لا تَبْكِ من ماتوا ومن قُتِلوا |
وابكِ الأُلى عن أهلهمْ رحلوا |
رحلوا وفي أجفانهم نُطفٌ، |
وبقَلْب كلِّ مهاجرٍ شُعَلُ |
رحلوا وما عقلوا؛ وليتهمُوا |
عرفوا مآل البَينِ، أو عقلوا؛ |
ذهبوا غِضاباً عندما ظُلِموا |
يوماً.. وحتى اليوم – ما قفلوا! |
ذهبوا وما قفلوا؛ وخلفهموا |
تبكي الديارَ ومن بها نزلوا؛ |
يرجون أوبةَ من بمجدِهموا |
عند التَّفاخر يُضربُ المثلُ! |
* * * |
يا بين ما بَيْني وبَيْنَك؟ لا |
تِرَةٌ تُؤرِّقني، ولا ذَحَلُ؛ |
فعلامَ عن وطني تُطاردني؟ |
وإلى متى سأظلّ أرتحلُ؟ |
وأهِيمُ من بلدٍ إلى بلدٍ، |
والعين منها الدمعُ ينهمِلُ |
ما زِلتَ لي خِلاًّ يُوقّع لي |
شعراً عتيقاً قاله الأُوَلُ |
في "أيَّما ربعٍ" حلَلْتَ به |
لك فيه يصفو الجارُ والنُّزُلُ، |
"وإذا رحلتَ" عن الأُلى " قدروا |
أن لا تُفارقهم" فهم "رحلوا" |
و"بم التعلّل"، و"اغتربْ" جَذِلاً، |
و "تحمّلوا" فالبينُ محتَمَلُ؛ |
ولأجل لَذَّات "التجدّد" قد |
لَذّ "التنَقّل" أيّها الرَّجلُ؛ |
وأنا أصيخُ لِما تردّده… |
وكأنَّما أنا تائهٌ، ثَمِلُ |
أو شاردٌ نَكِرته عترته |
فَنَبا؛ وفارقَهمْ به حَبَلُ
(1)
! |
ما مَسَّهُ ضيمٌ، ولا عَوَزٌ |
كلاَّ، ولا ضاقت به السُّبُلُ؛ |
لكنَّه شوقاً وموجدَة |
قد شفَّه التبريح والخَبَل
(2)
. |
يُمضي سحابةَ يومِهِ بَرِماً، |
وسميره في ليله زُحَلُ؛ |
والذكريات عن الأُلى نزحزا، |
وعن الأُلى ماتوا، ومن قُتِلوا |
تجتاحُه في كلِّ آوِنةٍ.. |
صوراً مزخرفةً لها زجَلُ |
يَا بَيْنُ قد مُلَّ البُعَادُ، وقدْ |
أضنتْني "السَّبعين"، والمللُ |
أفما آنَتْ للشيخِ أوبتُهُ |
من قبل أن يجتثَّه الأجلُ!؟ |