إسْقِنا من صوتِكَ العذبِ طِلا |
نحن لا نشربُ ماءَ العِنَبِ |
يا نداءً جاءني في السَحَرِ… |
مُشْرِقاً مثلَ جبينِ القَمَرِ |
لم أكنْ أعرف معنى السَّمَرِ |
قَبْل أنْ أَعْرفَ ذا النَّبْعَ ولا |
عرفَ القلبُ مياهَ الشُّهُبِ |
* * * |
يا حبيبي أنا ماضٍ "للحبيبْ" |
لأُصَلِّي في شروقٍ ومغيبْ |
والذي يدخل في "البيتِ" الرحيبْ |
يَزْدَهِي منه فؤادٌ ثُكِلا |
حين ضاقَ الأفق بالمغتربِ |
* * * |
وإذا الفجرُ بنورٍ وَضُحا.. |
قُمْ إلى المحرابِ وابْغِ المَطْمَحا |
ليسَ مثلَ الطهرِ عشقٌ بَرَّحا |
بفؤادٍ بالتُقى قد شُغِلا |
وبترتيلِ الدُعاءِ العَذِبِ |
* * * |
نحنُ ما جِئْنا نعيش الوَصَبا |
وَنُغَنِّي عن تباريحِ الصِبا |
فإذا فجرُ شبابي ذَهَبا |
فالهدى يُصْبِي فتىً مُكْتَهِلاً |
لا الأغاني بكحيلِ الهُدُبِ |
* * * |
آهِ لو تدرينَ بالمُشْتاقِ |
والذي غَيَّرَ طبعَ الساقي |
قد سموتُ اليومَ في أشواقي |
وتسامى خافقٌ ما انْشَغلا |
غير أنْ يُصْبِحَ دِيني نَسَبي |
* * * |
يا خليلي لن تكون الأَرَبا |
لا ولن يُصْبِحَ قلبي مَلْعَبا |
إنَّ قلبي بَيْتُ مَنْ قد رَغِبا |
بالهدى، وارتادَ أفياءَ العُلا |
فَسَعى من أجل مجدِ العَرَبِ |
اسْقِنَا من صوتِك العذابِ طلا |
نحن لا نشرب ماء العِنَبِ |
* * * |