتضي أحكامه |
أن تُبتلى حتى توافيكَ العِبَرْ |