وافى ربيعُكِ بالبشيرِ |
فتنسّمي عَبَقَ العبيرِ |
وافاكِ يحلُمُ باللقاءِ |
ويستحثُ خُطى المسيرِ |
فاستقبلي ركبَ الربيعِ |
بمهرجانٍ للزهورِ |
وتقدمي في حُلَّةِ الأ |
عراسِ فاتنةَ الحضورِ |
* * * |
يا جدةَ الخضراءَ يا |
ألقَ الصباحِ على الثُّغُورِ |
يا دُرةَ البحرِ الحفيِّ |
بها يتيهُ على البحورِ |
عَشِقَ الضفافَ يبثُها الـ |
ـنجوى على مرِّ العصورِ. |
ويُطارحُ الرملَ الهوى |
ويميلُ شوقاً للصخورِ |
ما أن تتيهَ إزاءَه |
زهواً كربّاتِ الخُدورِ |
وتميلَ عن آهاتِه الـ |
ـحرَّى بإيقاعٍ مثيرِ |
ألا وأمهرَ حسنَها |
ما شاءَ من غالي المُهورِ |
* * * |
يا "جدةً" أسرى الجما |
لُ لها بأعطافِ البُدورِ |
يعتامَ أجملَ ما تجودُ |
به الليالي في الشهورِ |
أَلقَ السَنا الفضيَّ |
من بدرٍ أطلَّ من الستورِ |
والليلَ يستبقُ الصباحَ |
كأنه شلاَّلُ نورِ |
متدفقاً صُعُداً على |
"نافورةِ" الضوءِ البهيرِ |
للَّه حسنُكِ "جدةٌ" |
والبدرُ يسفرُ للظهورِ |
خَضِلٌ كأيام الصبا |
في العمرِ منقطعُ النظـيرِ |
* * * |
تيهي دلالاً واستثيري . |
خِبءَ المشاعر في السطورِ |
الشعرُ صخرةُ قادحٍ |
والحسنُ يقدحُها فتوري |
شتَّانَ ما بينَ الجمالِ |
صنيعةِ اللَّهِ القديرِ |
ونتاجِ فنّانٍ يصوّرُ |
ما ترى عينُ الخبيرِ |
من نورِ هاتيك العيو |
نِ تشعُّ بالسحرِ المثيرِ |
يهتكن أسرار القلو |
ب فتصطلي تحت الصدورِ |
أينَ (المباخرُ) عامراتٍ |
بالنفيسِ من البُخورِ |
من ذلكَ الأرجِ النديّ |
يفوحُ من عَبَقِ الزهورِ |
* * * |
إني أسيرُكِ "جدةٌ" |
غلبَ الجَمالُ على شعوري |
وأهاجَ حسنُك خاطري |
فتعهَّدي حالَ الأسيرِ |
ألقى إليكِ بروحِهِ |
وأتاكِ مجهولَ المصيرِ |
هيهاتَ عنكِ إلى سواكِ وليس غيرك من سميرِ |
إلاَّ بـ "بغدادٍ" ولستُ . |
إزاءَها بالمستَخيرِ
(1)
. |
* * * |