شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"منديل من الحروف"
[إلى الأخ الأديب فوزي خياط]:
يا صديقي العذب..
لك مني منديل حب مبلل بالدموع..
لقد خجلت من صراخي الذي ما اجتاز
غير تلافيف دماغي..
لم تعد "دجلة" أُنثاي الذهبية.. و"الفرات"
ما عاد فَحْلاً يفيض رجولة..
الحزن أَخْصى حتى الأنهار –
أمّا النخيل، فقد صنعوا من سعفه
هراوات للشرطة.. ومن الجذوع مشانق..
هزيلة أجساد أطفال العراق.. لكنّ
الضُباع وكلاب الليل قد سَمُنَتْ يا صديقي..
فالجثثُ المرميَّةُ في الطرقات الخلفية،
تُدفَنُ في بطون الضواري..
أي زمن هذا؟
لا ثمة قناديل في ليل الوطن المسبيِّ،
غير التماع الدموع في الحَدَقات..
خَشِنٌ.. خشن دمع الرجولة..
تعبت حنجرتي من الصراخ..
تعبت أحداقي من افتراش الأفق..
وصندوق البريد لم تزرْهُ حمامة
واحدةٌ تزفُّ لي البشرى!
جيلان.. وأنا أجمع غبارَ السَفَرِ
والتشرد لأصنع منه وطناً صغيراً
باتساع أجساد أطفالي.. فمتى
أجمعه، إذا كانت الريح تذري
الغبار، وتزيدُ نارَ احتراقي؟
عشرون دورة شمس، وأنا
أركض في بريّةِ الحلم.. فمتى أقف
على أرضِ اليَقَظَةِ؟
إنّ وجهي الذي رَفْرَفَتْ عليه الصفعاتُ
عشرين عاماً، يشتهي أنْ يرفرف
عليه منديل عشق..
لا عشق في المنافي..
لا ثمة مَنْ يُلَوِّح لي وأنا أحشر
بقايا جسدي في عربةِ قطارٍ، أو
على ظهر سفينة..
آه يا صديقي..
كيف لي أن أسأل أمي - أمي التي
لن أراها - لأعرف منها، ما إذا كانت
ولدتني على ظهر ناقة؟ أم: في مسلخٍ دمويّ؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :434  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج