رحم الله طاهراً وأثابه |
وحباه الرضوان يُرضي حسابه |
شد ما ساءني وآلمَ قلْبي |
نبأُ الموتِ.. إذْ حملنا مُصابه |
كلُّ حيٍ.. إلى مَصيرِ ثراه |
سوف يمشي إليه.. يلْقى ترابه |
لاحقٌ.. بعد سابقٍ يتوارى |
وأخٌ راحلٌ.. يلي أحبابَه |
هكذا الموتُ في الحياة طريقٌ |
واحدٌ.. والمُفيدُ فيه الإجابة |
أين أهلُ الثراء من عهدِ نوحٍ |
وجوابُ التاريخ.. فيه الإصابة |
وأخي طاهرٌ فقدناه شهْماً |
طبيبَ القلب.. ما نسي أترابه |
وعرفناه شامخاً وأديباً |
يتسامى بشعرِه.. والكتابة |
عشراتُ السنين أفرزَ شِعْراً |
فيه من مِصْر رقةٌ وصلابة |
والليالي في جانبِ النيل أعطتْه |
جمالاً في الشعرِ.. جمَّ الخِلابة |
الأماني "في ألف ليلةَ" شعرٌ |
حُلُمُ المستفيقِ وهو الإهابة |
مارس العشقَ في سماحةِ صُو |
فِيٍّ برضا الله يستزيد ثوابه |
كلما أبدعَ الخيالَ رأينا |
نسْجه في البيانِ يُعلي خطابه |
طالما خاطبَ القلوبَ وأعطى |
شِعره في الخطابِ مَعْنى المَهابة |
هو هذا مسارُ كل أديبٍ |
يتوقَّى الأذى.. ويخشى عقابه |
والهُدى عبقرُ الأديبِ المُجلِّي |
يجتلي وحْيه ويجفو ببابه |
ما نسينا "مِخيمراً" وهو منه |
وإليه في الشعرِ حُلْو الدّعابة |
أين "عبدُ العليم" للعُمْر خدنٌ |
ورفيق الشَّبابِ يُطْري شبابه |
و"على الفقي" نديمُ.. صباه |
يَشتكي فَقْده ويَبكي غيابه |
مجلسُ الأنـسِ عند "مِشْخص" يروي. |
ذكرياتِ الوفاءِ عند العِصابة |
مُضحكٌ جنب سامرٍ مستعيدٍ |
كلَّ وقتٍ حبيبَه وعتابه |
ومناطُ الأنيس لهوٌ وظُرْفٌ |
حين يصفو ويستعيد طلابه |
رحلةُ العُمْر في الحياة خيال |
وهبوبُ الأعصار يمْحو انسيابه |
ورِواقُ الحياة دارُ زوالٍ |
ودَبورُ الهبوب يُغْلِق بابه |
في رحابِ الخلودِ "طاهرُ" تعلو |
روحُه.. والجزاءُ يغشى مَتابه |
ونعيمُ الأخْرى مصيرٌ لحيٍ |
غفر اللهُ ذنبَه وأثابه |
فعزاءٌ لصحبه وذويه |
ولمن شاء أن يصونَ القرابه |