مثل تلميذٍ مهذَّبٍ يَسْتَجدي عطف معلمِهِ: |
أقف أمام خارطة العالم.. |
أبحثُ عن وطنٍ كان يُدعى "العراق"! |
وإذْ أبصرُ فوق الدروب، طفلاً كالزنبقة، |
تقطر أثوابه البيضاء دماً، |
وعيناه تستغيثان المارَّة.. |
طفلاً حافي القدمين، مُنطفِيءَ الضحكة: |
أمسِكُ به وأصرخ:- |
هذا هو العراق..! |
* * * |
أيتها البيوتُ الطينيةُ المُعْشِبَةُ السطوح.. |
أيها اليُتْمُ الطالعُ من بين الدفاترِ المدرسية. |
أيتها المآذن المنكفِئةُ على القباب، مثل |
جياعِ أزمنة القحطِ والأوبئة: |
ها نحن نَتَوَقَّدُ بالضنى، بينما الطغاة |
يَتَدَفّؤُون بجمرِ حزننا.. |
أيها العشاقُ، |
يا فقراءُ وحكماء ومجانين.. |
تعالوا نُرَتِّبُ غضبنا وجوعنا وعطشنا، |
فَنَسْتَمْطِرُ دفءَ المَسَرَّةِ.. |
نَحْلِبُ ضَرْعَ المستحيل – |
من أجل أطفالنا الذين لم يولَدوا بعدُ، |
وأن يَسْمُرَ الأحبةُ على الضفافِ، |
دون أنْ تفزعهم صفّارات الإِنذار.. |
فالثورة وحدها التي: |
سَتُزيل لفظة الـ "آه" من قاموس ألفاظِنا! |
* * * |
نحن نُطْفِئُ الحقول المحترقة بالمياه.. |
ولكن: |
بماذا نطفئ النهرَ المحترق؟ |
* * * |