شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
589- إلى أنامل الشاعر: د. محمد عبده غانم
[نشرت جريدة "الشرق الأوسط" في عدد الجمعة 1 يوليو 1988م، قصيدةً للشاعر الدكتور محمد عبده غانم عنوانها "إلى الأنامل الجافة" ومطلعها: "لَمْ تغدري بأخِ الهوى* حتى تجِفّي يا أناملْ..!". وقد قرأتها بتأثرٍ عميق داعياً للشاعر بالشفاء والعافية واجتاحتني ذكريات زمالة وصداقة خمسين عاماً، فقلت مواسياً]:
بوركتِ يا تلكَ الأناملْ
للشاعر الفذِّ الحُلاحِلْ،
فلكَمْ نظمتِ من القلائِدِ ما بهِ تَزْهو المحافلْ!
ولكَمْ خدمتِ الفنَّ عزفاً! كم كتبتِ من الرسائلْ!
ولكَمْ وهبتِ مكارماً،
ولكم منحتِ بلا مقابلْ!
* * *
لكِ كلُّ ما في الكونِ من
حُسْنٍ يُصلِّي يا أناملْ!
النُّورُ؛ قطَّره الندى الولهان من شفَقِ الأصائلْ،
والعطرُ؛ تعصره النسائمُ من أزاهير الخمائلْ،
واللَّحنُ؛ تعزفه الهزارى والقمارى؛ والبلابلْ،
والشعرُ؛ أبدعَهُ عباقرةُ الأواخر والأوائلْ،
والبحر يزخر، والشوامخ، والفراقد والجداولْ
و"الشاطئ المسحور" في
"عدنٍ" وفي كل السواحلْ (1) ،
ترجو شفاءاً عاجلاً
لكِ يا أنامل غير آجلْ.
* * *
يا شاعر "اليمن السعيدة" يا فتى "عدنْ" المناضل:
أيامَ كان الناس فيها بين مظلومٍ وجاهلْ،
أو حاكم "مستعمرٍ"
أو مستبَدٍّ، أو مخاتل،
قد كنتَ نجماً ساطعاً
يهدي الأنامَ إلى الفضائلْ،
بين المدارس والمعاهِد والنوادي والمحافلْ،
تشدو بصوت فيه تكمنُ كلّ آمال الفطاحلْ،
عفّ البيان، وفي الحقائقِ لا يُخاتلُ أو يجاملْ
وتُعَلِّم النشأ الجديد
مكارم القوم الأماثِلْ
* * *
شكواكَ أوجعتِ الفؤادَ، وأيقظتْ فيه البلابلْ
من قال: إنك لم تَكنْ
شهم النَّحيزة والشمائلْ؟ (2)
من قال: إنك لم تكن
عون اليتامى والأراملْ؟
ومَنِ الأُلى أصَمَتْ سهامُهمُ المفاصلَ والمقاتل؟
ومَنِ الأُلى ظلعوا وجاروا بالتحايُلِ والتحاملْ؟
تَرِبتْ أكفُّهُمُ، ولا
ربح التحامل والتحايل.!
واللهُ في الأخرى يحاسبهمْ، إذا مَا لَمْ يُعَاجِل
* * *
أَأُخَيَّ أيّ عهود أنسٍ تَمَّ في تلك المنازلْ!
والشرُّ غافٍ؛ والزمان عيونه حسرى غوافل،
كم ليلةٍ في سفح "صيرةَ" والدجى كالبحر صائلْ (3)
بتنا بها نرجو غداً
للعُربِ بالخيرات حافِلْ
و"صدى" لحونك يملأ الدُّنيا بأنغام ذواهلْ
وكأنما رضَعَتْ أفاويقَ الهوى نم سحر "بابِلْ".
العشق خمر سرورها،
والحبُّ أدمعُها الهواطلْ
حيناً تزف البشريات، وتارةً تبكي ثواكلْ
وغدٌ ببطنِ الغيب مرتعش المشاعر والمفاصلْ؛
وكأنَّه يخشَى الأَطبَّةَ، أو يخاف من القَوابِلْ!
ويودُّ أن يبقى ببطن الغيب مشدود الحبائِلْ،!
* * *
وأتى غدٌ؛ وإذا به
كالأمس يطفح بالمشاكلْ؛
وأتى غدٌ؛ وإذا بنا
ما بين مقتولٍ.. وقاتلْ!
أو شاردٍ يَطَأُ الثرى
هَوناً، مُحاذَرةَ الغوائلْ!
أو حائدين عن الهدى
أو هاربين من المقاصِلْ!
يتصارعون على الحُطَام، ويجهدون بدون طائلْ!
* * *
هل من غدٍ فيه يُعيدُ "العُربُ" أمجادَ الأوائلْ
في أمةٍ "دستورها"
"قرآنها"، والعدل شاملْ؟
متفائلٌ أنا يا أخي
رغم الكوارث والنوازلْ،
أترى التفاؤل حكمةً،
أم حمقَ موهونٍ يجاملْ؟
أو ليسَ قد قال الحكيمُ… وقوله كالسَّيف فاصِلْ
"تصفو الحياة لجاهل"
في هذه الدنيا، وغافل
"ولمن يغالط نفسه"،
والعقل يُشْقي كلّ عاقِلْ!
* * *
سَلمتْ "أناملُ" شاعر اليمن المجاهد والمناضِلْ
وظلَلتَ فينا يا "محمّد" للأكارم والأفاضلْ..
مَثَلاً "أناملهْ" تشير إلى المحامدِ كالدلائل،
وتشعُّ في طرق الهدى
مثل الفرقدِ والمشاعلْ
بروملي: 23 ذو القعدة 1408هـ
7 يوليو 1988م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :494  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 619 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج