لا تقولوا العكاز فيه وقاءٌ |
لانصداعِ الشيوخ.. عنْد المشيب |
إنما العجزُ في المَشيب رداءٌ |
يرتديه الإنسانُ.. وهو صليب |
يتحاشى الهروبَ من كلِّ شيءٍ |
والتجني على المشيب.. هروب |
قل لهذا الذي يشدُّ عصاه |
باهتزازٍ.. عصاكَ فيها المُريب |
ما رأيناكَ غير جسمٍ ضئيلٍ |
(يتهادي.. والقلب منك لعوب) |
هل ظننتَ الحياة مسرح لهوٍ |
ومسارُ الإنسانِ.. فيها عجيب؟ |
والذي يحسبَ الطموح مجالاً |
للتظني.. فالاحتمالُ قريب |
أملُ الطامحين.. فوقَ الثُّريا |
ورفيقُ الإحباطِ.. نِضْوٌ كئيب |
ناضجُ العقل.. يستطيبُ الأفاو |
يقَ.. ولا يُستطابُ منه الغريب |
كلُّ قولٍ.. يأتي بغير اتزانٍ |
هو ضَحْلٌ.. يفوتُه التهذيب |
والذي يطلُب النجاحَ اعتباطاً |
خسر الحظَّ.. والكفاحُ دروب |
قل لهذا الذي يُجيد الفتاوي |
خلِّ فتواكَ.. فالسكوتُ رهيب |
ربَّ شيخٍ.. عكازُه في يمينٍ |
هـو أهـدى من مُخطئٍ.. لا يتوب |
ذكر الشيخُ.. لهوَه في شبابٍ |
وصـدى الذكريـات.. حُلْمٌ كذوب. |
والذي يحسب الحقيقة طرداً |
فهي عكسٌ.. والعكسُ فيه نُدوب. |
رضيَ المرءُ عن شبابٍ تولَّى |
فتسلَّى.. بعد الصَّباحِ الغُروب |
فرح الشيخُ.. بالشباب خيالاً |
وادِّكارُ الشبابِ.. لحنٌ طروب |
"ودراما" الحياةِ.. قصةُ شيخٍ |
هزَّه الحبُ.. فاعتراه الوجيب |
عُدْ لعكازِ أشيبٍ يتهدى |
فيه من واقعِ الحياةِ نصيب |