رباعيَّات!! |
(1) |
وضعتُ ستائر النسيان بيني |
وبين المعتدين بكل قصدِ |
فمن جعل الإخاءَ له سياجاً |
أصاب الخيرَ من شُؤبوب ود |
ومن ربط المحبة بالتصافي |
وكان شعارُه ميثاق عهد |
قضى الأيامَ في عيشٍ هنيءٍ |
وصفوُ العمرِ يُجلي كلَّ حِقْد |
* * * |
|
(2) |
لغةُ العرب في أصالة مبناها |
نراها عزيزةَ الأنجاب |
حفلتْ بالنفائِس الغُرِّ أعلاقُ |
فنونٍ تروق للألبابِ |
واحتفتْ بالكشوف من كل علم |
وازدهتْ بالوضوح والإِعراب |
ما وجدنا لها نظائرَ في الكون |
وشتانَ بين زاهٍ وكابي!! |
* * * |
|
(3) |
أيُّ درب هذا الذي تمتطيه |
فدروبُ الحياةِ شوكٌ وورد |
والأراضي رحيبةٌ في مداها |
مسلكٌ ناعمٌ وآخرُ صَلْد |
إنما العيشُ من تجارب حيٍّ |
جدَّ فيما ليس له منه بُدّ |
فكأن الحياةَ موجةُ بحرٍ |
بين جزْر الآمال ينداحُ مد!! |
* * * |
|
(4) |
يا بلادي.. وقد ملكتِ فؤادي |
وشعوري وفكرتي ويراعي |
ما سللتُ اليراع إلاَّ لأحمي |
أمتي ما حييتُ بالمُستطاع |
يا خيالي.. وأنتَ فـي مسـرح الفـن |
تَفجَّرْ في رقةٍ واتساع |
لا يرفُ الخيالُ إما تبدي |
راعشاً في مسارب الإِبداع |
* * * |
|
(5) |
حياةُ البخل تدفعُ للتدني |
وأسمى المجدِ في الكرَم المُفيض |
وما بذلُ الكريم سوى مُعينٍ |
وما كفُّ البخيلِ سوى مَغيض |
وفيم تكاثري.. والمالُ عندي |
وديعةُ بائع جمَ العُروض؟ |
وربّ خليقةٍ أنقى وأندى |
من الرقراقِ في النبع البروض! |
* * * |
|
(6) |
وما الشعر إلاَّ الحسنُ في الكون تجْتلي مفاتنُه بالفنِّ بعد التخيُّل |
وتدركه بالروح.. والعينُ مَنْفذٌ |
لدنيا خيالٍ ذات سحْر مُؤثل |
يحاول عقلُ المرء إدراك كُنْهه |
وما السحرُ إلاَّ التيهُ.. جـد مُضـلِّل |
على أن قلب الحر يعنو لأسره |
ويمشي على قيدٍ له غير مُثقل |
* * * |
|
(7) |
الرفضُ مـن شيمـةِ الموتـور فاعتبـروا |
رفض "العِمـاد" فتيـلاً يُشعـل الفتنـا |
"ميشيل" منحرفٌ.. يُبدي عداوتَه |
للشعب يخدعُه.. ما كان مُؤتمنا |
هذا "الوفاق" نراه في قواعده |
يُرْسي "السلام" ويُعلي الشعبَ والوطنا |
لا تُهدروا فُرصةً جاءتْ مواتيةً |
لمطلب السِّلْمِ صُلحاً واكـبَ الزمنـا |
* * * |
|
(8) |
إصلاحُ "لبنان" في استقلاله أبداً |
وبالتفاهم أعلى صوتَه علنا |
يقول للرفض "لا".. يوم "السلام" أتى |
والرفضُ رمـزٌ لمـوتٍ يَسبـق الكفنـا |
عاش "السلام".. وفي لبنان يُثبته |
"رينيه" صُلحاً أكيداً يُبعد المحنا |
وعاش "فهدٌ" يؤدي دور "جامعة" |
فيه "الثلاثـة" كانـوا العقـل مُتزنـاً!! |
* * * |
|
(9) |
إن "السعودية" العصماء منطلقٌ |
للدين.. ناشرةٌ أسمى الحضارات |
في كلِّ شبرٍ نرى آثار نهضتها |
تُعطي الخوارقَ في أسمى الدلالات |
هذا التطورُ والعمران مُنتشرٌ |
في كلِّ منطقةٍ عبْر المسافات |
والأرض تُغدق.. والأبناء قـد حصـدوا |
من خُضرةِ الأرض أشتـاتَ النباتـات! |
* * * |
|
(10) |
إذا شدا البلبُل في أيكه |
فشجوُه في لحنه المُرْسل |
وهكذا الشاعرُ في همسه |
وجدانه ينضحُ في المقول |
قيثارُه من وترٍ مُثْخنٍ |
يعزفه في ليلِه الأليل |
مُجرَّحُ الآهاتِ.. لكنه |
مُستعذبٌ.. أحْلى من السلسل |
* * * |
|
(11) |
وقصةُ الحق في تاريخ أمتنا |
مكتوبةٌ بدم الأحرار والنُّجب |
مـن عهـد "حطيـن" و"اليرمـوكِ" قد لمعـتْ بـوارقُ الفتـح في الأعـلام والكتب |
نبدي مطالبَنا. بالحق نعلنها |
صريحةً.. كضيـاءِ الشمـس والشهـب |
والنصرُ بالحق معقودٌ لألويةٍ |
مرفوعةٌ في الذُّرى.. في السِّلْم والحَرَب |
* * * |
|
(12) |
يا فتية الجيل المُثقف |
(1)
……. والشباب الأيد |
أدوا الرسالة مُخلصين |
(2)
………. بحنكة وتفرد |
سيروا على نهج الألى |
سلكوا سبيل المهتدي |
وابنوا العُلا لبلادكم |
فوق السِّماك الأبعد! |
* * * |
|
(13) |
مراتبُ الفضل عند الله يدركُها |
من كان يعملُ للأخـرى علـى وَجَـل! |
والصالحاتُ علـى درب الهُـدى قِسَـمٌ |
ينالها المتقي من أكرم السبل |
فمن أطاع سما للخلْد.. ترفعه |
تقواه.. والنارُ عُقـبى صاحـبِ الـزلل |
فاسلكْ من النهج مـا جـاء الإلـه بـه |
على لسانِ نبيٍ خاتمِ الرسل |
* * * |
|
(14) |
عبثاً يحاول مُفْترٍ في زعمه |
أن الحياة تواكل وتبلد |
لا تجلبُ النُّعمى سماديرَ الذي |
بخياله ينأى.. ويُرضه الدَدُ! |
نهجُ الصريحِ إذا تحرَّر وعيُه |
من ربقةِ الدعوى يَعزُّ ويَصْعد |
والمُستريب يعيش في دوَّامةٍ |
من ريبةٍ.. والشكُّ وَهْمٌ مُجْهد! |
* * * |
|
(15) |
عجبتُ لهـذا النبـع ينسـابُ سلسـلاً |
روافدُه تُعطي.. وما زال يزخر! |
وما زلتُ أحسو جرعـةً بعـد جرعـة |
لأروي الصدى.. والقلبُ ظمآن مُقفر |
وهلْ جرعاتٌ تنقع الغُلَّةَ التي |
أُحسُّ بها.. والصفو في النفس أكدر؟ |
ذكرتُ ملاواتِ الشبابِ وصفوةٍ |
من الصَّحْبِ.. كانتْ في المجالس تُزْهر!! |
* * * |
|
(16) |
من هو الكاتبُ الذي ترتضيه |
في مكانِ التقدير والإِعجاب؟! |
إنه الكـاتب الـذي يلمـس الجُـرح.. |
ويُعطي علاجَه للمُصاب |
إنه الشاعـرُ الـذي يبعـث الفكـر.. |
ويُهدي نوافحَ الأطياب |
إنه المُبدع الذي يزْحم العُمْر.. |
عناءً.. مُستهتراً بالصعاب |
* * * |
|
(17) |
يا أمةَ الإسلام.. أسيافُنا |
مُشْرعةٌ للثأر في كل حين |
الوحدةُ العصماء مطلوبةٌ |
بين صفوف العُرْب والمُسلمين |
تضامنوا في موقفٍ واحدٍ |
لن تغلبـوا.. لـن تُهزمـوا في السنيـن |
لبوا نداء "القُدس" في وثبة |
واحدةٍ.. تَعْصف بالمُعْتدين! |
* * * |
|
(18) |
عاد "لبنان" للأمان.. مُعيداً |
دوره الفذَّ حين يُضحي ويُمسي |
عاد لبنانُ من جديد مُعيداً |
ما تلاشـى مـن ذكـره يـومَ أمـس |
عربيٌّ دماً ولحماً.. ويحمي |
مجد أجداده بعزْمٍ وبأس |
قد حماه إخوانُه مُستعيداً |
أرضه.. والترابُ مهدٌ لغرس! |
* * * |
|
(19) |
يا حُماة الأرض.. آسادَ الشرى |
حان أخذُ الثأر في أشرفِ ساح |
فوق أرضِ الثأر ما زالتْ لكم |
بصماتٌ.. وانتفاضاتُ سلاح |
في الثرى.. في السفْح أحشادٌ تنادي |
بالسَّلام الفذِّ.. والحقُّ صُراح |
ورجوعُ "القدس" أسمى مطلبٍ |
لذويه.. وهو بابُ الانفتاح! |
* * * |
|
(20) |
الكونُ في نهر الحياة.. |
كزورق فوق العباب |
والمرء في قفر الوجود.. |
يضلُّ في وَهَج السراب |
والكفء من حمل السلام.. |
وليس من أجلِ العقاب |
منهاجُه بذْل السلام.. |
ولو تعرض للعذاب! |
* * * |
|
(21) |
يا فتية "القُدْس" هـذا صـوتُ أمتكـم |
يُعلي النداء.. فسيروا واحملـوا العَلَمـا |
وحرروا القُدْس من رِجْس العـدوِّ فمـا |
يليق بالقُدس أن يحـوي الـذي ظلمـا! |
في صفحة الشرق أمجـادٌ لكـم نزفـتْ |
جُرحاً.. تحوَّل عزماً ثائراً عَرِماً |
فإنما الحقّ بادٍ في قضيتكم |
ومن تقاعس عن تحقيقه نِدما! |
* * * |
|
(22) |
كـم هتفـةٍ للطيـر تُحسـب لوحـةً |
كم لوحةٍ فيها جمالُ مُصوِّر |
كم نغمةٍ مجروحةٍ فيها لنا |
بعضُ الدواء من الشَّقاء المُنذر |
كم آهةٍ مكبوتةٍ فيها الهوى |
نستافُه كالورْد جد مُعطر |
كم رفةٍ للزهر فيها بسمةٌ |
كم بسمةٍ فيها جهامةُ مُفتري!! |
* * * |
|
(23) |
أهوى جلالَ الليل في خلوةٍ |
مع المَعرّي أو أبي الطيِّب |
أستشرفُ الأفكار مُجلوةً |
في صفحةِ الحُضَّر والغُيَّب |
أستنطق الكونَ وأسراره |
وما وراءَ العالَمِ الأرحب |
من أنشأ الكونَ سوى قادرٍ |
يعفو عن التائبِ والمُذْنب! |
* * * |
|
(24) |
قولوا لأنصار العدو |
بأننا أبداً أسود |
هُبُّوا كآسادِ الشَّرى |
وثبوا على سرب اليهود |
فالنصر في صدر البواتر |
حين يشهرُها الجنود |
والحقُّ من صُنعِ الكتائِب |
حين تزحفُ بالبنود! |
* * * |
|
(25) |
خفف الوطءَ حين تمشي على الأرض |
وحاذرْ مغَبةَ الكبرياء |
كم أحاط البلاء صاحب كِبْرٍ |
فغدا مَصدراً لكلِّ شقاء |
وجديرٌ بمن تواضع لله.. |
حياة الهنا.. ومجدُ العلاء |
هكذا صاحبُ الرسالةِ نادى |
علَّم الخلقَ سيدُ الأنبياء! |
* * * |
|
(26) |
يا بلادي.. لأنت في مفرقِ الشمس |
وهذا الدليلُ والتوثيقُ |
قد بلغت المُراد خَطوة سبقٍ |
قد وعاها التخطيطُ والتنسيقُ |
فالترقي مصانعٌ وعلومٌ |
والترقي تَمرسٌ مَرْموق |
والتحدي عزيمةٌ وشبابٌ |
والتصدي إرادةٌ ووُثُوق!! |
* * * |
|
(27) |
عزةُ النفس لا تُنال اعتباطاً |
بل هو السعي والطموحُ الطليق |
وأخو العزم فوق سطْح الأواذي |
تارةً عائمٌ.. وآناً غريق! |
وأخو الوهْم في سرابِ الفيافي |
مثل أعمى قـد ضـاع منـهُ الطريـق |
يتسلى بالأمنياتِ ويشقى |
بسرابٍ يُلهيه فيه البريق! |
* * * |
|
(28) |
إن السياسة حنكةٌ |
ومهارةٌ عند الفهيم |
والصدقُ في نشرِ المبادئ |
من قراراتِ العظيم |
والنُّور في فلقِ الصباح |
يُمزق الليل البهيم |
وتعاونَ الشعبُ الأصيلُ |
يقودُ للسَّنَن القويم |
* * * |
|
(29) |
تحيا "فلسطين" تحميها غطارفةٌ |
ساموا العدوَّ.. فكانـوا خيْـر عنـوان |
دم الشهيد ينادي يَسْتَحِثُّهُمُو |
هيا اعصفوا ببقايا نسل دايان! |
قولوا لشامير.. مهْلاً إنَّ موعدُكم |
يومٌ ستجنون فيه شرَّ خُسران |
الموتُ للغاضب الغدَّار.. تدحره |
كتائبُ الثأر من شيبِ وشبان! |
* * * |
|
(30) |
أهواكِ يا "جدّتـي" يـا أرضَ ميـلادي |
فيها نشـأتُ.. وفيهـا غَـرْسُ أولادي |
يا مُسترادَ شبابي في نضارتِه |
على مَشارفِه زخرفتُ أمجادي |
ذكراكِ يا جدَّتي مرتْ مُرفهةً |
على جناح رُؤىً حُبِّي وإنْشادي |
تعلَّق الناسُ بالذكـرى.. وكنـتُ أنـا |
وحدي الذي شغلتْـه فيـكِ أعيـادي!! |
* * * |
|
(31) |
إن العرين عرين شعبٍ باسلٍ |
يمشي إلى العلياء خَلْف غضنفر |
من كل مفتـول السواعـد.. يفتـدي |
بالروح موطنه.. ونعم المشتري! |
يحمي حمى البيتِ المُقدس فادياً |
ويذودُ ذوداً في بسالةِ قسور |
وشعارُه الإسلامُ.. وهو هدايةٌ |
للعالمين، ومِشعلُ المُستبْصر! |
* * * |
|
(32) |
لبيكَ يا رب الحجيج |
وأنتَ أشفقُ بالحجيج |
في الليل.. في وضَح النهار |
يرون نورَك في العروج |
وفدوا إليك.. وأنت تحرس |
في الدُّخول وفي الخروج |
أرواحهم فواحة |
من عطرك الزاكي الأريج |
* * * |
|
(33) |
مشيت علـى وعـرِ الـدروب شبابـاً |
وألفيْتُ في عهدِ المَشيب صبابا |
صبرتُ علـى وكْـس الحيـاةِ مُؤمـلاً |
سعادةَ حظٍ.. فاحتقبتُ تراباً! |
وجددتُ آمالي بتصميمِ واثقٍ |
ووطَّنتُ نفسي أن أقولَ صوابا |
فبالصبرِ يرقى المرءُ في سُلّم العلا وباليأسِ يحيا في الوجودِ مُعابا!! |
* * * |
|
(34) |
وما الحظُّ في مَعنى الرجاءِ سوى الرُؤَى |
تخالسها النَّجوى هوى وطِلابا! |
وما هذه النجوى مناطُ مُؤملٍ |
ولكنها الدنيا تُنالُ غِلابا |
فراشاتُ همِّ النفـسِ فـي بلْقـع المُـنى |
تجوس كأحلام الظلام يبابا |
مشاعرُ حيـرى مـا عرفـتُ مسارهـا |
تعيثُ بأكناف الفُؤاد خرابا! |
* * * |
|
(35) |
مرحَى "فلسطينُ" الجريحةُ |
فالفداء هو الدواء |
الحرُّ لا يرضى الهوان.. |
من العدو.. وكمْ أساء |
والعُرْب أحرارُ النفوس |
هُمُ الأُباةُ الأوفياء |
لا يصبرون على الدخيلِ.. |
وكُلهمْ جُندُ الفداء |
* * * |
|
(36) |
وإذا الأمورُ تعقدتْ |
فالحقُّ رهْنُ الاحتكام |
ما ضاع حقُّ مُطالب |
والحقُ يُؤخذُ بالحُسام |
إن الكرامة لا تصان |
بغيرِ أن نرد الحمامِ |
وكذا الشهادةُ بالفداء |
تُعَدُّ من أسمى المَرام! |
* * * |
|
(37) |
إذا شدا البلبلُ في أَيْكِه |
فشَجْوُه في لحنِه المُرْسل |
وهكذا الشاعرُ في نبضه |
وجدانه ينضحُ في المَقُول |
قيثارُه من وترٍ مُثْخِنِ |
يعزفُه في ليلِه الأليل! |
مُجرَّحُ الآهاتِ.. لكنه |
بوقْعها الموجوعِ لم يَحْفل!! |
* * * |
|
(38) |
بغدادُ يا بنت العُروبة.. جددي |
ثوبَ العروس.. وزخرفي الأفوافا |
قد كنـتِ في عهـد الشبـاب خريـدةً |
تختال حُسناً رائعاً رفافا |
ما بين دجلةَ والفراتِ فخورةً |
بالمجد يعلو شادياً هتَّافاً |
واليومَ.. حُمِّلتِ البوائق فجأةً |
هلا انتفضتِ.. ومـا ارتضيْتِ خِلافـا؟! |
* * * |
|
(39) |
من حمى مكّةٍ.. من البطحاء |
وعلى الرمْل في مَدى الصحراء |
شعَّ نورُ الهـدى يَـزفُّ مـع الفجـرِ |
رُواءً مُعطَّر الأشذاء |
ومضى في بطاح مكةَ ينداح |
على الطُّهر في جوار حِراء |
إنه صاحبُ الرسالة والرحمةِ |
جاءتْ من أرحم الرحماء!! |
* * * |
|
(40) |
يا أيها الباغون.. مَهْلاً |
سوف تَلْقونَ الجَزاء |
إن المطامع لا تزيد |
الطامعين سوى العداء |
أرضُ الجزيرة قلعةٌ |
أرض الهُداة الأتقياء |
نفديك يا وطن الأُباة.. |
بمالِنا.. بل بالدماء..!! |
* * * |
|
(41) |
يا رجـال الفـداء.. صبـراً، فبالصبـر |
تذوقون لذَّة الانتصار |
صابروا.. رابطو.. وشُدوا على الخصم أذيقوه ذلة الانكسار! |
واكتبوا بالدماء سطراً مُضيئاً |
يجعل الليل مُشرقاً كالنهار |
وأنشدوا لا حياةَ دون رجوعٍ |
لفلسطين موطنِ الأحرار!! |
* * * |
|
(42) |
إنَّ العُروبةَ صفٌ واحدٌ لَجِبٌ |
يرمي العدو بتدميرٍ وتمزيق |
وهكذا أمةُ الإسلامِ غاضبةٌ |
من سوء ما اقترفـتْ أيـدي الزناديـق |
مهما تواترتِ الأحداثُ نحسمُها |
بالصبر.. والصبرُ مِعْوانُ العماليق |
وليس في الأرض ما يُعْيي عزائمنا |
ولو تجمَّعَ أوشابُ المخاليق!! |
* * * |
|
(43) |
كلُّ من كـان مؤمنـاً سـوف يلْقـى |
مَخرجاً من مَزالقِ الأخطار |
والجَحودُ الكَنود يلْقى هواناً |
وصغاراً يسقيه كأسَ البوار |
واعتناقُ الضلال منهجُ شرٍ |
سيؤدي إلى مهاوي العِثار |
وهدى الناس من هُدى الله.. والناسُ فريقان في نعيمٍ ونار..! |
* * * |
|
(44) |
يا سماءَ "القُدْس" الشريفِ أهيبي |
بأسودِ الحِمى لخوضِ القِراع |
يا دماء الشهيد.. سيلي على أرضكِ |
يَزلقْ بها شِرارُ الرِّعاع! |
يا رياحَ الرجاء.. لا بدَّ يوم |
أن ترد الرياحُ طيشَ الشراع! |
حقُنا مشعلٌ أنار لنا الدَّربَ |
ونال التأييدَ بالإِجماع!! |
* * * |
|
(45) |
تاريخُ أمتنا العريقة |
شامخٌ صَلْبُ الدعام |
مُتميزٌ بتراثِه |
مُتفوقٌ بين الأنام |
المُسلمون به استعزوا.. |
خالدين على الدوام |
وعلى بنيه اليومَ أن |
يستمسكوا بِعُرى الزمام! |
* * * |
|
(46) |
قد صبرنـا علـى المكـاره.. والصبـرُ |
وجدناه من كريمِ الطباع |
هو سمتُ الإِسلام ما حاد عنه |
عربيٌّ يحيا بعزمِ شُجاع |
لا تهابوا العدو شرذمَة الذُّلِ.. |
أسيرَ الشقاق والأطماع |
دَمُنا للفداءِ.. للأرضِ يُعطيه |
شبابٌ من خيرةِ الأيفاع! |
* * * |
|
(47) |
يا فُلولَ الضـلالِ.. قـد دحـر الحـقُ |
أباطيلَ عُصْبةِ الفُجَّار |
إن دينَ الإسلامِ في الناسِ ينثال |
هُداه بالعطفِ والإِيثار |
هي هذي رسالةُ الله في الأرض.. |
أحيطتْ بأمنعِ الأسوار |
من أرادَ النجاحَ فالدينُ نورٌ |
يُبْلغ السالكين أوج الفخار! |
* * * |
|
(48) |
يا تـراب "القُـدْس" المعطـر.. نُهـدي |
لكَ أرواحَنا مع الإِصرار! |
يا رفاتَ الشهيد.. أنتِ زهورٌ |
في تُراب مُحبَّبِ الأعطار |
منه نستنشقُ الكرامةَ ثأراً |
مُستمراً على مَدَى الأدهار |
صيحةُ الثـأرِ في فـم الدهـرِ أنشـودةُ |
شعبٍ.. كالعَيْلمِ الهَدَّار..!! |
* * * |
|
(49) |
يا طُغْمةً لبست للشرِ أرديةً |
فالخير في شرعها.. مكْرٌ وطُغْيان! |
أغضبتُم الحقَّ.. والأفعالُ ماثلةٌ |
فيما جناه علـى "الجيـرانِ" عُـدوان! |
كل الشعوب اشمـأزت مـن رعونتكـم |
وطيشكم.. فجميع الناس حيران! |
عُودوا إلى الرُّشد، واستفتوا ضمائرَكم فهلْ يُفيقُ لكم عقلٌ ووجدان؟! |
* * * |
|
(50) |
إن البُغاةَ الحاقدين تحملوا |
وزراً.. وقد كسبـوا رضـا الشَّيطـان! |
هدموا المدائنَ والمصانعَ والقُرى |
واستأثروا بالأمر والسُّلطان |
هـل كـان ما فعلـوه يرفـعُ شأنَهـم |
أم كان غدراً واضح العُنوان؟! |
قل للطُّغاةِ الطامعين رويْدكم |
لن تحصـدوا شيئـاً سـوى الخسـران! |
* * * |
|
(51) |
إنَّ السياسةَ حُنْكةٌ |
ومهارةٌ عند الحكيم |
والصدقُ في نشر المبادئِ |
من قرارات العظيم |
والخيرُ ينبوعُ العُلا |
يَنْدَاحُ من شعبٍ حليم |
والشرّ مُنْزلق الأذى |
يُفضي إلى العطب الوخيم! |
* * * |
|
(52) |
أمةُ الإِسلام كمْ أزعجها |
باطلُ الباغي وجُرْمُ المُفْسِدِ |
يحتمي خلْف شعارٍ زائفٍ |
أحول يرنو بعيْن الأرمدِ! |
شايعتْه عُصبةٌ فاسدةٌ |
بئستِ الدعوى وبئسَ المُقْتدي |
وعلى الباغي –وإنْ طال المدى– |
يقعُ الحَتْفُ بهولٍ مُرْعد! |
* * * |
|
(53) |
في اندلاع الوطيس.. "صـدام" يحتـالُ |
بِحرْق البترول قصدَ التفادي |
وافتعالُ الحريق جاء دليلاً |
مُستخساً على ارتكابِ العناد |
ما رأينا جُرماً كهذا التردي |
في سقوطِ الأخـلاقِ.. شـأن الأعـادي |
هي هذي أحوالُ صدام.. ظلمٌ |
وخداعٌ والموتُ للجلاَّد..!! |
* * * |
|
(54) |
كل يوم يزدادُ صدامُ مكْراً |
حين جاء الحسابُ في الميعاد |
راكباً رأسه بغير صوابٍ |
يحتمي باللصوصِ والأوغاد |
لا يبالي مصيرَه.. وهو آتٍ |
قبل يوم الهروبِ والابتعاد |
سوف تحيا "الكويـت" أرضـاً وشعبـاً |
حُرةً.. والفِداء رمزُ الجهاد.! |
* * * |
|
(55) |
إن العُروبة جيشٌ واحدٌ أبداً |
يرمي العدوَ بتدميرٍ وتمزيق |
وهكذا أمةُ الإِسلام غاضبةً |
من سوء ما اقترفتْ أيدي الزناديق |
مهما تواترتِ الأحداثُ نحسمها |
بالصبْر والصبرُ مِعْوانُ العماليق |
وليس في الأرضِ ما يُعي عزائمنا |
ولو تجمَّع أوشابُ المخاليق..! |
* * * |
|
(56) |
اليوم يوم التلاقي |
واليوم دَحْرُ الأعادي |
قد حان وقتُ التصدي |
للخائن الكيَّاد |
كم صرخةٍ من شهيد |
تَرِنُّ في الأشهاد |
وحُرقةٌ من حزينٍ |
تحزُّ في الأكْباد.! |
* * * |
|
(57) |
خاب صـدامُ.. حيـن لاحـتْ مخازيـه |
بدعوى الإِسلام والأمجاد |
شعبه يعرف الحقيقةَ..لكنْ |
آثر الصمتَ في زمانِ الفساد! |
خدعةٌ.. إذْ أراد صدامُ حلاً |
بانصداع الصفوف والاتحاد |
إنْ أراد السلام فالحلُّ باقٍ |
بانسحابٍ من الكُويت الفادي |
* * * |
|
(58) |
مُلتقى النصر في حساب الأماني |
يومُ عيدٍ.. ميعادُه في اقتراب |
يومُ عيدٍ.. فيه "الكويت" نراها |
حُرةً بالأمانِ فوق التراب |
ونظامُ اللؤم "صدام" يلقى |
خِزْيه في السقوط والانسحاب |
وخِشاشُ النظام أعوانُ سوء |
سيبؤون مثلَه بالتباب! |
* * * |
|
(59) |
إنَّ شعب العراق جذْرٌ عريقٌ |
ينتمي للأُباةِ بالانتساب |
عربيٌّ.. ولا يريد انتهاكاً |
لأخيه وجارِه والصحاب |
غير أن الرعاع أصغوا لوغْدٍ |
مُستخِسٍ.. والويل للمُرتاب! |
وبسوء النظام.. "صدامُ" يلقى |
شرَّ أفعالِه.. مع الأوشاب!! |
* * * |
|
(60) |
العصرُ عصرُ تفوقٍ |
بالعلْم.. لا الجهل الذميم |
فالعلم نورٌ للشعوب |
سناه قد عَبَر التُّخوم |
بالعلم يكتمل الصُّمودُ |
لرد عاديةِ الهجوم |
واللهُ ينصر جنده |
بالعلم والخُلُق القويم |
* * * |
|
(61) |
ومن سماتِ المؤمن المهتدي |
أن يدعم الصالحَ بالأصلح |
وأن يصون النفسَ عن غيها |
في مرتع مُعشوشبٍ أفْيَح |
فجنةُ الرحمن مفتوحةٌ |
أبوابُها للمتقي المُفلح |
والله يجزي المُتقي رحمةً |
َإذا نجا من لُجَّةِ المسبح |
* * * |
|
(62) |
الحُب في الناس أصفـاه مـن الذهـبِ |
والحُب في القلبِ مثل النور في الشُّهـب |
لو كان في الناس حـبٌ صـادقٌ أبـداً |
لاستكمل الناسُ عيشَ الأمن والرغَب |
ولو نظرنا إلى مرآةِ أنفسنا |
لضاع منظورُنا في غمْرةِ الريب |
إن المحبة نـورُ الله متصـلٌ فـي القلـب.. في العقـل.. في الإِحسـاس.. في العَصـَب |
* * * |
|
(63) |
ما كلّ من صام أو صلَّى علـى عجـلٍ |
يستأهلُ الأجر موفوراً بلا عمل |
فالصالحاتُ من الأعمال يتبعها |
قلبٌ تزكَّى من الأرجاس والزَلَل |
وليس تكتبُ عند الله صالحةٌ |
حتى يفيضَ بها إيمانُ ممتثل |
واللهُ يعلم فينا كلَّ خافيةٍ |
والخيرُ بالخير محسوبٌ من الأزل |
* * * |
|
(64) |
شُغِل الناس في الحياة بمال |
ونسوا ربَّهم بعِصيان حال |
إن جمع الحُطام لا يجلبُ المجد |
ولكن كالداء جدّ عُضال |
متعةُ العيش أن تكون سعيداً |
في حياة خلتْ من الزلزال |
فحياةُ الوبالِ مالٌ حرامٌ |
