إنْفَجَرَتْ حَبَّةُ قمحٍ، فأَعْشَبَتْ سنبلَة.. |
وحين انفجرتْ السنبلةُ: وَلَدَتْ بيدراً! |
لكنَّ قنبلةً انفجرت في مدرسة.. |
فأغلقتْ ستةَ صفوفٍ.. وذبحت |
مئات العصافير.. وانْحَنَتْ مئذنةٌ |
كانت ترشُّ مياه الصلوات على المدينة.. |
سنعود لنشيدَ المآذنَ العالية.. |
ونبني الصفوف الجديدة.. |
وسنفجّرُ كل حبّات السنابل فَنُخْضِب |
رحم الأرض التي حَرَثَتْها القنابل فَعَقُرَتْ.. |
حينذاك: |
ستجتمع الحدائق في بستان واحد.. |
تتناسل البساتين في غابةٍ واحدة.. |
غابة واحدةٍ تمتدُّ من مُقْلَتَيْ "البصرة" |
حتى قَدَمَيْ "أربيل".. |
وسننصبُ بدل المشانقَ، |
أراجيح ملوَّنةً للأطفال. |
* * * |
نامي يا أمي.. |
الطفلُ المشاكسُ صارَ فتىً يتقن فنَّ العشق.. |
والفسيلة صارت نخلة |
أمّا فَتَاكِ - فقد أصبحَ رجلاً – |
لا يعرف من قاموس الألفاظ |
غير كلمات: الإِيمان - الحق، العدالة.. |
ربما لأنَّ الوطنَ بعث به إلى مدرسة الهدى |
كي يعودَ، |
فيعلّم الأطفال كيف يصونون العدالةَ، |
والحق - والحب.. |
فيطلقون سراح الوطن من الاعتقال! |
لا تخافي يا أمي.. إنَّ همسة الإِيمان |
أقوى من قنابلهم.. |
وستبقى كلمة "العدالة"، كافيةً لأنْ |
تهزّ مفاصل "جنكيز خان" - الواقف |
على تلٍّ من جثث الأطفال.. أمام العلم |
الوطني المثقَّبِ برصاص الخيانة! |
* * * |