أي أزما تأزَّمي |
هذا أوانُ الأَزَيمِ |
الناسُ في بَحبوحةٍ |
من ألهنا والنِعَمِ |
قد أبطرتهم نعمةٌ |
من الإِله الأكرمِ |
فاستكثروها وعدَوا |
فكوفئوا بالنِقَمِ |
* * * |
أي أزما تأزّمي |
واتَّسعي واستعظمي |
تكوّري وانتفخي |
مثلَ خبيثِ الورمِ |
تعيا به جراحةٌ |
والطبُّ عنه قد عمي |
وليس إلاَّ يدُ (عز |
رائيلَ) خَيرُ مرهمِ |
تخرسُ في أفواهم |
ألسنةً لم تُلجمِ |
تُحيلُهم إلى هبا |
ءٍ ضائعٍ في العَدمِ |
تجعلُ منهم عبرةً |
لناطقٍ وأعجمِ |
تجتثُّهم من حُلُمٍ |
قد كان بئسَ الحلمِ |
أفزعهم كابوسُه |
من رأسهم للقَدمِ |
وانسابَ في أعماقهم |
حتى نخاعَ الأعظُمِ |
وما أفاقَ حالمٌ |
من الضحايا النُوَّمِ |
حتى أحاطَ بالحِمى |
طوفانُ "سيلِ العرمِ" |
* * * |
أي أزما تأزمي |
قدمت خيرَ مقدمِ |
نزلتِ أهلاً (بالعرا |
ق) فارزمي ودمدمي |
وزلزلي الأرض بنا |
وطهِّريها بالدمِ |
حذارِ تُبقي نطفةً |
من صُلبنا فتندمي |
فنحن شرُّ ما استوى |
على الثرى من (آدمِ) |
* * * |
نأمر بالمنكر ما |
كان طريق مغنمِ |
ننهى عن المعروف أن |
يشُذَّ أزر مسلمِ |
وإننا نأكل من |
لحومنا والأدم |
وإن عَرَتْنا غصةٌ |
عابرةٌ من نهم |
نهرعُ للشراب من |
دم الأخ المحرّمِ |
* * * |
وإن تفاخرنا فقد |
جزنا مدار الأنجم |
أباؤنا.. أجدادنا |
خير الورى في القدم |
وقد علت راياتهم |
فوق رؤوس الأمم |
قد كان فيهم (حاتم) |
مَنْ مثلُه في الكَرمِ؟ |
وكان (صخرٌ) فيهم |
ناراً برأس العلم |
إن صهلت خيولهم |
شوقاً إلى مقتحَمِ |
أو برقَت سيوفُهم |
في حومة الملتحَمِ |
يزدحمِ الخلقُ على |
أقدامهم ويرتمي |
* * * |
أي أزما تأزمني |
جئتِ إلينا فاحكمي |
على "ابن عمّ" جائرٍ |
سارَ بليلٍ مُعتمِ |
يغزو ديارَ أهله |
بمنطق التحكـم |
فهل تُلامُ إذ تُرى |
بالأجنبي تحتمي |
أو أن تصافي (كافراً) |
لردِّ كيدِ (المسلم) |
* * * |
أي أزما تأزمي |
وبالورى تحكّمي |
وأبطلي خرافة الـ |
ـعهدِ وحفظِ الذِّمَمِ |
وزوِّري ما شئتِ في الـ |
ـتاريخ: قولي واجزمي |
واتَّهمي الذئبَ بأكل |
(يوسفٍ) وأقسمي: |
أن (علياً) لم يكن |
قاتلُه (ابنَ ملجمِ) |
وأن (عثمانَ) قضى |
فُجاءةً في (الحَرَمِ) |
وأن دين الله لم |
يُحِلَّ أو يُحرِّمِ |
إلاَّ لترقَيْ للعُلا |
طالعةً من عَدمِ |
وجدَّك الأولَ في |
(تكريت) باني (الهرم) |
وأن (مومياءَهُ) |
أسرَتْ بليلٍ مظلم |
واستوطنت أرض (الكــــويت) في الزمان الأقدم |
فاجتاحها حفيده |
بجيشه العرمرم |
لينشرَ الخير بها |
فتزدهي بالنعم |
وجنة موعودة |
(ذات عماد... أرم) |
ويهزم الليل بما |
يُشعله من ضرم |
ليستنيرَ أهلُها |
بداجيات الظلم |
قولي فما جوابُنا |
غير (بلى ) أو (نعم) |
