شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قالت وجرحكَ جرحي
تقول عاشقتي: هل شَفَّكَ السَقَمُ؟
أَمِ اصْطَفاكَ إلى شطآنِهِ السَأَمُ؟
فما لبحرِكَ لم يحفلْ بأشرعتي
غداةَ جئتُ وموجُ الشوقِ يَرْتَطِمُ؟
أَوْصَدْتَ دون فتوني مُقْلَةً وفماً
فضاقَ بي قلقي والحزنُ والألمُ!
وكان وجهُكَ يَنْدى حين تبصرني
فهل أصابَكَ مني يا فتىً نَدَمُ؟
وأينَ منكَ مواويلي، وَتَعْرِفُني
رَبابَةً، حُبُكَ الأوتارُ والنَغَمُ
* * *
لا يا حبيبةُ، ما أَشْرَقْتِ مُشْمِسَةً
إلاَّ وصاهَرَ مني خَطْوَكِ القَدَمُ
لا يا حبيبة، ما أَبْصَرْتُ فاتنةً
إلاَّ ووجهُكِ في عينيَّ يَرْتَسِمُ
وكيفَ أنكرُ حبّاً كان يملكني؟
إني بحبّكِ محكومٌ، وَمُتَّهَمُ
عذراً حبيبةُ لو أَبْحَرْتُ عن دَنَفي
فخلفَ عشقيَ جرحٌ ليس يَلْتَئِمُ
محاصَرٌ أنا في جرحي، فإنْ صَدَحَتْ
ربابتي: راحَتِ النيرانُ تَضْطَرِمُ
وجاء يَنْزِفُ مذبوحاً على شفتي
نَخْلُ الضِفافِ، ويبكي جوعَهُ الكَرَمُ!
عندي من الحزنِ غاباتٌ وأَوْدِيَةٌ
عميقةٌ كظلام الليلِ تَنْتَظِمُ!
قالتْ: وجرحُكَ جرحي.. يا لِغُربَتِنا
جراحُنا وَطَنٌ.. أحزانُنا أُمَمُ!
* * *
رَمَتْ على كَتِفي وجهاً يُمَزِّقُهُ
سَوْطُ البكاءِ فيدنو نحوَنا العَدَمُ
حبيبتي كنتُ لو صافَحْتُها: سَكرَتْ
أصابعي، وَتَصابى قلبيَ الهَرِمُ
أَلَذُّ مِنْ خَدَرِ الأحلامِ ضحكتها
تكادُ تمطرُ دِفْئاً حين تَبْتَسِمُ!
تَضُمُّ كلَّ حقولِ الأرضِ في مُقَلٍ
نجلاءَ يَثملُ فيها الصحو والحُلُمُ
وكان إنْ ضَمَّنا ليلٌ على سَمَرٍ
تراقَصَتْ فوقنا الأطيارُ والدِيَمُ
حتى تناسَلَ دَغْلُ "البعث" في وطني
فَكَبَّلَتْ صُبْحَنا الأحزانُ والظُلَمُ!
* * *
حسناءُ: إنَّ جراحَ الجسمِ تَلْتَئِمُ
فَمَنْ يُطَبِّبُها إنْ تُجْرَح القِيَمُ؟
أما غَرَسْنا بِحَقْلِ المجدِ رايتَنا؟
فكيف أَصْبَحَ في المستنقعِ العَلَمُ؟
أَنَشْوَةٌ وسياطُ الكفرِ قد حَرَثَتْ
ظهورَنا، ولئيمُ الأصلِ يَنْتَقِمُ؟
عشرون دورةَ شمسٍ ما احْتفى وطني
يوماً، ولا اقْتَرَبَتْ من أَرْضِهِ النِّعَمُ!
طغى الصَّفيقُ، ورهطٌ حولَهُ خَدَمُ
لهُ على أهلِنا من غَيِّهِ نُظُمُ
مُخَلَّعٌ يتباهى في نذالَتِهِ..
فليسَ يقربُهُ – من لُؤْمِهِ – اللُؤُمُ!
إذا نَطَقْتَ بهِ يوماً – وإنْ حَرَجاً –
فاشْطُفْ لسانَكَ، بئس القولُ ما يَصِمُ!
وإن كَنَبْتُ اسْمَه يوماً، فقد بَرِئَتْ
أناملي من يدي، والطِرسُ والقَلَمُ!
* * *
صدام: يا وَسَخَ الدنيا بِرِمَّتِها
يا بئسَ مَنْ حُكِموا يوماً، ومن حَكَموا
بِحَجْمِ مَجْدِكَ نَعْلي يا ابْن ألفِ أَبٍ
نَذْلٍ لواحدةٍ، حيث الرضاعُ دَمُ!!
تِهْ يا خَبيثُ.. فللأيامِ دَوْرَتُها
وسوف يُنْتَعَلُ الطاغوتُ والصَّنَمُ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :757  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.