أَنْ أغفوَ في كوخي مُتَدَثِّراً بالطمأنينةِ، |
أَحَبُّ إلى قلبي من النوم على الأَسِرَّةِ الذهبيةِ، |
تُطاردني الكوابيس أو تُثْقِلُني الأغلال. |
خذوا قصركم الفخم.. وأعيدوا لي كوخيَ |
الصغير.. أخرجوني من قاعاتكم الرخاميةِ.. |
فَقَدَماي الحافيتان تريدان التجوّلَ بين الحقول.. |
تريدان الركض في البريَّةِ، لا الوقوف عند |
العتبة.. فأنا لا أجيد الإِنحناءَ المهذَّبَ. |
خذوا هذه الكؤوسَ والدِنان.. وأعيدوا |
لي "قِرْبَتي" وكوزي – |
خذوا هذه العربات، وأعيدوا لي ناقَتي |
وهودجي.. فإن البدويَّ النائم في قلبي |
لا يريد أَنْ يستيقظَ على سرير حضارة |
الدمِ والدموع.. |
خذوا جَنَّتكم، واتركوني في جحيمي، |
ما دامت المشانقُ أشجارها، وما |
دمتم تعبدون هذا الصَنَم "العفلقيّ".. |
* * * |
إن طائر قلبي لا يجيد الرقص في أقفاص |
الطواغيت.. بل: في روضةٍ مُسَيَّجَةٍ |
بالإيمان - لا بِدَغْلِ الخطيئة. |
ها أنذا أرمي عني الأساور الذهبية، |
فأعيدوا القيود حول معصمي.. لقد قررت |
دخول زنزانتي من جديد، نقياً دون خطيئة.. |
فإن زنزانةً أمارس فيها صلاتي ونُسكي، |
هي أكثر اتساعاً من وطنٍ لا حرية فيه! |
* * * |
إنَّ البلادَ المليئةَ بالسجون والمعتقلات، |
لا تعني تطبيق العدالة. فلماذا كل هذه |
السجون والمقابر السرية؟ |
أمِنْ أجل افتتاحِ ساحاتٍ جديدةٍ |
للإعلام - يهدمون بيوت الطين، ويتدفأون |
بإحراقِ أكواخنا؟ |
آهٍ يا وطني.. |
إنني أشمّ دخان حرائقك، وأسمع أنين |
فقرائك وصراخ أطفالك - رغم المفازات |
التي بيننا.. فيصهل الغَضَب في دمي، |
أنا الواقف على رصيف الليل، مترقباً |
سفينة الصباح الجديد.. فتعيد المتشرد |
إلى أرضه، والأيدي إلى الحقول التي |
أَصْحَرَتْ.. وتعيد الدفءَ إلى الأرغفة! |