آثرْها على البغي لا تيأسِ |
وقدم لها صفوة الأنفسِ |
شباباً كوجه السنا باسماً |
يعب الردى طافح الأكؤسِ |
يرى الذل والموتَ كأسيهما |
دهاقاً فكأسَ الردى يحتسي |
يخبُّ إليه خضيبَ الصِدار |
يباهي الحياة بما يكتسي |
* * * |
وتلكَ الصبايا تشق الصفوف |
إلى الموت حاسرة الأرؤسِ |
زفافَ العذارى لأعراسهن |
على مذبح الوطن الأقدسِ |
إلى الخلد تختالُ أحلامُهن |
بما يرتدينَ من الملبسِ |
بأكفانهن استطبن الزفاف |
بها يزدهين على السندسِ |
* * * |
أقم شامخاً أيها المصطلي |
جحيم الهوان ولا تيأسِ |
وأترِس لها عارياتِ الصدور |
متاريسَ للثائر المُشمسِ |
يصدُّ الرصاصَ ولا ينتضي |
سلاحاً سوى الحجر الأخرسِ |
بكفيهِ يجترحُ المعجزات |
تعاليتَ من صامدٍ مُترسِ |
أثرها عواناً وخلّ (الحُماة) |
يصولون في حلبة (المجلس) |
فإنك في القدس تحمي الذمار |
وهم يعبرون بها (الأطلسي) |