يا صديقي العذب.. |
لك مني منديل حب مبلل بالدموع.. |
لقد خجلت من صراخي الذي ما اجتاز |
غير تلافيف دماغي.. |
لم تعد "دجلة" أُنثاي الذهبية.. و"الفرات" |
ما عاد فَحْلاً يفيض رجولة.. |
الحزن أَخْصى حتى الأنهار – |
أمّا النخيل، فقد صنعوا من سعفه |
هراوات للشرطة.. ومن الجذوع مشانق.. |
هزيلة أجساد أطفال العراق.. لكنّ |
الضُباع وكلاب الليل قد سَمُنَتْ يا صديقي.. |
فالجثثُ المرميَّةُ في الطرقات الخلفية، |
تُدفَنُ في بطون الضواري.. |
أي زمن هذا؟ |
لا ثمة قناديل في ليل الوطن المسبيِّ، |
غير التماع الدموع في الحَدَقات.. |
خَشِنٌ.. خشن دمع الرجولة.. |
تعبت حنجرتي من الصراخ.. |
تعبت أحداقي من افتراش الأفق.. |
وصندوق البريد لم تزرْهُ حمامة |
واحدةٌ تزفُّ لي البشرى! |
جيلان.. وأنا أجمع غبارَ السَفَرِ |
والتشرد لأصنع منه وطناً صغيراً |
باتساع أجساد أطفالي.. فمتى |
أجمعه، إذا كانت الريح تذري |
الغبار، وتزيدُ نارَ احتراقي؟ |
عشرون دورة شمس، وأنا |
أركض في بريّةِ الحلم.. فمتى أقف |
على أرضِ اليَقَظَةِ؟ |
إنّ وجهي الذي رَفْرَفَتْ عليه الصفعاتُ |
عشرين عاماً، يشتهي أنْ يرفرف |
عليه منديل عشق.. |
لا عشق في المنافي.. |
لا ثمة مَنْ يُلَوِّح لي وأنا أحشر |
بقايا جسدي في عربةِ قطارٍ، أو |
على ظهر سفينة.. |
آه يا صديقي.. |
كيف لي أن أسأل أمي - أمي التي |
لن أراها - لأعرف منها، ما إذا كانت |
ولدتني على ظهر ناقة؟ أم: في مسلخٍ دمويّ؟ |