لا أملك غير أسناني المُدَخَّرَة في |
بنوك المعتقلات.. |
وحقولٍ واسعةٍ من شجر الأمنيات القتيلة.. |
وشارع طويل لعربات السياط على |
ظهري.. وأملك فروة رأسي التي |
نسيتها في أحد مسالخ سجن "قصر النهاية".. |
وأملك "ملفّاً" ضخماً مثل ديوان شعر |
كبير، مزدحماً بعشرات الصور الجانبية |
والأمامية.. يتحدث عني وعن حبيبتي |
المتهمة بعشق المطر والخضرة والأطفال، |
في وطنٍ تُتَّهَمُ فيه صناديق القمامة – |
لأنها لم توفِّر للنظام الجرثومي، بكتريا |
"حبَّة بغداد".. فاسْتَوْرَدَتْها مؤسسة |
الموت المجانيِّ - في زمن يمشي بالمقلوب.. |
يضع فيه "المهيبُ" الحذاء على رأسِهِ، |
والقُبَّعَةَ في القدمين! |
* * * |
أنا نجمةٌ هاربة.. فكن الفضاء.. |
أنا وطنٌ.. فكن له العاصمة.. |
أنا حنجرةٌ.. فكن الريح.. |
أنا الأشرعة المُسْتباة.. فكن |
الموجةَ يا صديقي.. |
ولأنني أريدُ العَلَم أنْ لا ينتكس: |
فقد قررتُ أن أخيطه قميصاً لجسدِ |
الوطن.. ما دام الوطن لا يهرم.. |
ولا تستوعبه زنزانة.. ولا |
يسقط كالسارية التي حوّلها "المهيب"، |
هراوةَ شرطي! |
* * * |
مثلما ينمو جنين الثورة في رحمِ |
المأساة: |
تنمو بذور المحبة في طين الألم! |
ومن العتمة: تنطلق الشموس.. لا |
مثلما يتحدثون عن الحرية في المؤتمرات |
ومن شبكات "التلفاز" بعدما يقبضون |
أجور التسجيل مقدماً.. |
فمدَّ لي يدك يا صديقي.. |
إنْ كان فتح مدرسةٍ يُغْلِقُ سجناً – |
فإن اكتساب صديقٍ، يردمُ مستنقعاً |
للكراهية.. |
امنحني عشبةً واحدةً من حقلك، |
لأمنحك بساتيني كلّها.. |
وإذُ تمنحني حبّة قمح، |
سأمنحك بيدراً.. |
إنّ الحمائم تخاف الصقور.. |
لكنَّ الكراهيةَ لا تخاف غيرَ المحبَّةِ! |
* * * |