شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بلدٌ تملَّكه الضلال
[هذه القصيدة كتبها الشاعر رداً على رسالة لأحد أصدقائه الشعراء يسأله عن أحوال العراق وأخباره، وكان ذلك خلال اشتداد أوار الحرب العراقية - الإِيرانية، وكأنه يتحدث عن العراق اليوم]:
أما العراقُ فدعْكَ عن أخبارهِ
رجعَ الزمانُ به على أدبارهِ
وأتى بـ (هولاكو) ليُكمِلَ زحفَه
ويقيمَ مأتِمَ أهله بديارهِ
كُمّت به الأفواهُ حتى لم يَعدْ
ليلٌ يتوقُ لملتقى سُمّارهِ
وتبدّل الزمنُ الرتيبُ، فيومُه
عامٌ، وعدةُ ليله كنهارهِ
والناسُ فيه يرقصونَ لموتهم
يمشي الخرابُ وهم على آثارهِ
بلدٌ تملّكه الضلالُ ولم يعدْ
للعقل سلطانٌ على أفكارهِ
ونأى الرضا عن بُرجه حتى لقد
غَضِبتْ شواطِئُه على أنهارِه
* * *
ماذا تؤمّلُ أن يفيدَكَ شاعرٌ
عَصفَ البلاءُ بأهله وبدارهِ
وأقامَ بين ضلوعه لحنُ الأسى
ليصبَّ كأسَ الحزن في أوتارهِ .
وتملَّكَ الهمُّ المقيمُ فؤادَه
فهمومُه تنسابُ في أشعارهِ
واغتالَ طاغيةُ العراق طموحَه
فغدا يئنُّ على صدى قيثارهِ
* * *
دَعْ عَنْكَ أخبار العراق وأهلِه
ودعِ الأسى متلفِّعاً بدِثارهِ
تحتَ الرمادِ مجامرٌ لو مسّها
عصفُ الرياح لآذنتْ بدمارهِ
لا يخدَعنْكَ (العازفونَ) فإنهم
باعوا الضميرَ بثوبه وإزارهِ
أو (جوقةُ المتشاعرين) يقودُهم
(ثورُ الصحافة) معجباً بخُوارهِ (1)
يتهافتون أذلَّةً في بابه
وعيونُهم لهفى إلى دينارهِ
في حينَ يفترشُ الثرى (صنّاجةٌ)
للشعر أكرمُهم نَثارُ غبارهِ (2)
سبعونَ عاماً توَّجت أشعارُه
هامَ العراق وكلَّلته بغارهِ
واليومَ لا بيتٌ يلوذُ بسقفه
أو سائلٌ عنه وعن أخبارهِ
بئسَ الذي يُؤي الغُرابَ وتتقي
أذناهُ عندَ الفجرِ صدحَ هَزاره
* * *
يا صاحبي إن العراقَ وأهلَه
أسرى وفي يدهم فَكاكُ أسارهِ
إني لأعلمُ أنَّ يوماً قادماًً
سيلفُّ أرضَ الرافدين بنارهِ
ويهدُّ (بيتَ البغي) حتى لا تُرى
شُرُفَاتُه من سقفِه وجدارهِ
ويهزّ سمعَ الحاكمين بأمرهم
قصفُ الرعود على ذُرى أسوارهِ
* * *
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :552  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.