إرحميني رجولتي… إرحميني.. |
فاشْتياقي أَذَلَّني… وحنيني! |
إنَّ نهراً يَنِزُّ من أرضِ روحي |
فاضَ حزناً على فمي، وعيوني! |
فَقَصيدي له رحيقُ المراثي |
وغنائي له أَنينُ السُجُونِ |
وحروفي غَمَسْتُها بدموعٍ |
طاهراتٍ، وبالنجيعِ السَخينِ |
آهِ قلبي! أما كفاكَ اعْتِسافي؟ |
كلَّ يومٍ تقودني للظنونِ؟ |
عَذَلوني لأَنَّ ليْ ثَوْبَ حزنٍ |
يرتديني، وطعنةً في جبيني! |
لم يُضِيعوا – كما أَضَعْتُ – بلاداً |
وعشيراً يُساقُ نحو المنونِ |
إنَّ حزني على عراقٍ تَشَظَّى |
وصحابٍ و"دجلتين" وَدِينِ |
نحنُ قومٌ عَشِقْنا رُزِئْنا |
بهوانا على الصِراطِ الأمينِ! |
* * * |
يا جنوني فَضَحْتَني.. يا جنوني |
أيُّ عقلٍ إذا اسْتُبِيحَتْ فُتوني؟ |
أي رأْيٍ لِذِي اللبابِ بأرضٍ |
تعجن الخبزَ في قِصاعِ المجونِ! |
عَذَلوني وقد سَمَوْتُ اعْتكافاً |
عن رحيقٍ ونشوةٍ ورنينِ |
لَسْتُ منها أَرومتي حين تخشى |
نزفَ جرحي على ضِفاف اليَقينِ |
ما وُلِدْنا على ترانيمِ طبلٍ |
فلماذا تثاقَلوا من أنيني؟! |
أنا خيطٌ مُهَلْهَلٌ من قميصٍ |
كان يُدعى العراقُ، لا تنكروني |
* * * |
يا سنيني.. تَكلَّمي يا سنيني |
عن شبابي وعن صباي الدَفينِ |
يا حقولي وَهَلْ أَطَلَّ ربيعٌ |
فَيُغَنّي لِدِفْئِهِ ياسَميني؟ |
يا عراقاً حَمَلْتُهُ حيث أنْأى |
فهو زادي وَمَوْجَتي وَسَفيني |
لي عيونٌ خبيئَةٌ في فؤادي |
تَتَمَلَّى طيوفَهُ كلَّ حينِ |
فاعْذروها إذا تهاوَتْ ضِفافٌ |
كُنَّ يوماً دَرِيئتي، واعْذروني |
جَرِّبوني بدولةٍ دون رُعْبٍ |
في بلادي، وعندها فاعْذِلوني! |
يا عَذولي ولو عرفتَ عذابي |
كنتَ مني كصارمٍ في يميني |
لا "فراتي" كما عرفتَ فُراتاً.. |
وجذوري يبيسةٌ كغصوني! |
أيُّ شَدْوٍ يَشدُّني للأغاني |
والمراثي تَوَزَّعَتْ في سنيني؟ |
لَيْتَ بغدادَ ما دَجَّنَتْها الليالي |
فاسْتكانَتْ لمارقٍ أو هجينِ |
ليت بغدادَ ما قايَضَتْ كوزَ ماءٍ |
برحيقٍ مُعَتَّقٍ، ومجونِ |
* * * |