سلامُ يا عراقُ بيوم عيد |
يُطِلُّ على سمائك من بعيدِ |
رسيفَ الخطوِ تُثقلُه الرزايا |
حشوداً يرتمين على حشودِ |
تطالعهُ الصبايا في ذهول |
وأدمعها تسحُّ على الخدودِ |
وأعينُها تجولُ بكل ركن |
لتسألَ عن أب وأخ ٍفقيدِ |
وتعجَبُ أن يهِلَّ له هلال |
بلا فرحٍ ولا ثوبٍ جديدِ |
ولا أحدُ يهش إلى سماهُ |
ليحظى أن يكون من الشهودِ |
* * * |
سلامٌ يا عراقُ وأنتَ منّي |
وجيب القلب يهتفُ في الوريدِ |
وأنت الحبُّ يمرحُ في صبايا |
عيونِ العاشقينَ وفي قصيدي |
وأنت المجدُ عانقتِ الثريا |
به الأيامَ في الزمنِ التليدِ |
زها علماً ومعرفةً وفناً |
وكان منارة العهدِ السعيدِ |
تولى أمر نهضته رجالُ |
عباقرة ذوو رأيٍ سديدِ |
تسوق غيومه الأنواء أنَّى |
تشاء من الثغور أو النجودِ |
لتمطر حيثما شاءت وتغني |
روافدُ خيرها (بلدَ الرشيد)
(1)
|
* * * |
سلامٌ يا عراقُ وأين عهدُ الـ |
أسى والحزنِ من تلك العهودِ |
وأينَ اليوم أنت وقد تولَّت |
عليك عصابةُ (البعث البليد) |
كأن لها مع الخيرات ثارأ |
فتفنى بالسلاح أو الحديد |
وأهلوك الأباة كدوا شتاتاً |
طرائد جيش جبار عنيد |
موزعة مجاميعاً فبعض . |
على سغب ثوى بين اللحود |
وبعض في السجون وقد أحاطت |
بهم أسوارها حوط القيود |
وبعض هائمون بلا طموح |
ولا أمل سوى طيِّ الحدود |
وأفواج الأرامل واليتامى |
عراة يرتمون على الجليد
(2)
|
تَحُلُّ عليهم الصدقات فرضاً |
كما حَلَّت على طاوٍ شريد |
* * * |
سلامٌ يا عراق وأنت حصنٌ |
بنيناهُ على ركنٍ وطيد |
فهدّمه الطغاة على بنيه |
بما أجترحوه من ظلم شديد |
أثاروا حربهم عَنتأ وبغياً |
وقد صرنا لها حطبَ الوقود |
وعُدنا لاجئين بكل أرض |
قد كنا ذوي خير وجود |
* * * |
سلام يا عراق، ولا سلام |
وسوط البغي يرتع بالجلود |
لقد بلغ الزُبى سيل عصوف |
سيعقب عصفه قصف الـرعود |
تشيب لهوله الولدان رعباً |
وتحتضر الطفولة في المهود |
ويمتنع المخاض على ولود |
تخاف من الهوان على الوليد |
وما مُنْجٍ من الطوفان إلا |
شواظ العزم يقدح في الزنود |
وشعبٌ ثائرٌ في كل ركن |
يُطيحُ بحكم طاغيةٍ حقود |
* * * |
سلام ملتقى الشطين بحر |
من الصفصاف والشجر النضيد |
وغابات النخيل وقد تدلّت |
عُذوقُ التمر كالعِقد الفريد |
تمد على (فراتيها)
(3)
جناحاً |
من الأشواق يخفق كالبنود |
ليختزل الشواطئ في عناقٍ |
خفاياه كأسرار الوجود |
* * * |
سلام يا عراق وإن روحي |
تنازعني إليك بلا حدود |
وتحملني الرؤى في كل يوم |
إلى سوح الكرامة والخلود |
إلى حيث الرجال يبددون الـ |
ـظلام بشعلة الفجر الجديد |
إلى حيث الدم المسفوح ظلماً |
سيروي بذرةَ النصر الأكيد |
إلى حيث الحياة تلوح غرماً |
إذا قُرنَتْ بمأثُرة الشهيد |
إلى يوم سنُطلعُ فيه عيداً |
على أرض العراق وأيُّ عيد |
* * * |