شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"لن أقول وداعاً"
لا أريدكِ أن تكوني تاريخاً دون صدىً
أو زمناً من غير ربيع
أريدك أن تكوني الزهرةَ والثمرةَ
لا الحطبَ والموقد..
القضيةَ العادلةَ لأستعذب من أجلكِ
أقسى العذاباتِ..
لا يمامةً طارئةً حطَّتْ على شجرة قلبي!
فاحملي معي هودجَ أحزان المظلومين..
ومعاً: نحدو مع القافلة،
وسيّان إنْ ربحنا القبرَ – أو
خسرنا الحقل..
ما دُمنا في الحالتين سنخلع الأكبال.
لقد أطعمتُ للنار كل كتب وفلسفة
"جون لوك" - لأنه اسْتَبْعَدَ النساء،
والفقراءَ - من قائمةِ المواطنين
أصحاب الحكمة والعقل والمعرفة!
بكِ أتعلَّم فضيلة انشطار البذرة
وبك تنتهي عطالة أحاسيسي
لهذا أُخاطبك مخاطبةَ الأرضِ المجدِبةِ،
لعاطفة المطر
* * *
لن أقول وداعاً
فأنا ما اجتزت الحدودَ بحثاً عن هويةٍ جديدةٍ
أو شهادة ميلادي التي صادرتها شرطة قريتنا..
ما عبرتُ صحارى العراق،
حبّاً بالاستلقاء على أسِرَّةِ الواحات،
أو رمال السواحل الشذرية
ولا حبّاً بالتسكع في المدن المُخَرَّزةِ
بناطحات السحاب
لن أقول وداعاً يا أنثاي الذهبية..
فقد اجتزت الحدود - كي أحبكِ أكثر،
وكي أكتشف عمقَ حاجتي للوطن،
منذ عرفتُ طعم البَصَر،
حين فَقَدْتُ قناديل عينيَّ ذات يوم!
* * *
أمس قرأتُ إعلاناً..
فراودتني رغبة التقيّوء، وأن أغرس
أصابعي في قلب العالم!
الشرطةُ تبحث عن سارقٍ دَخَلَ متجراً
فخرج بخبزٍ وبرتقال وبعض الدُمى،
دون أنْ يدفع بنساً واحداً
فكيف لا يَتَجَبَّر الطواغيت
إذا كانت شرطة "الأنتربول" تبحث في العواصم
عن سارق حفنة أرغفة ودمىً
بينما سُرّاق الشعوب ولصوص الأوطان
يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية؟!
* * *
أتساءل أحياناً:
كيف سيكتشف الإِنسان طعمَ السعادةِ،
إذا وُلِدَ على سريرٍ ذهبي في قاعة
من القرميد الأخضر؟
إنَّ فاكهة العافية لن تكون سوى تِبْنٍ
لولا حنظل الألم يا حبيبتي
ترى هل سنتشبّثُ بالحياةِ لو لم يكن
الموت تحت وسائدِنا؟
إن القيودَ التي أدمت معصمي
وكوخي المسقوف بالدجى:
علّماني مهنة البحث عن الأساور والحقول،
وعن مناديل الحب –
لا أكفان الموتى يا حبيبتي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :446  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.