شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنا والعراق: بثينة وجميلْ
مهداة إلى الشاعر السعودي المبدع الصديق يحيي توفيق حسن.
بِي مِثلُ ما بِكَ: لوعةٌ وذهولُ
سَكَنَ الهوى قلبي وَعَزَّ وصولُ
خَبَّأْتُ ذُلِّي تَحْتَ ثوبِ تَجَلُّدي
وَتَصَنَّعَ الكِبَرَ الجميلَ ذَلولُ!
وَدَفنْتُ قلبي في رمادِ حرائقي
فإذا فؤادي: ساحةٌ وَصَهِيلُ
وَمضَيْتُ يرشدني الضَياعُ فَيَقْتَفي
أَثَري العَذابُ وَسَيْفُهُ المسلولُ
عِشْقي؟ ولكني كَتَمْتُ صبابتي
عينايَ؟ لكنَّ الظلامَ ثَقيلُ!
مَنْ تَعَرَّفَني وكل ملامحي
هَرِمَتْ، وأَضْناني نوىً وَنُحُولُ؟
لم يَكْتَهِلْ قلبي على رغم الأسى
لكنَّما اكْتَهَلَ الغَدُ المأمولُ
بيْ من رمادِ العشقِ إثْرَ حرائقي
جَبَلٌ، ومن عُشْبِ الجراحِ حقولُ!
قد كان ليْ بَيْتٌ يُظَلِّلُهُ الهوى
يوماً، وليْ في ليلِهِ قِنْدِيلُ
حتى تقاسَمَتِ الهمومُ عراقَنا
لمّا تَسَيَّدَ فاسِقٌ ضِلِّيلُ!
أَضْحَتْ مناديلُ الهوى أكفانَنا
فالعاشقون: مُكَبَّلٌ وقتيلُ!
نَمَتِ الطحالبُ في حقولِ رَغيفِنا
أَمَّا الغناءُ، فعبرةٌ وعويلُ
* * *
عشرون عاماً والكفورُ يَجولُ
فالنائباتُ صوارمٌ وخيولُ
عشرون عاماً والعراقُ بُحَيْرَةٌ
دمويةٌ، وصباحُهُ مَسْلُولُ!
مَنْ ذا رأى وَطَناً يُسَلُّ كموطني
وعلى الرجالِ الطيِّبين ذَليلُ؟
أَمْشي على جُرْحَين: جرح كرامةٍ
هُدِرَتْ، وجرح ذُلَّ منه نخيلُ
فَطَرَقْتُ "جُدَّةَ" والعواصف تَرْتَعي
بدمي، ولي نحو الحجازِ دليلُ
ما دَلَّني إلاَّ تقايَ على التُقى
إنَ النوارسَ للبحارِ تَميلُ
* * *
ليْ مثلُ ما لَكَ يا صديقُ خَليلُ
عّذْبٌ له في مُقْلَتَيَّ حُلُولُ
وَرَبابَةٌ يغفو على أنغامِها
أَرِقٌ، وَيَثْمَلُ عاشقٌ مَتْبُولُ
أَوْدَعْتُهُ قلبي ورَوْضَ حُشاشَتي
حتى تَفَرَّقنا أسىً وسيولُ
فَعَبَرْتُ سورَ الأربعين ولم تزلْ
بيْ للطفولةِ عَوْدَةٌ ورحيلُ
* * *
لي مثلُ مالَكَ، في الضميرِ عَذولُ
إنْ زَلَّ بيْ قَدَمٌ وَزَاغَ نبيلُ
فيكادُ – من شوقٍ – يُغادِرُ أَضْلعي
قلبي إذا ما كَبَّرَ المأمولَ
وَيَهزُّني في الفجرِ آي مُؤَذِّنٍ
وَيُذِيبُني بِهُيامِهِ الترتيلُ
فَسَجَدْتُ في محرابِهِ مُتَبَتِّلاً
يا صاحبي، أنا للعفافِ سليلُ
وأنا ابنُ "عروةَ" ما اقْتَرَبْتُ لِغيلَةٍ
يوماً، وعندي للغرامِ أُصُولُ
أغفوا على جرحِ السنين مُكابِراً
وَتَنَسُّكي نحو الصراطِ سبيلُ
وَأَذَلَّني عشقي.. فكيف أَصدُّهُ؟
أنا والعراق: "بُثَينَةٌ" و"جميلُ"!
أَزِفَ الوداعُ.. فيا دموعَ رجولتي
لا تَفْضَحيني.. فالطريقُ طويلُ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1155  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج