فتىً من بلادي، وابن قومي، وأمتي |
ألا سلمت أمٌ، سقته العلى دَرّا |
أسائله: ممن فتانا؟ فقال لي |
بزهوٍ: من (البدو) الألى غلبوا (الحضرا) |
فقلت: أمن عدنان؟ قال: أنا أنتمي |
إلى كل فخذ في (جزيرتنا) الخضرا |
وسيان عندي (البدو) و (الحضر) كلهم |
قبيلي، أمن (قحطان) أم (مضر الحمرا) |
أنا حضري الدار، لكن مولدي |
بإحدى الرمال السافيات من الغبرا |
لجدي على كثبانها الحمر خيمةٌ |
ترُفُّ بها أطنابها، الصبح، والعصرا |
يُشبُّ بها (نارَ القِرى) فيؤُمُّها |
السُّراةُ، فيلقون الكرامة والبِشرا |
درجنا بها نحبو ونمشي، سراجنا |
بها نارُ جدي في مفازاتها القفرا |
إلى أن تلقتنا (المدارسُ) في القُرى |
بأنوارها أمست بداوتُنا تقرا |
ومن ثم سالتْ بـ (الرعاة) مناكب (الـ |
جزيرة)، نحو (الجامعات)، بهم تتري |
يغُبُّون من (نور الحياة)، وها أنا |
مثال (فتى العصر) الذي تنجب (الصحرا) |
رُويت من (العلم) الذي فاض خيره |
على (العُرب)، حتى أصبحت أرضهم خضرا |
وأخرجهم للنور، من ظُلَم الدُّجا |
وأبدلهم من بعد عُسرهم، يُسرا |
فأصبحتُ (طياراً) وقد كان (والدي) |
و (جدي) (جَمَّالَيْن)، في عيشة عُسرى |
أقود (بعير الجو) وهو كما ترى |
(بُراقي) الذي يسري، (فسبحان من أسرى) |
فأطوي به في ساعة ما بمثلها |
تجوب المطايا، من مفازاتها شهرا |
أهزُّ به (أرض العروبة) كلها |
فتصحو، وتمشي نحو (وحدتنا الكبرى) |