"لمريم الناعم" نكهة البرتقال.. |
سمراءُ مثل خبز القرى.. |
وديعةٌ مثل جدول حديقة العنب – |
لكنها حين تغضب: تهطل كالرعد! |
تحبُّ رائحة النعناعِ وتعشق أطفال الحارة.. |
تحمل في قلبها كتابَ الله.. |
وتحمل في يدها بندقية! |
* * * |
لم تتبرجْ "مريم" يوماً.. |
تخرج كل صباح محمَّلَةً بالخبز والبيض المسلوق.. |
فقد أقسمتْ "مريم" أنْ تُوَزِّع الخبز "وشاي الزهرة" |
على كل حامل بندقية.. |
وأن تجعل من "فستان عرسها" شرائط ضمادٍ |
لجرحى الانتفاضة – |
ومثل أختي: |
كانت "مريم" تحلم أَنْ تُرْزَقَ طفلاً فَتُسَمِّيه "عراق"!!! |
* * * |
لكنَّ مريم لا تخبز الآن، |
والجرحى لن يشربوا ماء صلواتها بعد اليوم.. |
فقد مَزَّقَتْها "السناكي" في منطقة "القشلة" |
حين فَجَّرَت دبابة تحمل ستة كلابٍ بوليسيةٍ – |
من كلاب حظائر الحرس الخاص. |
منذ ذلك اليوم – |
وأنا أرجو أن يرزقني الله طفلة ناعمة |
فأُسَمِّيها "مريم".. |
لتسجر التنور، فتوزع الخبز "وشاي الزهرة" |
كل صباح - على حاملي البنادق.. |
تحمل في قلبها كتابَ الله.. |
وتحمل على رأسها "سَلَّةَ الخوص" الممتلئة |
خبزاً وبيضاً مسلوقاً – |
وأشرطةً من فستان عرسها، ضماداً |
لجرحى الوطن. |
* * * |