شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا آل ياسر
يا "آل ياسرَ" في العراقِ تَصَبَّروا
إنَّ الجهادَ – إلى الجنائنِ – مَعْبَرُ
سنعيدُ للصبحِ الشحيحِ شموسَهُ
مهما طغى وَتَعسَّفَ المُتَجَبِّرُ
يا "آل ياسرَ" والعذابُ ثوابُهُ
- إن كان من أجلِ العقيدةِ - أكبَرُ
يا "آل ياسرَ" والعراقُ بأهلِهِ
يرجو الخلاصَ من الطغاةِ وَيُؤْثِرُ
لولا رحيل الضوءِ ما عَرَفَ الفتى
فضلَ العيونِ إذا احتواه المنظرُ
ولعلَّ نازلةً يُصابُ بها الفتى
يوماً – تعيدُ له الحياةَ وَتُبْصِرُ
ولربَّ موتٍ يستعيدُ بفضلِهِ
عمراً مع الدنيا يعيش وَيَزْخرُ
يا "آل ياسرَ" والصمودُ على القذى
طَبْعٌ لمنْ عرفوا الصِراطَ وكبَّروا
ما مات "عمار بن ياسرَ".. إنما
مات الذي بدم ابن ياسرَ يأْمُرُ!
* * *
يا آل ياسرَ والنعيم جذورُهُ
جهدٌ ففي قعرِ البحارِ الجوهرُ
يا آل ياسرَ والقيودُ أساورٌ
لغدٍ، وسجنٌ للبيبِ: تَحَرُّرُ
وإذا أَذَلَّ أَخَ العقيدةِ كافرٌ:
ذَكَرَ الإِلهَ، فلا يُذَلُّ مُكَبِّرُ..!
العذرُ للنَفَرِ المريبِ إذا اشتكى
من جرحِهِ، وأخو الهدى لا يُعْذَرُ
يشقى ابنُ آخرةٍ لطولِ حياتِهِ
وليومِهِ يَتَنَعَّمُ المُتَبَطِّرُ!!
يا آلَ ياسرَ والنعيمُ مذاقُهُ
مُرٌّ على خَسَفٍ وإنْ هو كَوْثَرُ
يا آلَ ياسرَ والنعيمُ رزيئةٌ
إنُ لم يُزِنْهُ تَعَفُّفٌ وَتَشَكُّرُ
يا آل ياسرَ والحديث تَعِلَّةٌ
عمّا أصاب الرافدين، وأَكْبَرُ
كم مِنْ ذَوِينا فاقَ في أطماعِهِ
ما كان يطمع ظالمٌ مُسْتَعْمِرُ!
جلاَّدُنا منَّا، وفي ساحاتنا
أعداؤُنا وظلومُنا.. والمُخْبِرُ!
يتناسلُ الطاعونُ في أحداقهم
ويسيرُ خلفهم الخَنا والمُنكَرُ
فاسْتأْثروا بالعارِ – وهو تراثُهم –
يا بئس ما حلموا به واسْتأْثروا
* * *
لَوَّنْتُ بالصبرِ الجميلِ تَعَطُّشي
للماءِ لمّا جَفَّ نهرٌ مُنْمِرُ!
عَمَّ البلاءُ غداةَ عَمَّ المنكرُ
فإذا الكفورُ مُفَسِّرٌ وَمُبَشِّرُ
كان العراقُ أميرةً عربيةً
فَتَكَ الطغاةُ بها فَمالَ المِئْزَرُ
صَهَلَ الأسى في رافديه وَحَمْحَمَتْ
خيلُ البُغاةِ، وفاسقٌ مُتَنَمِّرُ
ما أّرْذَلَ الأعمار حين يقودنا
نَذْلٌ بناموسِ العقيدةِ يكفرُ!!
"بَعَثوا" الخطيئةَ فاسْتَوَتْ في أرضنا
"حزباً" عليه الملحدون تَأَمَّروا
زعموا بأنَ المجدَ طوعَ بنانِهِمْ
وهم الذين حضيضُهُمْ مُتَجَذِّرُ!
ظَنَّتْ كلابُ الليلِ حين اسْتأْسَدَتْ
تغدو ليوثَ الصبحِ حين تُزَمْجِرُ!
إنَّ القرودَ – وإنْ تَسَلَّقَت الذرى
تبقى قروداً ما تطول الأدْهُرُ!
* * *
يا آل ياسرَ والشهادةُ حلمنا
ما دام "أبرهةٌ" بدجلة يمخُرُ
يا آل ياسر والفتى بعقيدةٍ
يُجْلى – فيملك أَصْغَرَيْهِ وَيُؤْسِرُ
تتكسَّرُ الأصفادُ رغمَ صلابةٍ
وعبيرُ أزهارِ التقى لا يُكْسَرُ
يا آل ياسرَ والعقيدةُ طِيْنُها
يُجْلَى على نارِ الجهادِ ويُفْخَرُ
حمداً لِمَنْ سَكَبَ الهدى بقلوبنا
ما أشرقتْ شمسٌ وقامَ المِنبَرُ
حانَتْ صلاةُ الثأرِ من جَلاَّدِنا
لِيُرَدَّ في قلبِ الكفورِ الخِنْجَرُ
الثأرُ من ظلم الطغاةِ فريضةٌ
ليشعَّ من قلب الصباحِ مُكَبِّرُ
قّدْ آنَ للمقتولِ ينهضُ واقفاً
والجرح آنَ له يثورُ ويهدرُ
يا حاملينَ قلوبهم بيمينهم
ما راعهم جَوْرٌ ولا مُتَجَبِّرُ:
إنَ الشهيدَ وإنْ مضى لجنانِهِ:
يضنى مع الجمع الجريحِ وَيَسْهَرُ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :836  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.