الوطن كالحقيقة.. لا يمكن أن يكون |
نصف وطن.. |
أيها الصوت النائي.. |
يا نشيدي البدائيَّ الأول.. حتى متى |
تصهل في دمي؟ |
إن الصدى لا يوقظ الأشياء.. |
أشعر بالجفافِ رغم رطوبتي.. |
وبالاختناقِ - مع أن حبل المشنقة |
لم يَتَخَصَّرْ بعد حول الرقبة! |
كل صباحات الغربة مبللة بالضنى.. |
والمساءات صديئة كالعطش.. |
وحده قمر الشوق ما يُضيء عتمة |
روحي.. فعلام اغتربْتُ إذا كنتُ |
عاجزاً عن جمع أشلائي المبعثرة؟ |
حمداً لله، أعطى المشَرَّدين واحاتٍ |
عميقة الظِلال، يلتقون فيها بالأَحبَّة.. |
ها أنذا ألتقيهم كلَّ فجر.. لا |
في "السماوة" حيث تَسْتغيث الشوارع |
من المخبرين.. ولا في "جدة" حيث |
يداعب البحرُ قَدَميها الفِضِيَّتين.. |
إنما: هناك.. في الأعالي! |
كلَّ فجرٍ، إذْ نجلس على "سجَّادة" |
الصلاةِ، رافعين أيدينا بالدعاء: |
تلتقي صلواتنا وتضرُّعاتنا.. فَيَشعُّ |
الخَدَرُ المتنسِّك في الروح.. تنتحر |
المسافات.. فألتقي بالأحبة، دون |
أن يُغَادرَ كلٌّ منا سجّادة صلاته! |
* * * |