كان "عطوي" حكيم مدينتنا – |
عندما قايضَ نُضْجَهُ المجنونَ، بجنونٍ ناضجٍ.. |
فاختار الثياب الرثّةَ، |
والطينَ لقدميه الحافيتين! |
............ |
............ |
............ |
منذ خمسة عشر عاماً، |
و"عطوي" وحده فيلسوف مدينتنا.. |
يهرول في الأسواق دون أن تطارده الشرطة |
يخطب من على مناضد المقاهي – |
دون أنْ يخضع للاستجواب |
يشتم "سهير زكي ونيللي وصدام حسين" |
دون أَنْ تُنْصَبَ له مشنقة أمام بيته! |
منذ خمسة عشر عاماً، |
وعطوي يرفض الجلوس على كراسي الأَطباء.. |
يرفض الإِقامةَ في المصحّات العقلية.. |
يرفض التوقف عن الخُطب.. |
يُعطي نصائحه المجانيَّة للحكماء الصّامتين! |
.......... |
.......... |
عقب كل خطاب يُلقيه "عَطْوي"، يصرخ |
في الوجوه: |
يا بَني وطني، كونوا مجانينَ، خيرٌ لكم من |
أن تكونوا عقلاء في مقاهي السلطة.. |
فالمجنون الوسخ – |
أكثر نضجاً ونظافة من أولئك العقلاء – |
الذين يرتدون "البدلات الزيتونية"، |
حاملين مسدساتهم المهيّأة للإِطلاق! |
* * * |