ينام "المماليك" في آخر الليل.. |
ومسدساتهم تحت الوسائد، خشيةَ |
كابوس في حلمٍ، أو شَبَحٍ في مرآة! |
أما نحنُ؟ |
نغفو أَوَّلَ الليل على الأرصفة أو |
بين عشب الحقول.. |
لا نضع الخناجر والمسدسات تحت |
الوسائد.. |
ولا الحرس الليلي على الأبواب.. |
ليس لأننا ننعم بالأمان - ولكن: |
لأننا لا نمتلك الوسائد.. ولأنَّ الساحات |
العامة والأرصفة، لا أبواب لها! |
* * * |
حين يتشاجر الأطفال: ينهمر العطرُ |
وتتناثر شظايا الأغاني، فَيَخْضَرُّ المدى.. |
وحين تتشاجر البلابل: يسيل |
نهرٌ من الشقشقات العذبة.. |
أمّا حين يتشاجر طاغيةٌ، فإن ذلك |
يعني إبادة شعب، أو اغتيال أُمَّة.. |
لهذا، أحببت الأطفال والطيور والعطر |
والخضرةَ، وثرتُ على الطواغيت! |
* * * |
ليسرقوا "الناي" ما دمتُ محتفظاً بالريح.. |
وليمزِّقوا الأشرعة ما دمت محتفظاً بالموجةِ |
والبحر العاصفة.. |
ترى: ما نفع أن يكون العالم لي وحدي؟ |
إذْ كيف سألتقيك يا حبيبتي، لنكتشف |
طعم الحب، ونُسْهِم في بناء المدينة الفاضلة، |
في وطنٍ لا يكون الخبز فيه مخلوطاً بنشارة |
الخشب، أو معجوناً بالدم والدموع؟! |
.......... |
.......... |
صغير كالبرتقالةِ قلبي.. |
لكنه يَسَعُ كل المؤمنين في هذا العالم.. |
فادخلوا قلبي، أيها المشرّدون.. |
ادخلوا - فلقد أقسمتُ أنْ أكون |
الحارس الأمين في الزمن الضاري! |
* * * |