الليلُ ثوبُ العُراةِ وخيمة العاشقين.. |
في الليل: نفرش أحداقنا بأبسطة الأماني، |
مرتقبين عصافير النعاس، |
منتظرين هطول مطر الأحلام.. |
فلا ثمة مَنْ لا يحلم يا أنيستي، |
ما دامت جفون النهار لن تبصر قوس القزح، |
وما دامت أعناق الصباح مشجَّرَةً بالرصاص المخاتل! |
الفلاح يحلم بانفلاق البذرة في رحم |
الأرض لتتناسل البيادر.. |
وبالدمية والأرجوحة يحلم الطفل يا حبيبتي.. |
أما الشاعر، فإنه يحلم بالتناسق |
الجميل بين الروح والجسد.. بين |
اليقظة والحلم، فيكون الليل مضاءً |
بالرحيق رغم أغفاءةِ الفتيل على |
سرير الفانوس.. |
هل يمكن للقلم أنْ ينقل هواجس المتشرِّد؟ |
ربما.. ولكن: من أين له بالأوراق |
التي تمتلك القدرة على أن تكون آنيةً |
لجمر الكلمات - دون أن تحترق؟ |
يا للوحشة! |
متى نختتم المراثي؟ فالمتشرد يحلم |
أنْ يستريح، فيجلس إليكِ على |
ضفاف الليل.. |
إنني على يقينٍ بأن فراشات عينيكِ |
تجيد محاورة أحداقي.. مثلما أجاد |
عصفورُ وجهِكِ أنْ يسكن غابة |
عينيّ وقيثارة شوقي؟ |
* * * |