اليوم في ربوع "كردستانْ"
(1)
|
ستلتقي الجذور والأغصان |
في مهرجان الفرح الممزوج بالأحزانْ |
وتُقرَعُ الكؤوسُ بالكؤوسْ |
تُنادمُ "اللاَّووكَ" و "الحير انْ"
(2)
|
لتشربَ النخبَ الذي |
تصنعه إرادة الإنسانْ |
* * * |
اليوم يُنثالُ الندى |
يُقبّلُ الزهورْ |
وتُعشبُ السفوح في الجبالْ |
وتعبق الصخورْ |
تُقطّر البسمة في الثغورْ |
ويُقبِلُ الرسولْ |
يُحدِّث العالم عن نَبؤَةٍ تَقولْ: |
ها هو (كاوا) قادمٌ
(3)
|
يخترق الوديان والسهولْ |
يخترق الأزمان والعصورْ |
مناديا بصوته الجهورْ |
(قد نُشِرَ "الكرد" من القبورْ) |
* * * |
نحن غدونا أمة |
تفهم في التاريخ |
تكبر كل ساعة... |
لكنها ترفض |
أن تهرم أو تشيخ |
تزرع أحلام الصبا |
على السفوح الخضر والجبال |
تعانق الأرض... |
ولا تغرق في الخيال |
لا تزرع الطموح والآمال |
على جبال القمر الجرداء |
أو تحرث في المريخ |
لأنها قد أصبحت |
تفهم في التاريخ |
* * * |
نحن غدونا أمة |
تفهم في "الجغرافيا" |
تعرف أين أرضها |
وأين تمتد حدود الأرض |
وأين (كردستان) |
ما بين خطوط الطول والعرض |
ترفض أن تصدق الأسطورة الحمقاء |
تلك التي تقول: |
إن وجود (الكرد) محكوم |
بقانون الرضا والرفض |
يصدره (البعض) |
وقد يمسخه (البعض) |
ذاك الذي تصوغه (المافيا) |
تزور التاريخ و (الجغرافيا) |
وتنكر المعقول والمنقول |
* * * |
أسطورةٌ |
تقول إن (الكرد) |
(أتراك) يعيشون على الجبال |
أو(عرب) |
كان أبوهم من (بني هلال) |
أو أنهم (فُرسٌ) |
أضاعوا العم والخال |
وربما كانوا (هنوداً حمر) |
قد أفلتوا من الغُزاة (الشُّقر) |
تقول: إن (الكرد) |
من سلالة الجِنّ
(4)
|
مهودهم كانت توابيت |
وقتلهم تسلية في ملعب الطغاة |
أتقنها كل الطواغيت |
وإنهم لم يعرفوا |
حكاية الترشيح! |
أو أسطورة التصويت! |
* * * |
قال لنا السادة: |
إن الأرض في الخرائط الصماء |
يرسمها (السيد) |
كيف يشتهي |
وكيفما يشاء |
وهو الذي يعطي لها الأسماء |
وهو الذي ريشته |
تلون الزمان والمكان |
والأشياء.... |
بالحبر، بالزيت.. وبالدماء |
أو يمنع الرياح والهواء |
ويمنع استحالة البخار والماء |
وينقُلُ البلدان من مكانها |
يعطي (لأوروبا) سهول (آسية) |
ويرسم البحار وسط (البادية) |
يجعل (هولندا) بلاداً عالية
(5)
|
ويدفع الجبال نحو الهاوية |
يستبدل الوجود |
ويُعدِمُ الموجود |
يستوطن الأرض التي تروقه |
ويطرد (الهنود) |
ويمنح (الأقصى) |
ومهد (السيد المسيح) لليهود |
ويبعث (العرب) إلى الشتات |
يوزع الشعوب في القارات |
يبعثر الأقوام |
في شتى الكيانات |
يجعلهم محض (أقليات) |
معدومة التاريخ والصفات |
تنتظر الرحمة |
من عصابة (المافيا) |
لأنها هي التي تخطط الحدود |
وأننا نجهل علم الأرض والجغرافيا |
وقد أضعنا الحِسَّ والوجود |
لكنها إرادة الله الذي |
ألهمنا الصُمود |
حتى غدونا أمَّةً |
تعرف كيف يُصنَعُ الخُلُود |
* * * |
نحن غدونا أمَّة |
شبَّت عن الطوق |
ولم تَعُد رؤوسنا ترفع باستحياء |
نعرف أن تحتنا الأرض |
وأن مجدنا فوق |
فوق الجبال الخضر في بلادنا الخضراء |
أبيض كالثلج الذي يعانق القِمَم |
تسكنه همومنا |
تنضح بالألم |
لكنة يعمر بالشوق |
إلى حياة حرة |
يعيشها الأبناء في سلام |
لأن (كاوا) مَزَّق اللثام |
وأسفر الفجر على جبينه |
وامتشق الحسام |
لأن عين الله لا تنام |
لأننا نؤمن بالله وبالإسلام |
نؤمن أن الله في السماء |
فد خلق الشعوب والأقوام |
قال لهم: تَعارفوا...