فاغنموا المجد من ثَراءٍ حلال |
* * * |
|
(65) |
نحن شعبٌ لنا مفاخرُ تاريخ |
خصيبٍ برفده الدفَّاق |
قد حفظنا الذمارَ في ساعة الجدِّ |
بعزمٍ ووحدةٍ واتفاق |
وكتبنا تاريخنا بالضحايا |
وسيوفٍ معروفة الامتشاق |
ما هُزمنا.. ونحن تحت لواءٍ |
من شعـارِ الإِسـلام.. رمـزِ الوفـاق |
* * * |
|
(66) |
هدفُ المخلصين إعلانُ شأنٍ |
لبلاد تضمّكم أبراراً |
وإلى المجدِ يَفرزُ العملُ النافعُ |
علماً يُثقِّفُ الأفكارا |
فتسودُ الأخلاق منْهج صِدْقٍ |
يعتلي قلعةً.. ويسمو جداراً |
تحتذيه الشعوبُ جيلاً فجيلاً |
ويُعيد التاريخَ فينا ازدهاراً |
* * * |
|
(67) |
تحلو الحياةُ مع المرارة.. والعُلا هدفُ المكافح لا مُراد المدَّعي |
الحُرُ يسعى في الحياة بجدِّه |
والغِرّ يلهو في الفراغِ البلْقع |
والنبعُ مَوْردُ ضيغمٍ مُتوثبٍ |
والذئبُ يطلبُ مَوْردَ المسْتنقع |
لا يُدركُ المجدَ الأثيلَ مذللٌ |
فالمجد مَطلبُ عاقلٍ مُترفع |
* * * |
|
(68) |
التجاريب في الحياة محكٌ للعُلا |
في القريب أو في البعيد |
ونهوضُ الشعوب في كل عصرٍ |
مَثَلٌ يحتذيه كلُّ أريب |
ودُعاة التخريب في كل أرضٍ |
رجعوا في الورى بشرِ نصيب |
وبُناةُ الأمجاد في كلِّ شعبٍ |
رُسُلُ الخير والسلامِ الحبيب! |
* * * |
|
(69) |
مكتي كعبتي.. وقبلةُ إبراهيم |
أعظمْ به أبي الأنبياء |
لستُ أنسى في أرضها أمسيات |
بين قومٍ من خيرة الكُرماء |
في الصفا.. مَنْسـك الحجيـج المُرجَّـى |
في الحطيم المُكتظِّ بالأتقياء |
في الخريق الفسيح فـي الحـوْض نلقـى |
فيه رهْطَ الأحباب عبْر حراء! |
* * * |
|
(70) |
قِصةُ العمـر.. مشهـدٌ من "درامـا" |
هي عنوانُ شاعرٍ لا يُحابي |
عزُّ شعري بأمتي وبلادي |
كاعتزازي بقيمةِ الأحياب |
والزواهي من المشاعر حُبي |
لتراثي.. لموْطني.. للتراب |
لستُ أنسى الوفاء.. حُباً بحبٍ |
عبْر عهدٍ مُجددٍ مِخْصاب.! |
* * * |
|
(71) |
يا تـرابَ "القُـدس" المُعطَّـر.. نُهـدي |
لك أرواحنا.. بكل فخار |
يا رُفاتَ الشهيد.. أنتِ زهورٌ |
في تُرابٍ مُحببِ الأعطار |
منه نستنشق الكرامة ثأراً |
مُستمراً على مدى الأدهار |
صيحةُ الثأر فـي فـمِ الدَّهـر أنشـودةُ |
شعبٍ.. كالعيْلم الهدَّار! |
* * * |
|
(72) |
ما كـلُّ مـن نَظَـم القريـض نخالُـه |
في النابغين من السباقِ الظافر |
الشعرُ من نبع الشعور.. نميره |
يَروى ولا يهبُ النماءَ لعاقر |
وصداه في لحن المزامير التي |
تُنسي المواجعَ بالغناءِ الساحر |
في كلِّ همسةِ طائرٍ أغرودةٌ |
في رجْعها يأتي خيالُ الشاعر.! |
* * * |
|
(73) |
بلادي حباها اللهُ خيراً وعزةً |
عليها أفاء اللهُ ما ليس يُنكر |
حضارتُنا بين الشعوب أصيلةٌ |
تعهَّدها الإسلامُ.. والدينُ مَصْدر |
وها نحنُ نمضي في مجالِ تقدمٍ |
مع الركب نمشي.. ليـس فينـا تهـوُّر |
مسيرة شعبٍ قد تسامتْ إلى العُلا |
وشاهدُنا في الناس هذا التطور!! |
* * * |
|
(74) |
"البيتُ" ينبوعُ القداسة حوْلَه |
رفَّتْ قلوبٌ بالأماني الحُفَّل |
عطشي وفي لهفٍ تَبلُ غليلَها |
من ماء "زمـزم" يا لـه مـن سَلْسـل |
والوافدون من الحجيج هم الأُلى |
ركبوا الدُّروبَ إلى المَقامِ الأفضل |
وفدوا مـن الأقطـارِ صـوبَ مناسـكٍ |
أرواحُهم شفافةٌ للمُجْتلي |
* * * |
|
(75) |
عشْ بالمحبة في الورى |
تلقَ السعادةَ والوفاء |
إن المحبةَ جدولٌ |
مستعذبٌ يروي الظِّماء |
خيرُ المودة أن تُحبَّ.. |
بلا خداعٍ أو رياء |
ومن المعرَّةِ أن تعيش |
على التنافرِ والجَفاء |
* * * |
|
(76) |
دعوةُ الحق بالبراهين تَعلو |
رغْمَ أنفِ الجُحود والإِنكار |
لا يفيد الدعيَّ تلفيق زُورٍ |
إنما المكْر مبدأُ الأشرار |
وادعاء البهتان لا يُثيب الحقَّ |
وما حقُ باطلٍ مُنْهار؟! |
إنما الحقُّ في البقاء لشعبٍ |
حقُه ساطعٌ كضوءِ النهار |
* * * |
|
(77) |
دع المُحاكاةَ.. فالتقليد مَثْلبةٌ |
شتَّـان في الشعر بيـن الطيـن والمـاس |
