يَسْلخون جلودنا.. |
ثم يُعطوننا قمصاناً ناصعةً كالأكفان! |
يفقأون عيونَنا..! |
ثم يُعطوننا النظارات..! |
يبترون أقدامَنا.. |
ثم يعطوننا العِكّازات..! |
يُبادلوننا النشوةَ بالحريةِ، |
والزنزانةَ بالوطن..، |
والغانية بالزوجة.. |
ورغيفاً مسموماً بقرص الشمسِ.. |
يستبدلون أسماءَنا بأرقام |
وضفائر حبيباتنا بالسياطِ |
فاقتلعوهم - قبل أَنْ يقتلعوا |
الذاكرة - فلا نعود نُمَيِّزُ بين |
البرتقالة والقنبلة.. |
أو بين فاكهة الموز - وأصابع |
الديناميت! |
إنهم "فاشيّو" هذا العصر.. أولئك |
الذين صادروا الحرية في وطني، |
واستوردوا آخر مبتكرات |
فنِّ التعذيب! |
* * * |
منذ اختنقت المآذن بدخانهم |
منذ بكت اليمامة حزناً على القِباب.. |
منذ اكتهل الهديلُ على الشجر: |
وأنا أكحّلُ عيني بالرماد |
أنثر الوحلَ على المرايا |
أستصرخ المقابر أنْ تنهض من نومها |
وأنفخ في بوق الغضب |
فمن أجل أنْ تبدأ العاصفة: |
لا بدَّ من ريحٍ تهبُّ، وشرارةٍ |
توقد الفتيل الذي سنحرق به |
غابة الخطيئة. |
* * * |