| هلا.. هلا.. ثم هلا |
| عروسنا اليوم (حلا) |
| يا ايها الناسُ |
| تناسوا كل همٍّ وَبلا |
| وما دها (الحلّة) و (البصرةَ) |
| والروعَ الذي حلَّ بأرض (كربلا) |
| فإنما (العراق) من (زاخو) الى (الفاو) |
| غدا يذبح كالخرافِ |
| فاستحال (كربلا) |
| وكلكم شهيدَها (الحسينُ) |
| * * * |
| لكنكم يا سادتي |
| للعُرس مدعوونْ |
| إن لم تجيئوا طائعينَ |
| سوف تُحضرون |
| بقوة السلاح |
| بالسحر الذي يدعونه (القانونْ) |
| بشرعة الغاب التي تحكمكم |
| تمتصُّ من دمائكم |
| تعيش في أعصابكم |
| تسوقكم في رقصة الموتِ |
| إلى هاوية الجنونْ |
| لترقصوا في زفَّة (الخاتون) |
| لأنها العزيزة المدلّلة |
| بنتُ (أبي حلا) |
| ذاكَ الذي يسطّر التاريخْ |
| أنّ له مكارماً عليكمو متصلة |
| السجنَ والتشريدَ والحربَ |
| وحكمَ المقصلة |
| * * * |
| يا سادتي جميعكم للحفل مدعوون |
| لكي تروا زفافها الميمون |
| يغرق بالبهجة والأفراح والنيون |
| فتعرفوا أن الضياءَ |
| لم يزل يوجد في العراق |
| وأنَّ ما يقالُ عن شقائنا |
| وظلمة البيوت في حاراتنا |
| ليس سوى اختلاقْ |
| * * * |
| وعندما تخطُرُ في أفراحها |
| أحزانُنا |
| يغمرها الطعامُ والكافيارُ والشرابْ |
| فإنها تصبح أفراحاً |
| بفعل سحرها الخلاَّب |
| * * * |
| ها قد أطلَّت نحوكم (حلا) |
| تخطرُ في ثوبِ الزفاف الناصع البياض |
| كأنه ضميرُ أهل (العوجة) الفضفاض |
| الواسعُ الذمةِ للنهبِ وللسلبِ |
| وما شابَهَ من أغراض |
| لا يعرف الصحوةَ بل يحسَبها نوعاً من الأمراض |
| يجهدُ أن يظلَ منها سالماً ويتَّقي الأعراض |
| فستانُها يا سادتي، خِيطَ بـ (باريس) |
| من راية كبيرة بيضاء |
| كانت رايةَ استسلام |
| تعرفها الكويت |
| قد داعبتها الريحُ فوقَ هامة (الرئيس) |
| وبعضُهُ من (خيمةٍ) بيضاءَ في (صفوان)
(1)
|
| قد ضللت هامته يا ذل تلك الهام |
| تُرفعُ في وجوهنا |
| وتنحني في ساحة الحرب على الأقدام |
| * * * |
| فستانُها الأبيضُ من رايات الاستسلام |
| ترفُّ في (عُرس حلا) يا ضيعة الأحلام |
| وعطرُ (باريسَ) على فستانها يضوعْ |
| ترفعُه الصبية وهي تحمل الشموع |
| فحاذروا يا سادتي أن تنزلَ الدموع |
| لتُفسدَ الحفلَ، أو الآهةُ في الضلوع |
| لتنفثَ الحقدَ، فإن الحقدَ ممنوع |
| ورزقُكم يأتي من الله |
| وإن الله ربٌ غافرٌ كريم |
| فاستغفروه إنما ذنوبُكم كثيرةٌ |
| في هذه الأيام |
| وأكبرُ الذنوب أن حقدَكم زاد على (صدام) |
| وإنكم تدعون بالليل وبالنهار |
| لثورةٍ تُطيحُ بالنظام |
| وتهدِمُ الأصنام |
| وكيف يحيا الناسُ في بلادنا بغير أصنام |
| بغير أن ينتحروا يحاربوا |
| أو تتولَّى أمرَهم (كتائبُ الإِعدام) |
| يا أيها الناس اتركوا الهمسَ |
| فإن الهمس في شِرْعَتِنا حرامْ |
| أتعبتم (المهيبَ) حتى لم يعدْ |
| يهنأ بالطعام، أو يعرفُ أن ينامْ |
| صار العراقيونَ كابوساً يوافيه مع الأحلام |
| فلتتركوه هذه الأيام |
| حتى يزفَّ الطفلةَ المدللة |
| وانسوا ولو سويعةً |
| أن رقابَ الشعب تحت المقصله |
| لا تذكروا السكَر والشاي وفحم المنقله |
| وكلما يُقال أو قيلَ لكم بأمره |
| قولوا بَلى ثم بَلى |
| وحاذروا |
| أنْ تنْطِقوا غيرَ (بَلى) |
| لا تذكروا شيئاً عن (الدينار) والغلا |
| فالمؤمن الصادق لا بد له أن يُبتلى |
| وأنتم ابتليتم اليوم بأفراح (حلا) |
| فقدموا رقاتكم مهطعة لـ (ابن جلا)
(2)
|
| يحصد ما يشاء منها مدبراً أو مقبلا |
| فإن (طلاَّع الثنايا) قد تجلى وانجلا |
| من متحف التاريخ |
| في أرض العراق المبتلى |
| يا أيها الناس |
| تناسوا كلَّ همٍّ وَبلا |
| لا تذكروا أن (العراق) اليوم |
| صار (كربلا) |
| وكلكم شهيدها (الحسين) |
| فطبّلوا... وزمّروا. |
| قولوا معي.. |
| هلا.. هلا |
| عروسنا اليوم (حلا) |
| في أرض (كربٍ) و (بَلا)
(3)
. |
| * * * |