مرحى لجهدك يا أخي (المعطاني) |
أنا إذ سمعتكَ لزّني (شيطاني) |
وسألتُه (بيتين) فيك فقال لي: |
فلتُعطهِ الوصف الذي أعطاني |
أنا لستُ (شيطاناً) ولكن آيةُ الـ |
إبداع (شيطَنَها) بنو الإنسانِ |
* * * |
أنا نبضةُ القلب الذي عصف الهوى |
بوجيبهِ فاشتد في الخفقانِ |
أنا آهةُ الصبِّ الحزين إذا اشتكى |
ظلمَ الحبيب ولوعةَ الهجرانِ |
أنا في دموع العين حيثُ لهيبها |
يذكو وموقدُ نارها العينانِ |
إذ يهزمُ الصبر الجميل وتغتلي |
في الروح عاصفةٌ من الأحزان |
وأنا السعادة والعواطفُ والنُهى |
وأنا الجنونُ ونفحةُ الوجدانِ |
* * * |
أنا صورةً (الشعراء) إن كان التُقى |
إلهامهم وهدايةُ الرحمنِ |
صاغوا من الُخُلق الكريم قلائداً |
بِكراً محلاةَ بأيّ بيانِ |
وإذا استطابوا اللهوَ كان بيانُهم |
نجوى صدورِ كواعبٍ وغواني |
لا تظلموا (الشعراءَ)، ما شيطانُهم |
إلاَّ همو في الحق والبهتانِ |
فهمُ الضحايا والجُناةُ، وربما |
كان الضحيةُ ظالماً للجاني |
* * * |
قد أتعبَ الشعراءَ رهطٌ حاولوا |
أن يرصفوا الشعراءَ في ميزانِ |
فهم الضميرُ إذا تشكّت أُمَّةٌ |
ظلمَ البُغاة وآفة الطغيانِ |
كانوا الهداةَ إلى مدارجِ مجدِها |
ومنارةً للهدي والإيمانِ |
لكن إذا ماتَ الضميرُ وأصبحوا |
نُصباً تقامُ بمعبد الأوثانِ |
يتقلبونَ على موائدِ إفكها |
سعياً لمنزلةٍ لدى الكُهّانِ |
ماتوا وماتَ الشعرُ فهو نفايةُ |
تُلقى بدارِ مذلةٍ وهوانِ |
* * * |