وصديق راحَ يسائلني |
عن عمري، عن حال سنيني |
ما كانَ رُخاءً أو لَعباً |
منها أو همّاً يُشجيني |
ما كان ليالي باذخةَ النـ |
فحات كوردِ النسرين |
أم أشباحاً لا تتراءى |
إلا في هيكلِ تِنّينِ |
* * * |
يسألني إن عشتُ فقيراً |
أو كنت ربيب ملايينِ |
يسألُ إن كان لنا (قصرٌ) |
أم عشت (بكوخ) من طينِ |
هل كانت (أمي) ترضعني |
من لبنِ الصدرِ وتغذيني |
أم كانت عندي (مرضعةُ) |
شقراءُ الشعر تربيني |
* * * |
و(صبايَ) أكانَ على دِعَةٍ |
أم كانَ عذاباً يُشقيني |
و(شبابي) كيف معالِمه |
هل كانَ غريب التكوينِ |
و(كهولةُ)عمري هل بلغت |
أملاً أحدوهُ ويحدوني |
* * * |
ويَظلُّ (صديقي) يساًلُني |
والصمتُ بصمتي يُغريني |
وخيالي يسرحُ في عُمُر |
يجتازُ حدودَ (الستينِ) |
فمضيتُ أطيرُ بأجنحَةٍ |
صُنِعت من وَهمٍ ويقينِ |
وأُحلّقُ يحملني فكرٌ |
خالطهُ عقلي وجنوني |
يسمو في أفْقِ (ملائكتي) |
ويحط بأرض (شياطيني) |
يَخترمُ القلبَ ليسألَهُ |
عن سرٍّ فيهِ مكنونِ |
أو (شكوى) ترقدُ متعبة |
أو (أملٍ) فيهِ مدفونِ |
* * * |
دَبت قدمايَ وقد أوفى |
ثلثُ (للقرنِ العشرين) |
وتخُب الآن مودعةً |
عاماً في (عقدِ التسعينِ) |
والعمرُ بكل معارجِهِ |
يمتد سراباً لعيوني |
وقلوعي تضرِبُ في بحرٍ |
بعواصفَ هوجٍ يرميني |
لكني أُبحِرُ لا طمعاً |
بالشاطئ حتى يأويني |
أُبحَرُ لا تلوي أشرعتي |
ضرباتُ الموجِ المجنونِ |
أُبحِرُ والدنيا تسمعني |
أنشدُ أشعاري بسكون |
الناسُ تحدقُ بي عجباً |
لا تعرف شجوي وشجوني |
لا تَعرفُ حزني من فرحي |
(تقوايَ) سواءٌ و(مجوني) |
* * * |
ستينَ أضعتُ وما عَرفتْ |
عينايَ رفيفاً لجفوني |
أكثيرٌ أن أخسرَ (سِتاً) |
من عُمُري فوق (الستينِ) |