من يا تُرى يقول لا |
وأنتِ أمُّ الحِكَمِ |
* * * |
صُبي على طعامنا |
الـ ـطاعون ثم أطعمي |
وكدّري شرابنا |
بالسم أو بالعلقم |
سوف ترين أننا |
نجترّه في نهم |
فإننا صرنا مع الـ |
أزمة شِق توأم |
أما الملايين التي |
تعيش مثل الغنم |
تجتر ما يعطى لها |
وبالذئاب تحتمي |
فإنها منساقة |
طوعاً إلى جهنم |
يمضي بها رعاتها |
إلى طريقٍ مبهم |
وهي تغني طرباً |
خلف زعيم مُلْهَمِ |
سارحة في عالم الـ |
لا وعي والتوهم |
لو سُلِخَت جلودها |
ما شعرت بالألم |
* * * |
أما أنا فشاعر |
ولست شبل ضيغم |
بكل واد هائم |
ودائم التبرم |
وليس لي من السلا |
ح عدة في محزمي |
سوى قراطيس أخط فوقها بالقلم |
لا يدفع الشاري بها |
في السوق نصف درهم |
وكم قصفت مثله |
من قلم مكرَّمِ |
وكم رميتِ شاعراً |
إلى مهاوي العَدم |
* * * |
أي أزما تأزمي |
إلى الورا تقدمي |
أنتِ (المَهيبُ) قد رقــــــيت المجد دون سلم |
فحاربي من كُوَّة الـ |
ـملجاءِ ثم انهزمي |
وفاخري العالم بـ (انســـــحابك) المنظم |
ووقعي على (الشروط) |
مُرَّةً كالعلقم |
ثم ادعي وكابري |
أنكِ لم تستسلمي |
بل اعزفي (أنشودةَ الـ |
ـنصر) وبالغيب ارجمي |
لن يرفض المذياع بث |
الكلم المرجَّم |
ولن يرى الناس حطا |
م عرشك المنْهدِم |
فأنت (أمُّ النصر) أبر |
متِ السلام فاسلمي |
* * * |
لا تأبهي للناس إذ |
تقول ما لم تفهم |
فإنهم ليسوا سوى |
دريئةٍ للمغرَم |
وإنهم بعض قرابينك |
إن تُقَدِّمي |
لمذبح السلطان في |
معبده المحطَّمِ |
تنالُهم مرحمةٌ |
من سادنٍ أو صنم |
* * * |
أي أزما تأزمي |
لا تشفعي أو ترحمي |
لك العراق كله |
أسورة في معصم |
أبناؤه رِقٌّ أبيـــــــكِ حازَهم في (الموسم) |
فهم عبيد وإما |
ءٌ لكِ منذ القدم |
وختم (تكريت) على |
جباهم كالميسم |
فإن تشائي فاسلخي |
جلودَهم كالغنم |
وخيّمي على (العراق) |
كالقضاءِ المبرم |
إذا اشتكى (جَنوبُه) |
وثار فرطَ الألم |
فأخرسي الشكاة |
في أفواهه بالحمم |
وإن شكا (أكراد كُر |
دستان) فوق القمم |
فأحرقي شبابهم |
بـ (خردل) و (دمدم) |
ما دمت في (بغداد) فا |
لموقف جِدُّ محكَم |
* * * |
فإن زهت بنفسها |
(بغداد) أمُ الشيم |
وانتفضت جسورة |
بهمة المنتقم |
و (الكاظمية) انتخت |
لصرخة (المعظم)
(1)
|
واصطبغ (الجسر) و (شا |
رع الرشيد) بالدَم |
والتحمت (رصافة) |
بـ (الكرخ) أم الهمم |
وزلزلت بك الثرى |
ولات حين مندم |
فهدِّميها واهرعي |
لملجأٍ واعتصمي |
* * * |
لكنني أقولها |
صارخة ملء الفم |
هيهات منجىً لك من |
مصيرك المحتم |
ولا مفر فاعلمي |
سوى إلى جهنم |
تصلينها مدحورة |
جزاء ذاك المأثم |
أي أزما تأزمي |
هذا أوان الأزَمِ |
* * * |