شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا وطني (أيوب)!!
(1)
يا بلدي الغريقْ
حيثُ يزبُد الطوفانْ
بغير شطئانٍ ولا سدودْ
يا حطبَ النار التي أوقدَها الطغيانْ
أطعمَها النساءَ والأطفالَ والمهودْ
بل إنه أطعمَها الوجودْ
ولم تزل ظامئةً
لم يروها الطوفان
جائعةً لم تُغنها
لحومُنا والشرفُ المسلوبْ
غاضبةً لم يُرضها
خرابُ هذا البلدِ المنكوبْ
الصابرِ المعذّبِ المنهَكِ بالحروبِ
هل كان حتماً كلُّ هذا الصبرْ
يا أيُّوب
يا وطني أيّوب
* * *
 
(2)
يا وطني
صبرتَ حتى انقطعت كلُ النهاياتْ
وسُدَّت دونَكَ الدُّروب
ولم يعدْ إلاَّ طريق الموت والخرابْ
يعجُّ بالصبية، بالشيوخ والشبابْ
أوصالُهم قطّعها الوحشُ الذي
ما زالَ في الغابْ
يبحثُ عن دمائنا
يبحث عن دموعنا
في ذلك الزحام
مدجَّجاً من رأسه لأخمص الأقدامْ
بالذلّ والحِرابْ
أكانَ فرضاً أن تشبّ النارُ في الكويتْ
لنصطلي أوارَها
نحرقُ في موقدها البيتَ
ونرمي كلَّ أهل البيتْ
في زحمة الخُطوبْ يا وطني أيوبْ
* * *
 
(3)
يا وطني...
أكانَ فرضاً أن يطولَ الليلُ
حتى تُجْهَضَ الحُبْلى
على قارعةِ الطريق
عاريةً كسيرةَ النفس
على وجناتها الذابلة
علائمُ الذلِّ والانكسارْ
قد طبعتها بالدم القاني يدا (قابله)
جاءت إليها من وراءِ البحارْ
هل كان حتماً أن يموتَ النهارْ
من قبلُ أن يولدَ
أو يدوسه التتار
أو تضحك الأقدارْ
ثمَّ يكونُ بعدها الطوفانْ
وتُبحرُ الشمسُ إلى موانىء الغروبْ
وتذبح الشمال أو ينتحر الجنوبْ
ما أفدحَ الصبرَ الذي صبرتَهْ
يا وطني أيوبْ
* * *
 
(4)
أيوبُ لن تفلتَ من مصيرك المحتومْ
لا بدّ أن تصبرَ حتى ترحلَ الشمسُ
إلى غياهبِ المجهول أو تنطفئَ النجومْ
وتُقفرَ الغاباتُ من أشجارها
وترحلَ الجبالْ
تنحسرُ المياهُ
عن أنهارها تهاجرُ الأسماكُ
عن أهوارها
وتسكنُ الرمالْ
تاركةً إيَّاكَ في ردائِكَ البالي
صريعَ الجور والهمومْ
تنتظرُ الشمسَ التي قد رحلتْ
وتسأل الليلَ عن النجومْ
لا تعرفُ الخلاصَ من دائكَ
إن الصبرَ داءُ البائس المهمومْ
الداءُ والدواءْ
كلاهما مرٌّ وليس غيرَك الملومْ
يا وطني أيوبْ
أنت القتيلُ القاتلُ المنكوبْ
* * *
 
(5)
يا وطني
تقرّحت عيونُنا
توقفَ الوجيبُ في صدورنا
وجفّت الدماءُ في القلوبْ
وأنت ما تزالُ يا (أيّوبْ)
تبحثُ عن مزارعِ الصَبَّار
في مدائنِ الصبرِ
تداري صبرَك المكتوبْ
في لوحكِ المحفوظ في مجاهلِ الغيوبْ
ونحن لا نملكُ إلاَّكَ
فلا مفرّ أو هروب
منكَ سوى إليكْ
ونحنُ لا شرطَ لنا نشرُطه عليكْ
بل إنها أمنيةٌ يا وطني المحبوبْ
أمنيةٌ أن ترفضَ الذلَّ وأن تتوبْ
عن صبركَ الذي غدا
ذنباً وصارَ أكبرَ الذنوب
يا وطني أيوبْ
* * *
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :434  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج