في كلِّ الأوطانِ: توجدُ منابرُ عاليةٌ |
للتراتيل المقدسةِ والأعراسِ المباركة.. |
إلاَّ في وطني - فالمنابرُ فيه، وُجِدَتْ |
لتلاوةِ أمرٍ بالإِعدام، أو للإِعلانِ |
عن لقبٍ جديدٍ للوثن الذي يعبدُ نفسَه! |
في كلِ الأوطانِ: تقود الأقلامُ الصادقةُ |
أصحابَها، إلى الغُرَفِ الخضراء والفرحِ |
الأشقر.... إلاَّ في وطني - فالأقلام |
الصادقة، تقود أصحابها إلى غرف |
التحقيقات والزنازين والمنافي.. وربما |
إلى المقابر السريِّة.. |
في كلِ الأوطانِ: تكون الأيدي البيضاءُ |
جوازَ دخولِ أصحابِها، إلى مدن اليَقَظَةِ |
الحالمة.. إلاَّ في وطني، فالأيدي |
البيضاء تُقْطَفُ من أغصانها - طالما |
لا تُحْسِن فَنّ التصفيق، ورفع صُوَر |
"المهيب" الذي دفع "البدل النقدي"! |
* * * |
لماذا تمتدُّ الأصابع نحوي - وأنا |
أتجوَّل كالدرويش.. أعبر الشوارع |
مذعوراً.. أتعثَّر حين تصطدم قدماي |
بزهرةٍ أو ورقةٍ - وأغرق في قطرةِ ماء؟ |
آهِ لو عرفوا أيَّ وطنٍ غادرتُ.. |
وأية زهورٍ دِيْسَت فيه.. وأية |
أنهارٍ ما عادت تستقبل غير الجثث!! |
آه.. |
مَنْ منكم لا يتعثَّر حين يعبرُ الشارعَ، |
إذا كان يحملُ الوطنَ على ظهرِهِ؟؟ |
لستُ بكَاءً.. فاتركوني أغسل |
وجهي بدموعي، ما دمتُ لا أملك في |
وطني غير البكاء، بعدما صادروا النهرَ |
واغتالوا الينابيع والمطر، في هذا |
الوطن المرسوم على هيئة تابوتٍ ضخم!! |
* * * |
أنا لا أبكي.. إنما: |
أريد أَنْ أمسح بالدموع، |
صورة الوطن من عينيّ! |
* * * |