شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"آهٍ .. يا قلقي"
[إلى المفكر الإسلامي الشيخ محمد عبده يماني]:
الأفكار تُحَفِّزني للصراخ.. والكلمات
تصهل في رأسي..
آه لو أنَّ ميادين الأوراق، تتسع لركض خيول الكلمات!
كيف لي أن أستريح من هذا العناء؟
أنا القرويُّ القادمُ من كهف الفجيعةِ،
مُعَبَّأٌ برائحة الهيلِ والقهوة العربية..
أبحث عن واحةٍ - بعيداً عن الهجير،
فقد أتعبني البحث عن الدروب في خرائط
المدن التي تهرب من أبنائها، أو الوطن
الذي يهرب أبناؤه منه!
يا قلقي المزمنَ: متى نُهَيِّئ الألواح
والتشرّد، كي ندفنه - لا في مقبرةٍ
ولكن: في بحيرةٍ من اللهب؟!
* * *
إذا كان الراعي "ذئباً" فلماذا يرتضون
أنْ يكونوا "خِرافاً" - أولئك الذين
يأكلون فُضْلَتَه من لحم العصافير –
دون أن يدركوا بأنهم وَجْبَتُه القادمة؟
القادمون من أقبية الخطيئة،
يسخرون من ترانيم الهدى في قلوبنا..
لهذا يقودون دباباتهم لاغتيال الفضيلة..
يسكنون في هوادج العار، ويتدفأون
بحرائق أكواخنا..
يستوردون "الكافيار" و"السمك المُبَخَّر"
والسيجار الكوبي، بينما أطفالنا يرضعون
من وحل المستنقعات، أو يفتّشون
في براميل القمامة ونفايات المطاعم..
ففي وطنٍ كالعراق: تصدق كل الاحتمالات –
ما دام السوط أطول من يد العدالةِ،
والمشنقة أعلى من القانون..!
أيها المضطهدون في وطني: سنبقى
مغروسين في صحراء الذلِّ كالصبّار،
ما لم نردم بالثورة، بئر الخطيئة،
فتعود الصحارى غابات عشب ومياه،
وتغدو المآذن فناراتنا.
* * *
"حين يموت المؤمنُ، تُحييه فرائضه..
والشاعر تحييه القصيدة .." (1)
وتُحيي الكريمَ ضفاف يديه..
فما الذي يحيي الطواغيت، حين
تدوسهم أقدام الحفاة؟
فلتوقدوا الشعلة المؤمنة،
كي نحرق مبنى "الرايخشتاغ"
ودهاليز "الغستابو" المنتشرة
كالدمامل على صدر الوطن..
وعندها: سنعقد قِران "الفرات"
على "دجلة".. ونصاهر بين "الكرخ"
و"الرصافة".. وبين العراق والدنيا..
"فمن أجل أنْ يرتفع صوت المآذن،
يجب أنْ نُطفِئَ صوت نواقيس الطغاة،
أن ندفن الخطيئة..
وأن نهدم الوثن!" (2) .
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :477  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.