شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شياطين الشعراء..
[في محاضرة ألقاها الأستاذ الدكتور (عبد الله المعطاني) بالنادي الأدبي الثقافي في جدة، بعنوان: "شياطين الشعراء"، ارتجل الشاعر تعليقاً على المحاضرة الأبيات الأولى من هذه القصيدة ثم استكملها بعد خروجه من النادي]:
مرحى لجهدك يا أخي (المعطاني)
أنا إذ سمعتكَ لزّني (شيطاني)
وسألتُه (بيتين) فيك فقال لي:
فلتُعطهِ الوصف الذي أعطاني
أنا لستُ (شيطاناً) ولكن آيةُ الـ
إبداع (شيطَنَها) بنو الإنسانِ
* * *
أنا نبضةُ القلب الذي عصف الهوى
بوجيبهِ فاشتد في الخفقانِ
أنا آهةُ الصبِّ الحزين إذا اشتكى
ظلمَ الحبيب ولوعةَ الهجرانِ
أنا في دموع العين حيثُ لهيبها
يذكو وموقدُ نارها العينانِ
إذ يهزمُ الصبر الجميل وتغتلي
في الروح عاصفةٌ من الأحزان
وأنا السعادة والعواطفُ والنُهى
وأنا الجنونُ ونفحةُ الوجدانِ
* * *
أنا صورةً (الشعراء) إن كان التُقى
إلهامهم وهدايةُ الرحمنِ
صاغوا من الُخُلق الكريم قلائداً
بِكراً محلاةَ بأيّ بيانِ
وإذا استطابوا اللهوَ كان بيانُهم
نجوى صدورِ كواعبٍ وغواني
لا تظلموا (الشعراءَ)، ما شيطانُهم
إلاَّ همو في الحق والبهتانِ
فهمُ الضحايا والجُناةُ، وربما
كان الضحيةُ ظالماً للجاني
* * *
قد أتعبَ الشعراءَ رهطٌ حاولوا
أن يرصفوا الشعراءَ في ميزانِ
فهم الضميرُ إذا تشكّت أُمَّةٌ
ظلمَ البُغاة وآفة الطغيانِ
كانوا الهداةَ إلى مدارجِ مجدِها
ومنارةً للهدي والإيمانِ
لكن إذا ماتَ الضميرُ وأصبحوا
نُصباً تقامُ بمعبد الأوثانِ
يتقلبونَ على موائدِ إفكها
سعياً لمنزلةٍ لدى الكُهّانِ
ماتوا وماتَ الشعرُ فهو نفايةُ
تُلقى بدارِ مذلةٍ وهوانِ
* * *
* * *
[وقد اطلع أحد الأصدقاء على القصيدة فأرسل له رسالة بالفاكس يقول فيها: (هذا عن شياطين الشعراء، فماذا عن شيطانكَ أنتَ)، فأجابه مسترسلاً]:
يا سائلاً عني وعن شيطاني
في أي وادٍ مقفرٍ يلقاني
ومتى وكيف يطوفُ إلهامُه
ليديرَ بالشعر البديع لساني
ألجنُّ ما مرت بساحِ قريحتي
يوماً ولا أملتْ علي بياني
أنا في هموم الناس أغمسُ ريشتي
وأصوغُ من نَبَضاتها ألواني
لم تُنكرِ الفجرَ البهي سجيَّتي
أو تلبسِ الشمطاءَ ثوبَ حِسانِ
ما قلتُ يوماً للدعي مكابراً
بالمجد، أنتَ منارةُ الأوطانِ
ما كنتُ مدّاحَ الطغاة ولا انثنى
شعري ليمسحَ جبهةَ الطغيانِ
ولقد حدوتُ لموطني حتى اصطلت
كَبِدي بنار السَجن والسجانِ
وشطرتُ قلبي للعراق فنصفه
عند الضفافِ قصائدُ وأغاني
وحلمتُ ما أبقى الطغاةُ من الحشا
جرحاً عميقَ النزف هدّ كياني
ما زلتُ من (عشرٍ) أنوءُ بحملهِ
أطوي الديار َوغربتي عنواني
فأنا وشعري والهموم كأننا
فرسا رهانٍ أُطلقا لرهانِ
* * *
عينايَ ترقُبُ أن يُطلَّ من الدجى
فجرُ العراق معطرَ الأردانِ
ألقَ السنا عذبَ النسيم يهز أعـ
طافَ النخيل برقةٍ وحنانِ
وينث عطراً في (الفرات ودجلة)
فيهب فوّاحاً على الشطئانِ
إذ ذاك لو حَكمَ الردى في أرضه
وعلى ثراه فُصّلتْ أكفاني
سأنام مرضيَّ الضمير لألتقي
رباً إلى الدربِ القويم هداني
وأنارَ لي سُبلَ الرشاد بدينه الـ
هادي وعن سُبلِ الضلالِ نهاني
• • •
 
طباعة

تعليق

 القراءات :460  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج