النكــبات |
يحمل الشاعر عبد الله بلخير التاريخ العربي والإسلامي في صدره، وقد يتوسده في راحته ورحلاته لذلك فلا يمكن أن يعيش على هامش الحياة، وإن حاول الاستجمام، ونيل الراحة في بلاده أو عبر العالم. فهو رجل التاريخ، ورجل الإعلام الذي اعتاد أن يتفاعل مع أحداث بلده وأمته، والعالم بأسره، فهو يقظ لما يجري حوله، متتبع لمآسي البشرية ونكباتها.. وبخاصة ما تقع على بلاد العروبة والإسلام. فهو حينما يحمل تاريخ العرب في قلبه ووجدانه وفكره، أينما حل ورحل، فإنما ذلك ليبصر على ضوئه من آن لآخر، ما حل للتاريخ العربي المعاصر من غزو ونكبات ومآس. |
فمن تلك النكبات ما تكون حصيلة مؤامرات استعمارية كبرى تضافرت لها قوى البغي والعدوان، وضعف العرب والمسلمين وتخاذلهم وتفرقهم، من خلال هذا العصر المضطرب المصطرع، الذي لما تهدأ ثورته وغليانه، فأصبح الإنسان؟ العربي يروض نفسه على استمراء ما يحاك حوله يوماً بعد يوم، ومما يداهمه من أساليب وحشية وبربرية.. وأحداث مأساوية، بدءا من فلسطين، وما أعقبها من غزو وتوسع وأطماع.. مروراً باجتياح لبنان، فحروب طاحنة بين العرب والمسلمين أنفسهم في العراق وإيران. |
وكل تلك المآسي، هي -كما قلنا- حصيلة إنسانية، الإنسـان هـو الـذي يخطط لها، والإنسان هو الذي يتلقى آلامها، وما زالـت مستمـرة. لذلك فإن شاعرنا لم يخض تلك التجارب الدموية -فيما أعلم- عبر عمل شعري ملحمي مبدع. فطالما هي لم تستقر وتتكشف كل أبعادهـا ومعالمهـا، فـإن الكتابـة فيهـا تجيء غير كاملة. لأن الملاحم تناسبها الموضوعات والأحداث المختمرة
(1)
. |
على خلاف تلك النكبات والمآسي، التي تقع على بلاد العروبة والإسلام، بقوة القضاء والقدر، ولا يد للإنسان في أحداثها وأهوالها، فإن شاعرنا -هنا- هو السباق في المشاركة الشعرية في مثل تلك النكبات من فواجع طيرانية، أو زلزالية وغيرها.. |
فيكون شعره فيها ليس من زاوية الرثاء المعروف في شعر الرثاء -من بكاء ونحيب وضعف- وإنما يتناول تلك النكبات من زاوية أعمق وأشمل من زاوية عربية ودينية، من زاوية احتضانه للتاريخ العربي على ضوء إيمانه بالله وقضائه وقدره. كما صنع في (فاجعة الترايستار بمطار الرياض في آب أغسطس 1985م) حين هزه الخطب فسارع في الحال إلى قريحته، فالتهبت شاعر يته بتلك الفاجعة، فكانت قصيدته التي نشرتها: الشرق الأوسط في 28/9/1985. |
وكما صنع مع نكبة اليمن في زلزال ذمار الذي وقع في 13/12/1982، وكانت قصيدته الخالدة: "مشى بالعزا الركن اليماني باكيا" التي نشرتها له أيضاً الشرق الأوسط في 2/1/1983. |
وفي كلتا القصيدتين، كان الشاعر بلخير، خير أب وفارس يعلم المفجوعين كيف يكون العزاء، ولا سيَّما أن النكبتين، كان الموت فيهما يخبط ويحصد المئات أولاً، ثم الآلاف ثانياً. |
فلنقف قليلا مع شاعرنا، وانطباعاته مع الموت الجماعي. |
أولاً: في قصيدته "فاجعة الترايستار بمطار الرياض" التي بلغت سبعة وستين بيتاً، يلتصق بكل قلبه ونبضه وأنفاسه بالحدث المروع الرهيب، فيخيل إلينا كأن الشاعر وسط حريق الطائرة، أو كأننا نحن ركابها المفجوعين. فعشنا مع صراع قائد الطائرة (أبو ريان)، وهو يغالب القدر والموت في سبيل إنقاذ الآخرين. وبلا جدوى، ومن حوله مساعدوه، وبين الركاب الموتى ستة من أبناء عم الشاعر من (آل بلخير) ومن ثم الضحايا الهالكة، والتي بلغت أكثر من ثلثمائة ضحية. |
وإذا استطاع الشاعر عبد الله بلخير في (فاجعة الترايستار) أن يكون رسول عزاء، وقلب حب، وفيض إنسانية.. احتوى كل المأساة، فإنه -في الوقت نفسه- كان رقيق المشاعر، مرهف الأحاسيس، جياش العاطفة.. استدر حزننا، وهـز جوارحنا.. ولكن ليس من خلال تصوير جانب الضعف في المفجوعين -ولا سيما القائد وفرقته وذويهم- وإنما من خلال جانب مضيء، وموقف متألق، يبعث الاعتزاز والدهشة.. فلنر كيف وصف مشهد القائد في ذلك الصراع الدرامي المثير الذي يبعث فينا الإجلال والاعتزاز والسمو، والإيمان بقضاء الله وقدره.. هذا القضاء الذي: |
رأى مصرع (الصقر) الصريع مجندلاً |
على برجه في قبضة الموت أعزلا |
مكباً على مهوى (القيادة) أمسكت |
به راحتاه، بالدخان مُجللا |
فتى في قوام الرمح، يهتز نخوة |
تعالى بها، بين الرفاق مُكللا |
|
ثم يصور بدقة كيف هوت به (نفاثته) من أعالي الجو كالنيزك، وكانت دمدمتها على الأرض كالرعد، وشواظها المتطاير كشواظ جهنم.. وتعاظم الهول، وزاغت الأبصار، وذهل الناس، وغصت الحناجر، وانسدت الأبواب، واستعر اللظى، ورف شعاع الموت.. وكلهم: |
تراموا عليه لا يزين ببرجه |
من الموت، يعوي حولهم حين أقبلا |
فلا تسمع الأنفاس إلا مراجلاً |
تفور بآهات الأسى حينما على |
يخوض (أبو ريان) نيران نارها |
جحيماً تلظى حوله، ما تحولا |
تحمل أعباء (القيادة) ناهضاً |
بها وتردى ب (الريادة) مثقلا |
وخاض المنايا، ثابت الجأش صامداً |
لأهوالها، مثل الغضنفر أعولا |
يغالب ما لا يستطيع غلابه |
ويزأر في مثل العرين مكبّلا |
ولا سامع يصغي له كلما دعا |
ولا منقذ ينجيه في ما تعللا |
فخر صريعاً في الجموع تعلقوا |
به، حاملاً فوق الذي قد تحملا |
ومات فتى الفتيان، فوق (براقه) |
شهيدأ، وحتى في رداه قد اعتلى |
تخيلته في نعشه، حينما بدا |
مسجى على الأكفان (بدراً) تهللا |
كأن على ما شع من نور وجهه |
ضيا (الصلوات الخمس)، ضاء وبسملا |
|
وينتقل الشاعر إلى أبناء عمه الستة الذين تساقطوا أيضاً صرعى، وهم شباب كعيدان القنا، وحولهم إخوانهم الذين تناثروا على النار، وكأنهم في هول القيامة.. فالمصيبة كبيرة، ولا حول ولا قوة إلأ بالله. وهذه مقولة المسلمين إزاء البلوى: |
فنحن جميعاً في المصاب قبيلة |
إذا ضاق باكيها ببلواه، حوقلا |
|
وتتجاوز النكبة حدود الأقرباء والمعارف، ولم يعد حزنه أو رثاؤه مقصوراً على أبي ريان، وأبناء عمومته الستة، ومن يعرفهم (كسامي) وغيره.. وإنما انسحب حزنه على كل الضحايا.. واستحال مصابه بذويه إلى مصاب أكبر، وامتد ليشمل الجميع.. وكأنهم أهله وعشيرته: |
وأبكي الضحايا الهالكين، كأن لي |
بهم نسباً بين العمومة مخولا |
|
على أنه ينفرد بعزائه إلى أسرة (أبي ريان)، وينقل لنا حالتها بعد رحيل شهيد الواجب، وقد خلف وراءه زوجته وولديه (ريان، ورعد) وجدتهما. فكان حزن الزوجة درامياً ونارياً. ولكنها كانت تطفئه بالصبر والصلاة وتلاوة القرآن... |
ولقد أبدع الشاعر في رسم صورة حزينة لأسرة رحل عنها رجلها.. وبخاصة الأم المفجوعة التي استطاعت أن تحتضن ولديها، وتبدو متألقة في تصبرها وتحنانها وصمودها.. ولنقرأ بعض أبيات هذه اللوحة، التي تفيض بالحركة والإيحاء الروحي والوجداني: |
ومفجوعة في البيت ما شقَّ جيبها |
على زوجها، حاشا و لا صوتها علا |
إذا شبَّ كالبركان بالنار صدرها |
وكاد على بلواه، أن يتفصلا |
وماج (أبو ريان)، ملء عيونها |
خيالاً تراءى بالدموع، مبللا |
ولاح لها (رعد) و (ريان) حولها |
غلامين، من أطيافه، قد تسربلا |
جثت فوق (محراب الصلاة) لربها |
تصلي، وتستشفي (القرآن) مرتلا |
تبرد بالآيات، حرَّ فؤادها |
إذا ما تلت منها الشفاء المنزلا |
وتحنو على شبلي أبيهم تزاحما |
على ركبتيها، لاعبا، وتدللا |
يشبان في تحنانها، وظلالها |
إلى المجد، ما أبهى بهاها وأجملا |
|
ولا بد للشاعر -كعادته- من أن يعرج على آل سعود، ويعزيهم بمصابهم، كل باسمه: خالد، وفهد، وعبد الله، وسلطان. |
وهكذا برغم فداحة المصاب، وهول المأساة، وجسامة الحدث الجلل.. فقد أفلح الشاعر في أن يمتص بعض مرارة الفجيعة، ويخفف عن المفجوعين، وهو أحدهم لذا فقد كان بلسما لنفسه، وأسرته وقبيلته، ودولته.. كان عزاء الشاعر لذاته، ولأهل المصاب، وزوجة القائد، والمليك ووليه، ووزير الدفاع والطيران. |
كان العزاء شعراً يجمع القوة والتبتل.. ووصفاً دقيقاً لشهداء الفجيعة.. إذ وصف عنفوانهم وبسالتهم ورجولتهم، بأوصاف القوة والصلابة والشموخ، فكان منهم: الصقر، والغضنفر، والرمح، والمنصل.. كما نرى في هذا العزاء جانباً روحياً من السمو الديني في التصبر بقضاء الله، وتجلد الأنبياء، وفي الصلاة وتلاوة القرآن وفك الحداد. |
ولقد استطاع بلخير في هذا الشعر الحزين، أن يحقق مزاوجة بين اللفظ والمعنى.. فاختار الكثير من الألفاظ التي تحقق له القوة التي يريدها في مثل تلك المواقف. وإنه بتلك المزاوجة الأصيلة -في إبراز بطله وهو يجابه الموت وكأنه في معركة- ليذكرنا بشاعرين من فحول الشعر العربي، هما: أبو تمام والبحتري، في رثاء بطليهما، فقد أبرز أبو تمام بطله (ابن حميد الطوسي) بأعلى مراتب القوة والصمود والبطولة، حين صرع في الحرب.. وكذلك البحتري، حين وصف لنا مأساة مقتل المتوكل، أو مؤامرة مصرعه، بغاية القوة والتأثير، من خلال تلك المزاوجة بين اللفظ القوي الجزل، والعاطفة الحزينة الثائرة. |
ثانيا: وحين تتفاقم النكبة، وتتسع دائرة المنكوبين، لتشمل قطرا عربيا بكامله فإن للشاعر وقفة أخرى وعزاء آخر. فقد أصاب الزلزال منطقة (ذمار) في اليمن العربية بتاريخ 13/12/1982 كما ذكرنا. فكانت قصيدة شاعرنا بلخير "مشى بالعزا الركن اليماني باكيا.. " بعد أيام من النكبة لأن المصاب كبير، والهول عظيم، فلا يقوى الشاعر أن يظل مراقباً ومستمعاً لتتابع المأساة التي دمرت مئات القرى، وآلاف القتلى والجرحى، ومئات الألوف المشردة. فينتفض الشاعر، وبقلب هم لا يحتمل، ويقف موقفا إيجابياً فعالاً.. ملتزماً بواجبه الوطني والقومي.. فيحرك الجماهير، ليس من منطلق خبرته الإعلامية فحسب، وإنما من منطلق شاعريته وحسه القومي والتاريخي. وكانت قصيدته -التي بلغت سبعين بيتاً- صرخة مدوية، تردد صداها ووقعها عبر المملكة العربية السعودية، واليمن، والوطن العربي. وقد أثرت -على نحو ما- في مختلف المستويات: الرسمية والشعبية والفكرية والأدبية.. وذلك لما تضمنته القصيدة، من قيم وجدانية وروحية وعاطفية وتاريخية.. |
استطاع الشاعر عبد الله بلخير- من خلال قصيدته- أن يوظف تاريخ اليمن، وتاريخ الجزيرة العربية في سبيل الكارثة، كي تصبح النكبة عامة.. نكبة العرب من قحطان وعدنان: |
مصاب بني (قحطان) في عقر دارهم |
مصاب بني (عدنان) دانٍ ونائياً |
|
ومنذ مطلع القصيدة، يبدأ الشاعر في النفاذ إلى قلوب العرب والمسلمين، فيعمل فيها رعشة وهزة.. حالماً ترتعش وتهتز (الكعبة وركنها اليماني) من هول الفاجعة، فيصبح تعاطف الكعبة والطائفين حولها، مع اليمن في العزاء رمزاً لفداحة الخطب، ومكانة اليمن من التاريخ والدين.. لذلك فتتخذ مواقف الشاعر من الرثاء أو العزاء، الالتزام والمسؤولية والبعد عن الضعف من شفقة وانكسار. فيكون دأب الشاعر الدائم -عبر القصيدة- هو إبراز دور اليمن في التاريخ العربي، ومساهمته في الفتوحات الإِسلامية والتبادل التجاري على صعيدي المشاركة الحربية، والفعالية التجارية. لذلك فحينما تهب المملكة بقادتها وشعبها لنجدة اليمن، فإن هذا ما يقتضيه الواجب والأخوة، بلا منة أو شفقة: |
نعزي بني أعمامنا، ونغيثهم |
ونرفدهم في المدلهم المفاجيا |
وليس لنا في غوثنا اليوم منّة |
عليهم، فهم أهل الغنى المتواليا |
|
ولقد كان عمق إحساس الشاعر التاريخي، هو الذي فجر فيه مشاعر الأخوة، وصدق العواطف فبدا لنا الشاعر بلخير محباً مخلصاً موداً متفانياً.. من أجل (اليمن الغالي). وربما كان هذا الموقف العربي الصادق، هو الذي جعل كوكبة من شعراء اليمن يتأثرون بتلك القصيدة، وينهجون نهجها..، وينظمون قصائدهم إثرها، وعلى ذات وزنها وقافيتها. وبالتالي يشيرون إلى شاعرهم بكل إعجاب وتقدير وحب فضلاً عمن تجاوب معها من كتّاب المملكة وغيرهم
(2)
. |
ولا عجب في ذلك، فالقصيدة متكاملة وتبعث التجاوب.. لاتزان أفكارها، وحسن تناوله لها، وبراعته في مخاطبة المشاعر العامة، ولباقته في التعزية وحمل المصاب بقلب كبير، فكان مفاخراً لا راثياً.. وإن وقف عند مشاهد حزينة ومؤلمة من مآسي النكبة، فأحياها للقارئ وأحس معه بكل حالات الهلع والذعر والضياع.. التي عمت أجواء الدمار والمنكوبين. ولنقرأ مشهداً من تلك المشاهد: |
ومر الفناء في هوله بديارهم |
كومضة برق، لاح في الأفق ساريا |
أفاق عليه الناظرون، كما جرى |
وقد دمر العالي، فأصبح واطيا |
وأمست به تلك القرى في سفوحها |
ووديانها، ربعاً من الناس خاليا |
فقد دفنت سكانها.. فقبورهم |
بها حجرات لم تزل في تداعيا |
تهادت بها أركانها، فسقوفها |
معلقة، مثل النعوش الحوا نيا |
وقد انطفأت فيها الحياة، فصمتها |
مخيف، وصوت الانهيارات عاتيا |
ترفرف غربان المسا في تخومها |
تصيح كما صاح المصاب المناديا |
وأشلاء من ماتوا على كل منحنى |
مبعثرة.. فيها الردى المتواريا |
ومن سلموا من أهلها في ذهولهم |
حيارى.. وكل فاقد الوعي جاثيا |
وقد حملقوا فيما يرون، تجمدت |
نواظرهم من ويل ما كان جاريا |
وقد يبست آهاتهم في حلوقهم |
وجف بها استنجادهم والتناديا |
فلا تسمع الآذان إلا أنينهم |
يحشرج في مجرى الحناجر خافيا |
|
ونحس ونحن نقرأ هذا الوصف الحزين، أننا لا نقرأ رثاءً تقليدياً، وإنما نقرأ واقعاً ذاتياً وإنسانياً، وكأن ثمة نكبة في ذاته، في بيته، في أهله.. ولكن ليس من منظور أو انطباع باهت ضعيف فُقِد فيه الوعي والإرادة والاتِّزان، بل من موقف الرجولة والأصالة العربية. وإنه ليذكرنا بموقف الفارس الشاعر الأمير أسامة بن منقذ الذي فجع -وهو غائب- بزلزال ارتجفت له مدينته (شيزر) قرب حماة، وقد قضى على أكثر بني قومه، فقال فيهم شعراً خالداً أصيلاً. |
وسنرى أن الشاعر عبد الله بلخير، يستخدم مقدرته في تجسيد النكبات التي لحقت ببني وطنه وقومه، وتصعيدها في نفس ملحمي، وهو يقف أمام الدول العربية الزائلة في الأندلس.. فيكون شعره الملحمي فيها بعيداً عن نطاق الضيق الذي وجدناه عند بعض شعراء العرب القدامى، وبخاصة شعراء الأندلس في رثائهم للممالك الزائلة، إذ كان شعرهم بكاء وعبر، كبكاء ابن اللبانة دولة بني عباد، وابن عبدون دولة بني الأفطس والرندي للأندلس كلها. |
سيكون شعر عبد الله بلخير -في أبعاده الواضحة- تعبيراً عن سقوط الحضارة، وضياع القيم من خلال الرؤية التاريخية الثاقبة. |
|