شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"اتركوني في جحيمي"
أَنْ أغفوَ في كوخي مُتَدَثِّراً بالطمأنينةِ،
أَحَبُّ إلى قلبي من النوم على الأَسِرَّةِ الذهبيةِ،
تُطاردني الكوابيس أو تُثْقِلُني الأغلال.
خذوا قصركم الفخم.. وأعيدوا لي كوخيَ
الصغير.. أخرجوني من قاعاتكم الرخاميةِ..
فَقَدَماي الحافيتان تريدان التجوّلَ بين الحقول..
تريدان الركض في البريَّةِ، لا الوقوف عند
العتبة.. فأنا لا أجيد الإِنحناءَ المهذَّبَ.
خذوا هذه الكؤوسَ والدِنان.. وأعيدوا
لي "قِرْبَتي" وكوزي –
خذوا هذه العربات، وأعيدوا لي ناقَتي
وهودجي.. فإن البدويَّ النائم في قلبي
لا يريد أَنْ يستيقظَ على سرير حضارة
الدمِ والدموع..
خذوا جَنَّتكم، واتركوني في جحيمي،
ما دامت المشانقُ أشجارها، وما
دمتم تعبدون هذا الصَنَم "العفلقيّ"..
* * *
إن طائر قلبي لا يجيد الرقص في أقفاص
الطواغيت.. بل: في روضةٍ مُسَيَّجَةٍ
بالإيمان - لا بِدَغْلِ الخطيئة.
ها أنذا أرمي عني الأساور الذهبية،
فأعيدوا القيود حول معصمي.. لقد قررت
دخول زنزانتي من جديد، نقياً دون خطيئة..
فإن زنزانةً أمارس فيها صلاتي ونُسكي،
هي أكثر اتساعاً من وطنٍ لا حرية فيه!
* * *
إنَّ البلادَ المليئةَ بالسجون والمعتقلات،
لا تعني تطبيق العدالة. فلماذا كل هذه
السجون والمقابر السرية؟
أمِنْ أجل افتتاحِ ساحاتٍ جديدةٍ
للإعلام - يهدمون بيوت الطين، ويتدفأون
بإحراقِ أكواخنا؟
آهٍ يا وطني..
إنني أشمّ دخان حرائقك، وأسمع أنين
فقرائك وصراخ أطفالك - رغم المفازات
التي بيننا.. فيصهل الغَضَب في دمي،
أنا الواقف على رصيف الليل، مترقباً
سفينة الصباح الجديد.. فتعيد المتشرد
إلى أرضه، والأيدي إلى الحقول التي
أَصْحَرَتْ.. وتعيد الدفءَ إلى الأرغفة!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1022  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.