شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أبو الطيّبْ المتنَبي يَبيْع الرّمل بشارع الصّحَافة
على الجانب الأيمن من المدخل الجنوبي لشارع الصحافة بجدة أقيم مجسَّد لأبي الطيب المتنبي، يمثِّل دواةً وريشةً، وقد خُطَّ تحتهما بيتٌ شهير له يقول:
وما الدهرُ إلاَّ من رواةِ قصائدي
إذا قلتُ شعراً أصبحَ الدهرُ منشداً
ومع مرور الأيام والشهور تساقطت حروف بيت الشعر دون عناية من أحد، ثم زاد الطين بلَّة أن تكدَّست أكوامٌ من الرمل بجانب المُجَسَّد حتى كادت تغطي عليه بسبب منشأةٍ كانت تقام هناك.
وهذه الأبياتُ نشرت دعوة ومداعبة لأمانة جدة لرفع هذا المجسد من مكانه على جانب الطريق وإقامته في الجزيرة الوسطية من الشارع يحتل المكان اللائق به كواحدٍ من مجَسّدات مدينة "جدة الجميلة".
وعلى أثر نشر هذه القصيدة في جريدة "البلاد" بادرت أمانة جدة إلى إحاطة النصب بسياج وأمرت بتنظيفه وتذهيب بيت الشعر، مما كان له أطيب الأثـر في النفوس.
 
أبو الطيب المتنبي يبيع الرمل بشارع الصحافة
رعى الله ذِكراً في فمِ الدهر أوحدا
بغُرِّ القوافي جالَ حتى تفرَّدا
تعالتْ بدُنيا الشعرِ راياتُ مجدِه
وشعَّ بليلِ العبقريَّاتِ فرقدا
"أبو الطيبِ" الساري مع الشعرِ ذكرُه
هزاراً على كلِ الغصونِ مغرّدا
أقامَ لنا والمجدِ صرحاً، عطاؤُه
وفيرُ الجنى ما زالَ ضخماً مُمَرّدا
نُباهي به الدنيا ونهفو لجَرْسِه
كأنَّ له في القلب ما لاح موعدا
* * *
"أبا الشعرِ" ما زالتْ على البحرِ تغتدي
إليكَ رواةُ الشعرِ ظمأى لتَسْعَدا
وما انفكّتِ الأوتارُ تجري رخيمةً
بما أنتَ مُعطيهِ من اللحنِ والصدى
وما زلتَ في سِفرِ الدواوينِ.. آيةً
بها يُختمُ السحرُ المُبينُ ويُبتدى
* * *
وبيتٍ فريدٍ في المعاني نَسَجْتَهُ
أقامَ له "الفنانُ" نحتاً مجسَّدا
"وما الدهرُ إلاَّ من رواةِ قصائدي
إذا قلتُ شعراً أصبحَ الدهرُ منشدا"
أعِدْهُ علينا ألفَ ألفٍ وخلِّهِ
يُدّوي على الأسماعِ فينا مُجَدَّدا
ودعْهُ يهزُّ الناسَ علَّ حروفَهُ .
تُذكِّرهمْ مجداً تسامى ليخلُدا.
* * *
على ملتقى دربينِ أبصرتُ شاهداً
من الصخرِ منحوتاً يخلّدُ "أحمدا"
يمثّلُ للرائي "دواةً" و "ريشةً"
وبيتاً سما في الشعر حتى توحدا
وكان حريّاً أن أرى الوردَ عندَهُ
على الصخرِ يزهو أو أرى الصخرَ أوردا
فما لي أرى "كثبانَ رملٍ" تكدستْ
لديه، فهل للرمل أضحى "مورِّدا "؟
وصارَ "يبيعُ" الرملَ إذ عزَّ سوقُهُ
وسوقُ القوافي النابغاتِ تكسّدا
وقد كانَ من إلفٍ "يبيعُ" جواهراً
من السحرِ يُزجيهنَّ تِبراً وعسجدا
يُقيمُ بها للشعرِ "سوقاً" تَزينهُ
قلائدُ ما زالت أماليدَ خُرَّدا
ينامُ قريرَ العينِ عنها، ويقتفي
شواردَها خلقٌ عليها تسهَّدا (1)
* * *
أزيحوا مهيلَ الرملِ عنهُ فإنني
لأخشى عيونَ الشعرِ أن تترمَّدا
وإلاَّ أزيحوهُ عن الرملِ جانباً
وأخلوا مكاناً للبناءِ ممهّدا
أقيموهُ في وسط الطريق منارةً
يذكّرنا مجداً تليداً مُخلَّدا
وإلاَّ فَخُطّوا من نِكاياتِ عصرنا
على النحتِ قولاً بالدليلِ مؤيدا
وما الرملُ إلاَّ مرقد لقصائدي
إذا قلتُ شعراً ضمَّه الرملُ مرقدا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :471  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج