قَدْ أختارُ لكِ الحلية الذهبية.. |
أو الفستانَ الذي ستخرجين به للنزهة |
معي.. |
قد أختار لكِ الزينةَ التي تشتهين |
أو العطرَ الذي أشتهي.. |
ولكن.. حين يتعلق الأمر بالاختيار بين |
الذلِّ والحرية – |
فإِنكِ وحدكِ التي يجب أنْ تختاري! |
* * * |
منذ ثلاثة وعشرين عاماً، |
ونحن نُخَبِّئُ صوتَ القلب والضمير، |
مُطْلِقين العنانَ لصوتِ الفجيعة أن ينطق |
باسمنا.. |
نُعَتِّقُ أحزانَنا في دِنان الجراح.. |
لا تسكتي يا يمامتي البريَّةَ.. |
فأنا لم أتحدث كي تستمعي إليَّ.. |
بَعْثِري كلماتك.. إنّ قلبي سيُعيد |
ترتيب زهور حديثك العذب، في حديقة |
الذاكرة.. |
ما كنتُ أعرف أنّ الدفءَ والعطرَ |
يمكن أنْ ينتقل عبر الأسلاك.. ما كنت |
أعرف ذلك، قبل أنْ تطلّي عليَّ لا من |
نافذة حجرتي المضاءة بالأرق، إنما: من |
شفة "الهاتف". |
لقد رميتُ قوسي وسهامي، ورفعت |
المنديل، معلناً استسلامي لعينيك، |
فاقْبليني أسيراً، إن عصفور قلبي |
لن يستعذب الصُداحَ بعيداً عن بساتين |
قلبك وقياثر شفتيك.. فلا تُطلقي |
سراح قلبي.. إنه سيموتُ من غير أَسْرٍ! |
منذ ثلاثة وعشرين عاماً، |
ونحن نشرب من كأس القلق.. |
نمارسُ طقوسنا في البراري - أو داخل |
كهوف الخوف.. |
نُسَمِّرُ عيوننا بمسامير الأرقِ، |
نتنفَّس على وَقْع "جزمات" الحرس |
الليلي وهم يجوبون الطرقات والأزِقّة! |
هم يغنّون سكارى.. |
ونحن نبكي مرتجفين.. |
نبكي بصمتٍ - فالفقراء لا يمتلكون |
حقَّ الغناء، ما داموا لا يمتلكون |
حقَّ دخول صالات "الفرح الوطني" |
التي تُطبع "بطاقات دعوتها" – |
في مطبعة "الدمار الوطني" - باسم |
الصَنَم النائم في معبد "القصر |
الجمهوري"!! |
* * * |