فإنما الشعر شلاَّل روافده |
غزيرةُ الدَّفْـق.. من ينبـوع إحسـاس |
تُوحي إلى النفس ألواناً مُعبرةً |
عن الجمـالِ.. وما فـي واقِـع النـاس |
أما المُقلد فالإسفافُ ديدُنه |
والذيلُ في الوضع لا يرقى إلى الراس!! |
* * * |
|
(78) |
يا رسولَ السلام.. ما كنتَ إلاَّ |
رمز صدقٍ في سائر الأطوار |
قد حملتَ القرآن دعوةَ حقٍ |
وقرنتَ الإِحسانَ بالإِيثار |
كنتَ تدعو إلى طريق سويٍ |
مستقيم المنهاج باستقرار |
فاستجاب "المُهاجرون" وكانوا |
إخوةً في الجهاد "للأنصار" |
* * * |
|
(79) |
نهضةُ العلم والثقافة والفن.. |
حماها وعيُ الشباب المُواتي |
وهي أسُّ البناء إن شئتَ صرحاً |
مشمخرَ الذُّرى..و ضيءَ السمات |
كل هذا رأيتُه في بلادي |
في مضاءٍ وهمةٍ وثبات |
ليس يُعلي البلادَ والشعبَ إلاَّ |
أدبٌ نابعٌ من المُهجات.!! |
* * * |
|
(80) |
وفي الخليج شعوبٌ جدُّ راضيةٍ |
عن التعاون معقوداً إلى الأبد |
هذا التعاونُ فيما بينهم أملٌ |
يدعو إلى الفألِ نستبقيه للبلد |
مهما تتابعتِ الأحـداثُ.. جَـدَّ لهـا |
عزمُ الصناديد بالإِصرارِ والجَلَد |
والقادةُ الصِّيد فيما بينهم وجدوا |
في وحدةِ الصفِ ما يُغْني عن اللَدَد |
* * * |
|
(81) |
أصبح الأمنُ كلاماً عابراً |
عند صهيون.. ولا شيءَ يَصح |
كلُّ يوم – ويلهم – فيه لهم |
صورٌ شتى من الزيف.. وقُبْح |
الأباطيلُ لهم منسوجةٌ |
في ظلامِ الليل.. لا يرضاه صُبْح |
هكذا الأفاك.. من عاداتِه |
يُنكر الحقَّ ونحو الزيف ينحو!! |
* * * |
|
(82) |
خَفِّفِ الـوطءَ إنْ مشيتَ علـى الأرض |
وحاذرْ مغَبة الكبرياء |
كم أحاط البلاد صاحب كِبْرٍ |
فغدا مَصدراً لكلِّ شقاء |
وجديرٌ بمن تواضع لله.. |
حياة الهنا ومجدُ العَلاء |
هكذا صاحبُ الرسالةِ فينا |
عَلَّمَ الخَلْق سيدُ الأنبياء |
* * * |
|
(83) |
إنتظارُ الحُلول.. ليس مفيداً |
بل يُؤدي إلى امتداد البلاء |
أسرعوا بالحصيف قولاً وفعلاً |
عبْر رأب الشقاق في الفُرَقاء |
كلُّ سعيٍ يعود للعمل المُخْلص |
يأتي بِصُلْحه البنَّاء |
والتَّواني في سُرعة الحلِّ يُفْضي |
لمآسي التمزيق والاهتراء.! |
* * * |
|
(84) |
يا رائدَ الشعب.. هذا الشعبُ تربطه |
أواصرُ الحبِّ من إبنٍ لخيرِ أب |
رفعتَ قيمة هذا الشعب منزلةً |
شماءَ بين شعوب الأرض بالرتب |
وليس يُنْكر ما تسخو به أحدٌ |
من الصنائـع شؤبوبـاً مـن السحـب |
منا الوفاء.. وكـلُّ الشعـب مُغتـرفٌ |
ممـا بذلـتَ وصافي الحُـب كالذهـب |
* * * |
|
(85) |
وما الحظ في معنى الرجاء سوى الـرؤى |
تخالسها النجوى هوى وطلابا |
وما هذه النجوى مناط مؤمل |
ولكنها الدنيا تنال غلابا |
فراشـات هم النفـس في بلقع المـنى |
تجوس كأحلام الظلام.. يبابا |
مشاعر حيـرى ما عرفـت مسارهـا |
تعيث بأكناف الفؤاد خرابا.! |
* * * |
|
(86) |
رباه.. يا خالقَ هذا الورى |
وناشرَ النِّعمة بين الوجود |
ونعمةُ الخالق في خَلْقه |
ليس لها في حصرها من حُدود |
إن بني آدم أجناسُهم |
لا تلتقي في اللونِ أو في الجهُود |
وكلهم يمشي على دَربِه |
والمُهتدي عن دربه لا يحيد |
* * * |
|
(87) |
إن العرينَ عرينُ شعبٍ باسلٍ |
يمشي إلى العلياء خَلْف غضنفر |
من كـلِّ مفتـول السواعـد يَفتـدي |
بالروح موطنَه.. وعزمِ المُجتري |
يَحمي حمى البيت المُقدس فادياً |
ويذودُ ذوداً في بسالةِ قسور |
وشعارُه الإِسلامُ.. وهو هدايةٌ |
للعالمين ومِشعلُ المُستبصر |
* * * |
|
(88) |
ما مضى فات.. وفي العُمـر مسـار |
نتخطاه بعزمٍ وجِلاد |
كلُّ إنسان له في درْبه |
أملٌ.. يدنو بصبرٍ وجهاد |
صاحبُ العقل يُؤدي دوره |
باتزانٍ وهدوءٍ واتئادِ |
هكذا العاقلُ.. مِشكاةُ الهُدى |
سِفْره القرآنُ.. نورٌ ورشاد |
* * * |
|
(89) |
يومُ المجد في وطني.. هو العيد أعراسُه صدحتْ فيها الأغاريد |
في كل عامٍ له ذكرى مجددةٌ |
والشعبُ في نبضِه حِسٌّ وترديد |
إن السعوديَّ.. في أعماقه وَهَجٌ |
هذا هو الحب.. في الأعمـاق موجـود |
والحب "للفهْد" نُهديه لعاهلنا |
مع التهـاني.. ومنـه الفضـلُ والجُـود |
* * * |
|
(90) |
خذْ من العلم ما تراه مُفيداً |
وتجنَّبْ سفاسفَ الأعمال |
مطلب العلم في الحياة فسيحٌ |
وأعزُّ الطّلابِ صِدْق الرجال |
والذي يحسب الحياة مجالاً |
للتَّلهي.. عقباه سوء المآل |
زينةُ العيش أن تكون مثالاً |
للتَّرقي.. والمجدُ بالأفعال |
* * * |
|
(91) |
حانَ وقتُ الوقوف رأياً وصفاً |
واحداً في عزيمةٍ ومِراس |
كلُّ صعبٍ له طريقٌ إلى الحلِّ.. |
ولا مُستحيلَ عند النطاسي |
والتجاريبُ حُنكةٌ في التصدي |
لأمورٍ مرتْ ذواتِ انتكاس |
أسرعوا بالحصيف قولاً وفعلاً |
إرأبوا الصدع أوقفوا المآسي |
* * * |
|
(92) |
الشعرُ ينبوع إحساس.. روافده |
في النفس.. كالنهر يَجـري غير ممنـون |
والشعر إبداعُ فنَّانٍ.. ذخائرُه |
لوحاتُ مُبتكرٍ رحْبِ الأفانين |
وتارةً هو كالإِعصارِ.. ثائرُه |
يهز أرواحَنا هز الطواحين |
لكنَّ في معظم الأحيانِ يَجذبنا |
إلى حديقتِه عطرُ الرياحين..! |
* * * |
|
(93) |
يا أمةَ الإِسلام.. أسيافُنا |
مُشرعةٌ للثأر في كلِّ حين |
الوحدةُ العصماءُ مطلوبةٌ |
بين صُفوف العُرْب والمسلمين |
تضامنوا في موقفٍ واحدٍ |
وعزمةٍ صادقةٍ لا تلين |
لبّوا نداء "القُدس" في وثبةٍ |
واحدةٍ تعصفُ بالمعتدين.! |
* * * |
|
(94) |
نحنُ لا نركضُ عفواً |
في مجالات الحياة |
نتحاشى الجُرْف وعياً |
حيثُ نمشي بأناة |
في طريق مستقيمٍ |
بهدوء وثبات |
نحمل المِشعلَ في الدرب |
على نهْجِ الهُداة.! |
* * * |
|
(95) |
وقصةُ الحق في تاريخ أمتنا |
مكتوبةٌ بدم الأحرار والنُّجُب |
من عهـد حطين واليرمـوكِ كم لمعـتْ |
بوارقُ الفتح في الأعلام بالغَلَب |
تُبدي مطالبنا.. بالحق نعلنُها |
صريحةً كضياء الشَّمس والشُّهب |
والنصر بالحق معقودٌ لألوية |
مرفوعةٍ في الذّرى في السِّلْـم والحَـرَب |
* * * |
|
(96) |
يا رجـال "القُـدس" الأُبـاة.. مزيـداً |
مـن "رجـوم" تنقضُّ فـوق الرِّعـاع |
ليس نَرضى مذلةً من عدو |
مُستبدٍ مُوسَّعِ الأطماع |
عاثَ في أرضنا فساداً وأخفى |
بعضَ ما يَنتويه تحت القناع |
رغم ما شـاء أو نوى "القُـدْس" حـقٌ |
لا بديلاً نرضاه.. بالإِجماع.! |
* * * |
|
(97) |
تاريخُ أمتنا رصائعُ زخرفتْ |
صدرَ الزمان.. وقد زها المتألق |
هذي حضارتُنا تبثُ مآثراً |
في كلِّ منطقةٍ تدلُ وتنطق |
هـل كـان في الدنيا أجـلُّ من الـذي |
يَهبُ السلامَ إلى الأنامِ ويُغْدق؟ |
نورُ الرسالة للخلائقِ مَنْهجٌ |
فيه السعادةُ إنْ وعَوْا وتعمقوا |
* * * |
|
(98) |
إخترِ الدَّرب قبل أن تَمْتطيه |
فدرُوبُ الحياة شَوْكٌ وورد |
والأراضي رحيبةٌ في مداها |
مَسْلكٌ ناعمٌ وآخرُ صَلْد |
إنما العيش من تجارب حيٍّ |
جَدُّ فيه ما ليس للناس بُد |
فكأنَّ الحياةَ موجةُ بحْر |
بين جَزْرِ الآمال يَنْداحُ مد.! |
* * * |
|
(99) |
إذا جُنَّ ليلـي.. أشتكـي عبر خلْوتـي |
إلى اللَّهِ ما ألقَى من العثرات |
وليس يُفيد المرءَ غير يقينه |
وإيمانِه والصدقِ في الخلوات |
فمـن كـان يلقى ربـه وهو صـادقٌ |
بإحسانِه في البِر والصدقات |
فلا شك أن اللهَ راحمُ عبدِه |
ومُنقذُه من قَسْوةِ النكبات |
* * * |
|
(100) |
مشيـتُ علـى وعر الـدروب شبابـاً |
وألفيتُ في وقتِ المشيب صُعوبا |
صبـرتُ علـى وكـسِ الحياة مُؤمـلاً |
سعادةَ حظ.. فاحتقبتُ ترابا |
وجددتُ آمالي بتصميم واثقٍ |
ووطنتُ نفسي أن أقول صوابا |
وبالصبر يَرْقَى المرءُ في سُلَّم العُلا وباليأسِ يحيا في الوجود مُعابا.! |
* * * |
|
(101) |
"لبنان" عانـى صراعـاً جـدُّ مُشتعـلٍ |
عبْر الخِلافات إمعاناً بتصعيد |
والوضعُ إنْ ظلَّ محكوماً بواقعِه |
فالشرُّ يَجلب شراً غيرَ محدود |
من كل مُنتفعٍ يحتاط في حَذَر |
من العِمالةِ في أثوابِ رعديد |
ما ضرَّ بالناس إلاَّ كلُّ مُرتزقٍ |
يَبثُّ فتنتَه العميا.. لتشريد |
|
• • • |
|