شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
605- هلْ من أوبَة؟
لا تَبْكِ من ماتوا ومن قُتِلوا
وابكِ الأُلى عن أهلهمْ رحلوا
رحلوا وفي أجفانهم نُطفٌ،
وبقَلْب كلِّ مهاجرٍ شُعَلُ
رحلوا وما عقلوا؛ وليتهمُوا
عرفوا مآل البَينِ، أو عقلوا؛
ذهبوا غِضاباً عندما ظُلِموا
يوماً.. وحتى اليوم – ما قفلوا!
ذهبوا وما قفلوا؛ وخلفهموا
تبكي الديارَ ومن بها نزلوا؛
يرجون أوبةَ من بمجدِهموا
عند التَّفاخر يُضربُ المثلُ!
* * *
يا بين ما بَيْني وبَيْنَك؟ لا
تِرَةٌ تُؤرِّقني، ولا ذَحَلُ؛
فعلامَ عن وطني تُطاردني؟
وإلى متى سأظلّ أرتحلُ؟
وأهِيمُ من بلدٍ إلى بلدٍ،
والعين منها الدمعُ ينهمِلُ
ما زِلتَ لي خِلاًّ يُوقّع لي
شعراً عتيقاً قاله الأُوَلُ
في "أيَّما ربعٍ" حلَلْتَ به
لك فيه يصفو الجارُ والنُّزُلُ،
"وإذا رحلتَ" عن الأُلى " قدروا
أن لا تُفارقهم" فهم "رحلوا"
و"بم التعلّل"، و"اغتربْ" جَذِلاً،
و "تحمّلوا" فالبينُ محتَمَلُ؛
ولأجل لَذَّات "التجدّد" قد
لَذّ "التنَقّل" أيّها الرَّجلُ؛
وأنا أصيخُ لِما تردّده…
وكأنَّما أنا تائهٌ، ثَمِلُ
أو شاردٌ نَكِرته عترته
فَنَبا؛ وفارقَهمْ به حَبَلُ (1) !
ما مَسَّهُ ضيمٌ، ولا عَوَزٌ
كلاَّ، ولا ضاقت به السُّبُلُ؛
لكنَّه شوقاً وموجدَة
قد شفَّه التبريح والخَبَل (2) .
يُمضي سحابةَ يومِهِ بَرِماً،
وسميره في ليله زُحَلُ؛
والذكريات عن الأُلى نزحزا،
وعن الأُلى ماتوا، ومن قُتِلوا
تجتاحُه في كلِّ آوِنةٍ..
صوراً مزخرفةً لها زجَلُ
يَا بَيْنُ قد مُلَّ البُعَادُ، وقدْ
أضنتْني "السَّبعين"، والمللُ
أفما آنَتْ للشيخِ أوبتُهُ
من قبل أن يجتثَّه الأجلُ!؟
جدة: 27/5/1411هـ
14 نوفمبر 1990م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :728  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 635 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج