شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عروس النكبة !!
[يصور الشاعر في هذه القصيدة حفل زفاف ابنة الطاغية (حلا) من ابن عمه، فيما تمر البلاد بأفدح كارثة شهدتها في تاريخها الطويل]:
هلا.. هلا.. ثم هلا
عروسنا اليوم (حلا)
يا ايها الناسُ
تناسوا كل همٍّ وَبلا
وما دها (الحلّة) و (البصرةَ)
والروعَ الذي حلَّ بأرض (كربلا)
فإنما (العراق) من (زاخو) الى (الفاو)
غدا يذبح كالخرافِ
فاستحال (كربلا)
وكلكم شهيدَها (الحسينُ)
* * *
لكنكم يا سادتي
للعُرس مدعوونْ
إن لم تجيئوا طائعينَ
سوف تُحضرون
بقوة السلاح
بالسحر الذي يدعونه (القانونْ)
بشرعة الغاب التي تحكمكم
تمتصُّ من دمائكم
تعيش في أعصابكم
تسوقكم في رقصة الموتِ
إلى هاوية الجنونْ
لترقصوا في زفَّة (الخاتون)
لأنها العزيزة المدلّلة
بنتُ (أبي حلا)
ذاكَ الذي يسطّر التاريخْ
أنّ له مكارماً عليكمو متصلة
السجنَ والتشريدَ والحربَ
وحكمَ المقصلة
* * *
يا سادتي جميعكم للحفل مدعوون
لكي تروا زفافها الميمون
يغرق بالبهجة والأفراح والنيون
فتعرفوا أن الضياءَ
لم يزل يوجد في العراق
وأنَّ ما يقالُ عن شقائنا
وظلمة البيوت في حاراتنا
ليس سوى اختلاقْ
* * *
وعندما تخطُرُ في أفراحها
أحزانُنا
يغمرها الطعامُ والكافيارُ والشرابْ
فإنها تصبح أفراحاً
بفعل سحرها الخلاَّب
* * *
ها قد أطلَّت نحوكم (حلا)
تخطرُ في ثوبِ الزفاف الناصع البياض
كأنه ضميرُ أهل (العوجة) الفضفاض
الواسعُ الذمةِ للنهبِ وللسلبِ
وما شابَهَ من أغراض
لا يعرف الصحوةَ بل يحسَبها نوعاً من الأمراض
يجهدُ أن يظلَ منها سالماً ويتَّقي الأعراض
فستانُها يا سادتي، خِيطَ بـ (باريس)
من راية كبيرة بيضاء
كانت رايةَ استسلام
تعرفها الكويت
قد داعبتها الريحُ فوقَ هامة (الرئيس)
وبعضُهُ من (خيمةٍ) بيضاءَ في (صفوان) (1)
قد ضللت هامته يا ذل تلك الهام
تُرفعُ في وجوهنا
وتنحني في ساحة الحرب على الأقدام
* * *
فستانُها الأبيضُ من رايات الاستسلام
ترفُّ في (عُرس حلا) يا ضيعة الأحلام
وعطرُ (باريسَ) على فستانها يضوعْ
ترفعُه الصبية وهي تحمل الشموع
فحاذروا يا سادتي أن تنزلَ الدموع
لتُفسدَ الحفلَ، أو الآهةُ في الضلوع
لتنفثَ الحقدَ، فإن الحقدَ ممنوع
ورزقُكم يأتي من الله
وإن الله ربٌ غافرٌ كريم
فاستغفروه إنما ذنوبُكم كثيرةٌ
في هذه الأيام
وأكبرُ الذنوب أن حقدَكم زاد على (صدام)
وإنكم تدعون بالليل وبالنهار
لثورةٍ تُطيحُ بالنظام
وتهدِمُ الأصنام
وكيف يحيا الناسُ في بلادنا بغير أصنام
بغير أن ينتحروا يحاربوا
أو تتولَّى أمرَهم (كتائبُ الإِعدام)
يا أيها الناس اتركوا الهمسَ
فإن الهمس في شِرْعَتِنا حرامْ
أتعبتم (المهيبَ) حتى لم يعدْ
يهنأ بالطعام، أو يعرفُ أن ينامْ
صار العراقيونَ كابوساً يوافيه مع الأحلام
فلتتركوه هذه الأيام
حتى يزفَّ الطفلةَ المدللة
وانسوا ولو سويعةً
أن رقابَ الشعب تحت المقصله
لا تذكروا السكَر والشاي وفحم المنقله
وكلما يُقال أو قيلَ لكم بأمره
قولوا بَلى ثم بَلى
وحاذروا
أنْ تنْطِقوا غيرَ (بَلى)
لا تذكروا شيئاً عن (الدينار) والغلا
فالمؤمن الصادق لا بد له أن يُبتلى
وأنتم ابتليتم اليوم بأفراح (حلا)
فقدموا رقاتكم مهطعة لـ (ابن جلا) (2)
يحصد ما يشاء منها مدبراً أو مقبلا
فإن (طلاَّع الثنايا) قد تجلى وانجلا
من متحف التاريخ
في أرض العراق المبتلى
يا أيها الناس
تناسوا كلَّ همٍّ وَبلا
لا تذكروا أن (العراق) اليوم
صار (كربلا)
وكلكم شهيدها (الحسين)
فطبّلوا... وزمّروا.
قولوا معي..
هلا.. هلا
عروسنا اليوم (حلا)
في أرض (كربٍ) و (بَلا) (3) .
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :511  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج