لا أريدكِ أن تكوني تاريخاً دون صدىً |
أو زمناً من غير ربيع |
أريدك أن تكوني الزهرةَ والثمرةَ |
لا الحطبَ والموقد.. |
القضيةَ العادلةَ لأستعذب من أجلكِ |
أقسى العذاباتِ.. |
لا يمامةً طارئةً حطَّتْ على شجرة قلبي! |
فاحملي معي هودجَ أحزان المظلومين.. |
ومعاً: نحدو مع القافلة، |
وسيّان إنْ ربحنا القبرَ – أو |
خسرنا الحقل.. |
ما دُمنا في الحالتين سنخلع الأكبال. |
لقد أطعمتُ للنار كل كتب وفلسفة |
"جون لوك" - لأنه اسْتَبْعَدَ النساء، |
والفقراءَ - من قائمةِ المواطنين |
أصحاب الحكمة والعقل والمعرفة! |
بكِ أتعلَّم فضيلة انشطار البذرة |
وبك تنتهي عطالة أحاسيسي |
لهذا أُخاطبك مخاطبةَ الأرضِ المجدِبةِ، |
لعاطفة المطر |
* * * |
لن أقول وداعاً |
فأنا ما اجتزت الحدودَ بحثاً عن هويةٍ جديدةٍ |
أو شهادة ميلادي التي صادرتها شرطة قريتنا.. |
ما عبرتُ صحارى العراق، |
حبّاً بالاستلقاء على أسِرَّةِ الواحات، |
أو رمال السواحل الشذرية |
ولا حبّاً بالتسكع في المدن المُخَرَّزةِ |
بناطحات السحاب |
لن أقول وداعاً يا أنثاي الذهبية.. |
فقد اجتزت الحدود - كي أحبكِ أكثر، |
وكي أكتشف عمقَ حاجتي للوطن، |
منذ عرفتُ طعم البَصَر، |
حين فَقَدْتُ قناديل عينيَّ ذات يوم! |
* * * |
أمس قرأتُ إعلاناً.. |
فراودتني رغبة التقيّوء، وأن أغرس |
أصابعي في قلب العالم! |
الشرطةُ تبحث عن سارقٍ دَخَلَ متجراً |
فخرج بخبزٍ وبرتقال وبعض الدُمى، |
دون أنْ يدفع بنساً واحداً |
فكيف لا يَتَجَبَّر الطواغيت |
إذا كانت شرطة "الأنتربول" تبحث في العواصم |
عن سارق حفنة أرغفة ودمىً |
بينما سُرّاق الشعوب ولصوص الأوطان |
يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية؟! |
* * * |
أتساءل أحياناً: |
كيف سيكتشف الإِنسان طعمَ السعادةِ، |
إذا وُلِدَ على سريرٍ ذهبي في قاعة |
من القرميد الأخضر؟ |
إنَّ فاكهة العافية لن تكون سوى تِبْنٍ |
لولا حنظل الألم يا حبيبتي |
ترى هل سنتشبّثُ بالحياةِ لو لم يكن |
الموت تحت وسائدِنا؟ |
إن القيودَ التي أدمت معصمي |
وكوخي المسقوف بالدجى: |
علّماني مهنة البحث عن الأساور والحقول، |
وعن مناديل الحب – |
لا أكفان الموتى يا حبيبتي. |