| لقد ضَحَّيْتُ بحاضري من أجل غدي. |
| ومن أجلكِ ضَحَّيْتُ بغدي يا حبيبتي.. |
| لكنني من أجل الوطن: أُضَحِّي بنا |
| نحن الاثنين.. فأنا أرفض الحب الذي |
| ينمو في فصل، ليموت في فصل آخر مثل |
| نبات الحلفاء.. |
| لذا: مَزَّقْتُ كُتُبَ التنظير التي وَضَعها |
| "المقاولون السياسيون"، والأيديولوجيون |
| الذين يُعَلِّقون خرائطهم الثورية على جدران |
| مكاتبهم الأنيقة، بعدما جعلوا من حياتنا |
| حقولاً تجريبية لاختباراتهم - دون |
| أن يتدافعوا - مثلنا - من أجل شريحة لحم |
| مُجَمَّد، أو "طبقة" بيضٍ فاسد، |
| ولم يعرفوا طوابير الانتظار، بغية |
| الحصول على قنينة وقودٍ، في وطن |
| يغفو فوق بحيرةٍ من النفط المهيّأ |
| للتهريب! |
| * * * |
| أيُّ عناءٍ هذا؟ |
| في الوطنِ، نُعِدُّ القوائمَ بأسماء المدنِ |
| التي سنهرب إليها.. |
| وفي مدن الغربة، نُعِدُّ القوائم بأسماءِ |
| المدن الجديدة التي سنشيدها حين نعود، |
| ونهيِّيءُ أسماءً لأعيادٍ لم تعرفها من |
| قبل، تقاويم الوطن.. |
| آه يا حبيبتي.. لماذا نشعر في الوطن |
| بالغربة، وفي الغربة نشعر بالوطن؟ |
| لنخزنْ غضبنا، ريثما ينفجر الجرحُ |
| على نفسه، فترعد الأرض تحت أقدام |
| "خنزير السياسةِ" في بغداد.. |
| لا تخافي يا حبيبتي.. لا تخافي، فإن |
| المطر القادم، سيغسل الدم المتخثّر |
| على الجدران، وسيحطُ النورس على |
| الحقول، ناشراً أجنحة الفرح.. |
| وعند ذلك: سنجعل العصافير تبني |
| أعشاشها على فوّهات المدافع، |
| وتغدو "آنية الديناميت" سنادين |
| للأزهار، لترتدي الأرض فستان |
| العشب، بينما نحن، نتابع ألوان |
| قوس القزح الأرضيّ.. |
| عشرون عاماً، وهم يجرِّبون نظرياتهم |
| السياسية في مختبرات أجسامنا وخبزنا.. |
| فلنجعل منهم مختبراً لتجربة غضبنا المقدس، |
| كي ننعم بالأمان، مُسَيَّجين بتعاليم |
| السماء، وبقوانين الأرض.. يا حبيبتي |
| * * * |