(6)
|
ولم يَقُل: |
سوقوا شباب (الكرد) كالأغنام |
يسوقها الجزار في الليل وفي النهار |
مكتوفة اليدين |
معصوبة العينين
(7)
|
مصلوبة إلى جذوع النخل والأشجار |
لتزرع الرصاص في صدورها |
كتائب الإعدام |
لأنها توجهت |
لقبلة الله التي في (المسجد الحرام) |
وأنها قد رفضت عبادة الأصنام |
* * * |
نحن غدونا أمة تفهم في الحساب |
وتحسب الأيام والشهور |
ولم تعد تؤمن بالمجهول |
أو تُقدّمْ النُذور |
لتتقي مخالب الذئاب |
أو تسأل الجلاد |
أن ينصف في العقاب |
فيأمر السياط أن تُقسِطَ في العذاب |
* * * |
لقد صبرنا زمناً |
كأنه الدُّهور |
نحتسب الأعمار في طاحونة تدور |
تدفعها عواصف الأهات |
في صدودنا وتنهشُ الصدور |
تأكل أعمار ضحايانا |
تشرب من دموعنا |
وتسلبُ الفرحةَ أعراسَ صبايانا |
وتجعلُ (اللاَّووكَ) في شفاهنا |
مرثيَّةً للأهل والأحباب |
تبكي شهيداً ضمَّهُ التراب |
أو غائباً عن العيون غاب |
ولم يعدْ يُرجى له إياب |
لكنّها.. صارت مدرسة لنا |
تعلَّمَ (الكُردُ) بها مبادىءَ الحساب |
واكتشفوا السِّرَّ الذي |
يُدوِّرُ الدولاب |
فأصبحت عيونهم |
تميّز الماء عن السراب |
* * * |
نحن غدونا أُمَّة |
تُحْسِنُ أنْ تفرحَ في الأفراح |
وأن تُغنّي والأسى يكمن في الجراح |
قلوبها تطير كالفراش |
بين الزهور تنقل اللُّقاح |
وتجعل الأرض بساطاً |
باهرَ الألوان |
يعبَقُ بالأريج من زهور (كردستان) |
يرسم مجدَ أمة |
كانت إلى أمس بلا عنوان |
تمخرُ في سفينةٍ مقصوفة الألواح |
تسوقها الرياح |
بائسةً.. مهيضةَ الجناح |
* * * |
مَنْ مبلغٌ عني ضحايا (الكرد) |
في القبور |
بأننا نرسو على موانىء الأصباح |
ونبعث البهجة في الأرواح |
وننبؤ الموتى |
بأن القدر المكتوب في الألواح |
إرادةُ اللـه |
وليس مُديةَ السفّاح |
* * * |
مَنْ مبلغٌ عني "أبا مسعودْ"
(8)
|
أن بنيه حطموا القيود |
وأن ريح الموت لن تهب من جديد |
لتخنق الأطفال في المهود |
وأنهم لن يشهدوا "حلبجةً" أخرى |
وأن مجدهم يعود |
على حصان أبيض |
يخترق السهول والجبال |
يبشر الأطفال |
أن المحال لم يعد محال |
أن غداً مستقبلٌ موعود |
وأن (كردستان) |
تحمل (للعراق) من سهولها |
بشارة انتصار |
فليهنأ الثوار |
في (بغداد) و (البصرة) في (الأهوار) |
وليرفعوا سلاحهم |
على رموز الظلم والطغيان |
ليعضدوا (ثوّارَ كُردستان) |
ليرفعوا الراية في الآفاق |
لأننا لا بد أن نبحر |
من موانىء الأحزان |
في (سفينة العراق) |
لنبلغ الشواطئ الخضراء في أمان |
ونكتب (الميثاق) |
على جذوع دوحة (السمّاقْ)
(9)
|
على جذوع النخل |
وهو شامخ الأعناق |
نكتبُهُ أخوّةً |
رباطها.. الحب والوفاق |
والمجد للعراق |