شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"ميراث المتشرِّد"
[إلى الأديب الكبير الشيخ عبد العزيز الرفاعي]:
لا أملك غير أسناني المُدَخَّرَة في
بنوك المعتقلات..
وحقولٍ واسعةٍ من شجر الأمنيات القتيلة..
وشارع طويل لعربات السياط على
ظهري.. وأملك فروة رأسي التي
نسيتها في أحد مسالخ سجن "قصر النهاية"..
وأملك "ملفّاً" ضخماً مثل ديوان شعر
كبير، مزدحماً بعشرات الصور الجانبية
والأمامية.. يتحدث عني وعن حبيبتي
المتهمة بعشق المطر والخضرة والأطفال،
في وطنٍ تُتَّهَمُ فيه صناديق القمامة –
لأنها لم توفِّر للنظام الجرثومي، بكتريا
"حبَّة بغداد".. فاسْتَوْرَدَتْها مؤسسة
الموت المجانيِّ - في زمن يمشي بالمقلوب..
يضع فيه "المهيبُ" الحذاء على رأسِهِ،
والقُبَّعَةَ في القدمين!
* * *
أنا نجمةٌ هاربة.. فكن الفضاء..
أنا وطنٌ.. فكن له العاصمة..
أنا حنجرةٌ.. فكن الريح..
أنا الأشرعة المُسْتباة.. فكن
الموجةَ يا صديقي..
ولأنني أريدُ العَلَم أنْ لا ينتكس:
فقد قررتُ أن أخيطه قميصاً لجسدِ
الوطن.. ما دام الوطن لا يهرم..
ولا تستوعبه زنزانة.. ولا
يسقط كالسارية التي حوّلها "المهيب"،
هراوةَ شرطي!
* * *
مثلما ينمو جنين الثورة في رحمِ
المأساة:
تنمو بذور المحبة في طين الألم!
ومن العتمة: تنطلق الشموس.. لا
مثلما يتحدثون عن الحرية في المؤتمرات
ومن شبكات "التلفاز" بعدما يقبضون
أجور التسجيل مقدماً..
فمدَّ لي يدك يا صديقي..
إنْ كان فتح مدرسةٍ يُغْلِقُ سجناً –
فإن اكتساب صديقٍ، يردمُ مستنقعاً
للكراهية..
امنحني عشبةً واحدةً من حقلك،
لأمنحك بساتيني كلّها..
وإذُ تمنحني حبّة قمح،
سأمنحك بيدراً..
إنّ الحمائم تخاف الصقور..
لكنَّ الكراهيةَ لا تخاف غيرَ المحبَّةِ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :439  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.